اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
فيما نذكره من فضيلة الدعاء من صريح القرآن فمن قول الله جل جلاله(((( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً }الفرقان77 )))اقول فلم يجعل لهم لولا الدعاء محلا ولا مقاما فقد صار مفهوم ذلك ان محل الانسان ومنزلته عند الله جل جلاله على قدر دعائه وقيمته بقدر اهتمامه بمناجاته وندائه وعساك تجد من يقول لك ان المراد بالدعاء في هذه الاية العبادة والحق ما رواه الثقات عن اهل الامانة والسيادة من ان المراد بالدعاء فيهذه الاية هو الدعاء المفهوم بعرف الشرع من غير زيادة.
ومن الايات قول الله جل جلاله(( فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ ..}الأنعام43 )))فنبه الله جل جلاله على انهم لو تضرعوا ازال بأسه وغضبه وعقابه عنهم وكشف كروبهم وما قال ولو انهم اذ جائهم باسنا صلوا او صاموا او حجوا او قرئوا القرآن وفى ذلك بيان لاهل الافهام من الاعيان.
ومن ذلك وعده المقدس بان الدعاء مفتاح بلوغ الامال والامانى في قوله جل جلاله((( {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ... }البقرة186 .)))
ومن ذلك قوله جل جلاله ((({وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60))) فنبه جل جلاله على ان ترك الدعاء استكبار عن عبادته وسبب لدخول النار والعذاب المهين.
وقد روى الحسين بن سعيد باسناده عن الصادق ان المراد بالعبادة يستكبر الانسان عنها في هذه الاية هو الدعاء وان تاركه مع هذا الامر به من المستكبرين.
وفى بعض ذلك كفاية للعارفين ولو لم يكن في فضيلة الدعاء الا قول الله جل جلاله لسيد الانبياء صلوات الله عليه وآله (((( {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف)))) وهذا عظيم لان صدر على مقتضى المدح لهم وكان دعاهم بالغدوة والعشى سبب امر الله جل جلاله لرسوله بملازمتهم والا تعد وعيناه الشريفتان عن صحبتهم.
صدق الله العلي العظيم وصدق رسوله الكريم عليه وعلى اله الاطهار افضل الصلوات
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
ما معنى الدعاء ؟
الدعاء أن يطلب العبد حاجته من الله تعالى .
ويرجع هذا التعريف إلى أركان الأربعة التالية :
1- المدعو : هو الله تعالى .
أ- الغني المطلق الذي له ملك السموات والأرض قال تعالى { آلم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض } .
ب_ والذي لا ينفذ ملكه وسلطانه بالعطاء والبذل قال تعالى { إن هذا رزقنا ماله من نفاذ } .
ج - وليس من بخل وشح في ساحته فلا يعجزه شيء ولايضيق ملكه بشيء .
2- الداعي :
وهو العبد الفقير في كل شيء حتى في وعيه لفقره إلى الله تعالى قال تعالى { والله الغني وأنتم الفقراء }
3- الدعاء " الطلب " .
وهو طلب العبد من الله عز وجل . وكلما يكون الانسان أكثر إلحاحا إلى الله تعالى يكون أقرب إلى رحمة الله .
4- المدعو له :
وهو كل ما يدعوله الانسان ربه سبحانه وتعالى من حاجاته وطلباته وليس على الإنسان من بأس أن يطلب منه الله تعالى ما يشاء من حاجاته وطلباته مهما كثر وكبر فليس مما يعجز الله تعالى ولا ينقص من ملكه وسلطانه وليس من بخل وشح في ساحته تعالى .
أقوال سيد الخلق محمد في الدعاء :
* " الدعاء مخ العبادة ولا يهلك مع الدعاء أحد " .
* " الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السموات و الأرضين " .
* " آلا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم ؟ قالوا بلى يا رسول الله ،
قال : تدعون ربكم بالليل والنهار فإن سلاح المؤمن الدعاء " .
شرووط الدعاء :
1- معرفة من ندعوا .
2- العمل بطاعة الله وعدم معصيته .
3- طيب المكسب والطعام والشراب والملبس والمسكن ....
4- حضور القلب ورقته عند الدعاء .
5- أن يعرف طرق النجاة والهلاك .
6- إحدى الأشياء المؤثرة بإستجابة الدعاء الرابطة بأولياء الله الرابطه مع النبي والإمام المعصوم عليهم سلام الله أجمعين .
موانع الإجابة :
1- الذنب .
2- الظلم .
3- تأخير الإجابة لحكمة إلهية .
4- الدعاء لفعل المعصية .
5- عن الإمام الصادق : أربعة لا يستجاب لهم الدعاء : رجل جالس في بيته فيقول يا رب أرزقني فيقول له : ألم آمرك بالطلب ؟
ورجل كانت له إمرأة فدعا عليها فيقول : ألم أجعل أمرها بيدك ؟
ورجل كان له ما فأفسده فيقول : يارب إرزقني فيقول له : ألم أمرك بالأقتصاد ؟
ورجل كان له مال فأدانه بغير بينة فيقول : ألم أمرك بالشهادة ؟ البحار ج 71
6- عن رسول الله : قال الله عز وجل : ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السماوات وأسباب الأرض من دونه ، فإن سألني لم أعطه وإن دعاني لم أجبه . البحار ج 93
7- عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
8- قا ل تعالى { عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم والله أعلم وأنتم لا تعلمون } .