|
مشرفة سابقة
|
|
|
|
الدولة : هذي الكويت صل على النبيّ ..
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
كبش العراق ..!
بتاريخ : 15-Dec-2009 الساعة : 10:02 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمدالله ربّ العالمين والصّلاة على محمّد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ...
أحبتنا مازلنا نعيش أيام عيد الولاية واستعراض بعض قطرة من بحار أمير المؤمنين صلوات الله عليه وصحبه سنستعرض في هذه السطور القليلة والتي لن تفي هذا الرجل العظيم حقه وكل أصحاب أمير المؤمنين صلوات الله عليه عظماء ..
إنه مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعي...
****************************
كنيته: أبو إبراهيم. ولقبه الأشتر ( لإصابته برموش عينيه )، وكبش العراق ( لأنّه المقدّم على جيش الإمام عليّ وحامل رايته ).
ولد في اليمن في بني نخع، الذين انتقلوا إلى الكوفة بعد امتداد الإسلام، ثم توزّع أفراد نخع على مدن العراق. ورغم أن مالكاً أسلم على يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وحسن إسلامه، فإن شهرته تقوم على كونه كان قائداً لجيش الإمام، و حامل لوائه.
وصفه عارفوه فقالوا: كان فارساً مغواراً، مديد القامة، مهيب الطلعة. وكان عالماً، شاعراً، وكان سيد قومه بلا منازع..
أرسله أبوعبيدة الجرّاح إلى سعد بن أبي وقّاص، مع جماعةٍ، ليشدّ أزره في العراق.. وكان قد اشترك في موقعة اليرموك فأبلى فيها بلاءً حسناً. ثم انحاز بعد ذلك إلى جانب الإمام علي عليه السّلام، فوضع نفسه تحت تضرّفه.
اتّهمه خصومه بضلوعه في فتنة مقتل عثمان. وقد رافقها هرجٌ ومرجٌ شديدان. وبعد ذلك يُفاجأ مالكٌ بازدحام الناس على أميرالمؤمنين في داره، متهافتين على بيعته بجلبة وضوضاءٍ وإصرار. فيقول في نفسه:
ـ ما أبعد الليلة عن البارحة!.. لطالما كان هؤلاء يمنعونه من الخلافة، وبالقوة، ويحولون بينه وبينها!..
وينزل الإمام عليه السّلام على رغبة هؤلاء الناس الذين ضاقت بهم داره، وهم يتوسلون مستعطفين:
ـ و من لها غيرك با أباالحسن ؟. اتق الله فينا!..
ـ الآن!..
ويفكر مالك الأشتر في هذا الأمر الطارئ مليّاً، وهو الذي يعرف صاحبه عليّاً عليه السّلام والمنطلق الذي يصدرُ عنه. إنه الذي لا تعدلُ الدنيا في عينيه « عفطة عنز » أو « جناح بعوضة » ما لم يُقم حقاً.. أو يُزهق باطلاً!
ولكن الرياح ـ في هذه الأيام ـ تجري بما لا تشتهي السفن:
فهذا طلحةُ والزبير يبايعان علياً عليه السّلام خليفةً، ثم لا يلبثان أن يخرجا من المدينة، لينضمّا إلى عائشة في وقعة الجمل.
وها هو ذا معاوية الرابض في الشام والياً منذ عشرين عاماً، يرفضُ أن تجتمع في بني هاشم النبوة والخلافة. وإذا أجمع المسلمون على ذلك، فشرط الإبقاء عليه والياً على الشام أولاً، والاقتصاص من قتلة عثمان ثانياً!..
ويزفر الأشتر زفرةً كاللهب.. حقاً إن الأجواءَ مدلهمّة الجنبات، تُنذر بشر مستطير!..
ويعزل الإمام علي عليه السّلام معاويةَ، فحرام إبقاؤه متحكماً في رقاب المسلمين وأموالهم وأعراضهم. ولكن العزل شيءٌ، والقدرة على تنفيذه شيء آخرُ.
وتقوم عائشة فتجيّش الجيوش!..
ويأبى معاوية مبايعة أميرالمؤمنين، ويمتنع بأهل الشام، وبالمال يصرفُه ذات اليمين وذات الشمال!
وتقرع طبول الحرب! فيعبّئ الإمام جنده. ويلاقي بهم جيوش أعدائه من أهل البصرة وغيرهم، وقد تقدّمتهم عائشة على جمل، فكانت حرب الجمل!.
وينضمّ طلحة والزبير صاحبا الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم، إلى عائشة، ثم لا يلبث الزبير أن ينسحب من المعركة، وقد ذكّره الإمام علي عليه السّلام بقول الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم، للزبير في إحدى المناسبات:
ـ « ستقاتله يوماً وأنت له ظالم! »
وتدور رحي المعركة..
فيهزُّ مالك الأشتر لواء الإمام عليه السّلام مدمدماً: الويل للناكثين!..
