اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه كان يقول : لقد أوصى الله تعالى موسى بن عمران بأربعة أشياء :
"...........وأما التي بينك و بين الناس ، فترضى للناس ماترضى لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك ".
و أيضاً في وصية الإمام أمير المؤمنين إلى ولده الحسن : " واجعل نفسك ميزاناً فيما بينك و بين غيرك فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك ، واكره له ما تكره لنفسك ، ولاتظلم كما لاتحب أن تظلم ، و أحسن كما تحب أن يحسن إليك ، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك " .
وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) : أحبوا للناس ما تحبون لأنفسكم ، أما يستحي الرجل منكم أن يعرف جاره حقه و لا يعرف حق جاره " .
وعن الباقر في قول الله عزوجل : " وقولوا للناس حسناً " ، قال : قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم .
وهكذا يتضح جلياً موقف الإسلام من التعامل مع الناس و نجد في الأحاديث المتقدمة أن الفطرة الأخلاقية و الإدراك الباطني عند الناس قد اعتبرتا مقياساً للروابط الاجتماعية فمن ما لاشك فيه أنه لو كانت الروابط الاجتماعية في بلد ما قائمة على أساس الوجدان الأخلاقي و كان كل عضو في المجتمع يراعي الحسنات و السيئات الفطرية بالنسبة لباقي الأعضاء ، لكان يغمر ذلك البلد بالسعادة و الهناء ولم يكن للغرائز و الميول النفسية أية سلطة أو تجاوز على الآخرين .
إن القادرين على اتباع نداء الوجدان هم الذين يملكون زمام غرائزهم و ميولهم أما الأشخاص المستعبدون لشهواتهم و الذين ينقادون لأهوائهم فلا ينالون هذه المفخرة أبداً .