|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صفوان بيضون
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
بين الغلو والاستخفاف والتفريط(8)
بتاريخ : 14-Dec-2009 الساعة : 06:48 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
بين الغلو والاستخفاف والتفريط
الحلقة الثامنة :
خامساً – صلة الرحم :
وقد ورد في مسلم ، عن عائشة قالت : قال رسول الله (ص) : " الرحم معلقة بالعرش ، تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله " . ( حديث رقم 4635 )
ولعلنا لو نقلنا هذا الحديث بتغيير بسيط فيه وقلنا أن رحم آل محمد معلقة بالعرش لقامت قائمة المفرطين ولاتهمونا بالغلو ، والابتعاد عن المنطق فكيف تتعلق الرحم بالعرش ... ، لكن الإمام الصادق يجيبنا بأن رحم آل محمد من تلك الرحم المعلقة بالعرش ، حيث يقول : " إن الرحم معلقة بالعرش ينادي يوم القيامة اللهم صِلْ من وصلني ، واقطع من قطعني ، فقلت : أهي رحم رسول الله (ص) ، فقال : بل رحم رسول الله (ص) منها ، وقال : إن الرحم تأتي يوم القيامة مثل كبة المدار وهو المغزل ، فمن أتاها واصلاً لها انتشرت له نوراً حتى يدخله الجنة ، ومن أتاها قاطعاً لها انقبضت عنه حتى يقذف به في النار " ( البحار – ج 7 ص 121 رواية 61 باب 5 ) ...
والأحاديث عن صلة الرحم وأثرها وتعظيمها كثيرة نذكر منها :
جاء رجل إلى رسول الله (ص) فقال له : أخبرني ما أفضل الإسلام ؟ فقال : " الإيمان بالله ، قال : ثم ماذا ؟ قال : صلة الرحم ، قال : ثم ماذا ؟ فقال : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " ( بحار – ج 74 ص 96 رواية 30 باب 3 ) .
قال رسول الله (ص) : " صلة الرحم تهون الحساب وتقي ميتة السوء " ( بحار – ج 47 ص 163 رواية 3 باب 6 ) .
قال الإمام الصادق (ع) : " إن صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة ، ثم قرأ ( يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ) " ( بحار – ج 7 ص 273 رواية 43 باب 11 ) .
وعن الإمام (ع) : " فإني أنا الله الرحمن الرحيم ، إني خلقتها فضلاً من رحمتي ، ليتعاطف بها العباد ، ولها عندي سلطان في معاد الآخرة ، وأنا قاطع من قطعها وواصل من وصلها ، وكذلك أفعل بمن ضيع أمري .... " ( بحار – ج 13 ص 334 رواية 13 باب 11 ) .
قال أمير المؤمنين (ع) سمعت رسول الله (ص) يقول : " قال الله عز وجل أنا الرحمن وهي الرحم ، شققت لها اسماً من اسمي ، من وصلها وصله الرحمن ، ومن قطعها قطعه الرحمن ؛ فقيل يا أمير المؤمنين : حثَّ بهذا كل قوم على أن يُكرموا أقرباءهم ويصلوا أرحامهم ، فقال لهم : أيحثهم على أن يصلوا أرحام الكافرين ، وأن يعظموا من حقَّره الله ، وأوجب احتقاره من الكافرين ؛ قالوا : لا ، ولكنه يحثهم على صلة أرحامهم المؤمنين ، قال : فقال أوجب حقوق أرحامهم لاتصالهم بآبائهم وأمهاتهم ، قلت : بلى يا أخا رسول الله (ص) ؛ قال : فهم إذا يقضون فيهم حقوق الآباء والأمهات ، قلت : بلى يا أخا رسول الله (ص) ، قال : فآباؤهم وأمهاتهم غذوهم في الدنيا ، ووقوهم مكارهها ، وهي نعمة زائلة ، ومكروه ينقضي ، ورسول ربهم ساقهم إلى نعمة دائمة لا تنقضي ، ووقاهم مكروهاً مؤبداً لا يبيد ، فأي النعمتين أعظم ، قلت : نعمة رسول الله (ص) أجلُّ وأعظم وأكبر ؛ قال : فكيف يجوز أن يحثَّ على قضاء حقِّ من صغَّر الله حقَّه ، ولا يحث على قضاء حقِّ من كبَّر الله حقَّه ، قلت : لا يجوز ذلك ؛ قال : فإذا حق رسول الله (ص) أعظم من حقِّ الوالدين ، وحقُّ رحمه أيضاً أعظم من حقِّ رحمهما ، فرحم رسول الله (ص) أولى بالصلة ، وأعظم في القطيعة ، فالويل كل الويل لمن قطعها ، والويل كل الويل لمن لم يعظم حرمتها ؛ أو ما علمت أنَّ حرمة رحم رسول الله (ص) حرمة رسول الله (ص) ، وأن حرمة رسول الله (ص) حرمة الله ، وأن الله أعظم حقاً من كلِّ منعم سواه ، فإن كل منعم سواه إنما أنعم حيث قيَّضه له ذلك ربه ووفقه ، .... ثم قال أمير المؤمنين (ع) : إن الرحم التي اشتقها الله عز وجل بقوله أنا الرحمن هي رحم محمد (ص) ، وإن من إعظام الله إعظامُ محمد ، وإن من إعظام محمد إعظامُ رحم محمد ، وإن كل مؤمن ومؤمنة من شيعتنا هو من رحم محمد ، وإن إعظامهم من إعظام محمد ، فالويل لمن استخف بحرمة محمد ، وطوبى لمن عظَّمَ حرمته ، وأكرم رحمه ووصلها "
( بحار – ج 23 ص 266 رواية 12 باب 15 ) .
|
|
|
|
|