فإذا همُ لا يملكون خطابا
يدعو ألستُ أنا ابن بنت نبيّكم
وملاذكم إن صرف دهر نابا
هل جئت في دين النبيّ ببدعة
أم كنت في أحكامه مرتابا
أم لم يوصِّ بنا النبيُّ وأودع
الثقلين فيكم عترة وكتابا
فغدوا حيارى لا يرون لوعظه
إلا الأسنَّة والسهام جوابا
حتى إذا أسفت علوج أمية
أن لا ترى قلب النبيّ مصابا
صلَّت على جسم الحسين سيوفهم
فغدا لساجدة الظبى محرابا
ومضى لهيفاً لم يجد غير القنا
ظلاً ولا غير النجيع شرابا
ظمآن ذاب فؤاده من غلة
لو مسَّت الصخر الأصمّ لذابا
لهفي لجسمك في الصعيد مجرداً
عريان تكسوه الدماء ثيابا
ترب الجبينِ وعينُ كل موحدِ
ودت لجسمك لو تكون ترابا
لهفي لرأسك فوق مسلوب القنا
يكسوه من أنواره جلبابا
يتلو الكتاب على السنان وإنما
رفعوا به فوق السنان كتابا
ليَنُح كتابُ الله مما نابَهُ
ولينثن الإسلام يقرع نابا
وليبك دين محمد من أمَّةٍ
عزلوا الرؤوس وأَمَّروا الأذناب
قال الإمام جعفر الصادق : قال الحسين بن عليِّ عليهما السلام
أنا قتيل العَبْرَة(الدمعة قبل أن تفيض) ، لا يذكرني مؤمنٌ إلاّ اسْتَعبَرَ»