ويقتحم بمن خلفه قلب جيش العدو،.. وحول الجمل تتناثر أشلاء، وتسيلُ دماء! ولا تمتدّ يد لتمسك بخطام الجمل إلا وتُبتر، فتتناثر أكفٌّ ومعاصم تناثرَ أوراق الخريف في ريحٍ عاصف، ويرغي الجمل، ويُزبدُ، وعلى ظهره حرم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، والناسُ يحوطونها من كل اتجاهٍ إحاطة السوار بالمعصم!..
ويتقدم مالك، وينتهي إلى عبدالله بن الزبير، ابن إخت عائشة، فيضربه بالسيف على رأسه، ويضربُهُ عبدالله ضربةً خفيفة، ويعتنق كل منهما خصمه، آخذا بخناقه، فيسقطان إلى الأرض يعتركان..
ويصيح ابن الزبير:
« اقتلوني ومالكاً، واقتلوا مالكاً معي! ».
ويحمل أصحابُ الإمام علي وعائشة فيخلّصونهما.
ولم يعلم أصحابُ عائشة أن الذي فاتهم هو الأشتر، إذ بهذا اللقلب كانوا يعرفونه.. ولو عرفوه أنه هو، لقتلوه!.
وتشتدُّ المعركةُ ضراوة، ولا تمتدّ يد لتأخُذَ بخطام الجمل إلا ويقتل صاحبها!..
وينادي علي عليه السّلام: أعقروا الجمل، فإنه إن عُقر تفرّقوا!..
فتتناولُ السيوف عرقوبَيه، فيخورُ، وينهار!..
ويتقدم محمد بن أبي بكر، أخو عائشة، فيحتملها إلى قبةٍ، ثم يشيعها الإمام علي عليه السّلام في هودجٍ، محفوظةً مكرمةً إلى بيتها.
وتدور الدائرة على أصحاب الجمل، وإذا بهم بين قتيل، أو جريح، أو مهزوم!.
ويعود الأشتر من موقعةِ الجمل، وله في إحراز النصر سهمٌ كبير!.
وهكذا، تسكن عاصفة موقعة الجمل، ولكن.. لتهبَّ بعدها عاصفة موقعة صفين! وها قد عبَّأ معاويةُ لهذه الحرب الجند، وجيّش الجيوش، واستعمل المال لمن يسيل لعابُه لمرأى المال، ووعد بالمناصب من لهم بها مطمع.. وتوعَّدَ أعداءهُ بجيشٍ جرّار أوّلُهُ في العراق وآخره في الشام. وقبل تصادُم الجيوش في ساحة الوغى، تثورُ بينه وبين الإمام علي عليه السّلام حربُ الرسائل.
لنستمع إلى واحدةٍ من رسائل الإمام علي عليه السّلام إلى معاوية بن أبي سفيان، فكلماتها نصالٌ قواتلُ!..
إلى معاوية!..
فأنا أبوحسنٍ قاتلُ جدك وأخيك شَدْخاً يوم بدر!.. وذلك السيفُ معي. وبذلك القلب ألقى عدوي، ما استبدلتُ ديناً، ولا استحدثتُ نبياً! وإني لعلى المنهاج الذي تركتموه طائعين، ودخلتم فيه مُكرَهين!..
وأمّا طلبُك إليَّ الشام، فإنّى لم أكن لأعطيك اليوم ما منعتُك أمس!..
وأما قولُك: « إن الحرب قد أكلت العرب الاّ حُشاشات أنفسٍ بقيت »..
ألا مَن أكله الحقُّ فإلى الجنَّة، ومن أكَلَهُ الباطلُ فإلى النار!.
وأما استواؤنا ( أي: تعادلنا ) في الحرب والرجال.. فلسْتَ بأمضى على الشك مني على اليقين.. وليس أهلُ الشام بأحرص على الدنيا، من أهل العراق على الآخرة.
وأما قولك: « إنّا بنو عبد مناف »، فكذلك نحن.. ولكن، ليس أميةُ كهاشمٍ، ولا حربٌ كعبدالمطّلب، ولا أبو سفيان كأبي طالب، ولا المهاجر كالطليق، ولا الصريحُ ( أي: ذو الحسب والأصل ) كاللصيق، ولا المُحقّ كالمبطل، ولا المؤمنُ كالمُدغِل.
ولبئس الخلفُ خلفٌ يتبع سلفاً هوى في نار جهنم.
وذكرتَ أنه ليس لي ولأصحابي عندك إلا السيف، فلقد أضحكت بعد استعبار!..
متى ألفيت بني عبدالمطلّب عن الأعداء ناكلين ( أي: هاربين )، وبالسيف مخوَّفين؟!
وأنا مُرْقِلٌ ( أي: زاحف ) نحوك في جحفلٍ من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان. وقد صَحِبتْهم ذريّةٌ بدريّةٌ، وسيوفٌ هاشميةٌ، وقد عرَفَتْ مواقع نصالها في أخيك وخالك وجدِّك وأهلك، وما هي من الظالمين ببعيد!.. »
* * *
تابعونا للحديث بقية ...
|
|
|
|
|