اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ..
أحبتنا ..
السفير الثاني المرافق للسفير الأول للإمام الحسين هو الصحابي قيس بن مسهر الصيداوي ...
هو قيس بن مسهر بن خالد بن جندب بن منقذ بن عمرو بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي الصيداوي . وصيدا بطن من أسد . كان قيس رجلا شريفا في بني الصيدا شجاعا مخلصا في محبة أهل البيت ( ) .
قال أبو مخنف :
اجتمعت الشيعة بعد موت معاوية في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فكتبوا للحسين بن علي ( ) كتبا يدعونه فيها للبيعة وسرحوها إليه مع عبد الله بن سبع وعبد الله بن وال ، ثم لبثوا يومين فكتبوا إليه مع قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي ، ثم لبثوا يومين فكتبوا إليه مع سعيد بن عبد الله وهاني بن هاني ، وصورة الكتب :
" للحسين بن علي ( ) من شيعة المؤمنين :
أما بعد
، فإن الناس ينتظرونك ، لا رأي لهم في غيرك ، فالعجل العجل ، والسلام " .
فدعا الحسين ( ) مسلم بن عقيل وأرسله إلى الكوفة ، وأرسل معه قيس بن مسهر ، وعبد الرحمن الأرحبي ، فلما وصلوا إلى المضيق من بطن خبت كما قدمنا جار دليلاهم فضلوا وعطشوا ، ثم سقطوا على الطريق فبعث مسلم قيسا بكتاب إلى الحسين ( ) يخبره بما كان ، فلما وصل قيس إلى الحسين بالكتاب أعاد الجواب لمسلم مع قيس وسار معه إلى الكوفة .
قال : ولما رأى مسلم اجتماع الناس على البيعة في الكوفة للحسين كتب إلى الحسين ( ) بذلك وسرح الكتاب مع قيس وأصحبه عابس الشاكري ، وشوذبا مولاهم فأتوه إلى مكة ولازموه ، ثم جاؤوا معه .
قال أبو مخنف :
ثم إن الحسين لما وصل إلى الحاجر من بطن الرمة كتب كتابا إلى مسلم وإلى الشيعة بالكوفة وبعثه مع قيس ، فقبض عليه الحصين بن تميم ، وكان ذلك بعد قتل مسلم ، وكان عبيد الله نظم الخيل ما بين خفان إلى القادسية وإلى القطقطانة وإلى لعلع وجعل عليها الحصين ، وكانت صورة الكتاب :
" من الحسين بن علي إلى الخوانه من المؤمنين والمسلمين :
سلام عليكم .
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد ، فإن كتاب مسلم جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم ، واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا ، فسألت الله أن يحسن لنا الصنع ، وأن يثيبكم على ذلك أحسن الأجر ، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية ، فإذا قدم رسولي عليكم فانكمشوا في أمركم وجدوا ، فإني قادم عليكم في أيامي هذه إن شاء الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " .
قال :
فلما قبض الحصين على قيس بعث به إلى عبيد الله ، فسأله عبيد الله عن الكتاب ، فقال : خرقته ، قال : ولم ؟
قال : لئلا تعلم ما فيه . قال : إلى من ؟
قال : إلى قوم لا أعرف أسماءهم .
قال إن لم تخبرني فاصعد المنبر وسب الكذاب ابن الكذاب .
يعني به الحسين ( ) .
فصعد المنبر فقال : أيها الناس ، إن الحسين بن علي خير خلق الله ، وابن فاطمة بنت رسول الله ، وأنا رسوله إليكم ، وقد فارقته بالحاجر ، فأجيبوه ، ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه ، وصلى على أمير المؤمنين ، فأمر به ابن زياد فأصعد القصر ورمي به من أعلاه ، فتقطع ومات .
وقال الطبري : لما بلغ الحسين ( ) إلى عذيب الهجانات في ممانعة الحر جاءه أربعة نفر ومعهم دليلهم الطرماح بن عدي الطائي وهم يجنبون فرس نافع المرادي ، فسألهم الحسين ( ) عن الناس وعن رسوله ، فأجابوه عن الناس ، وقالوا له : رسولك من هو ؟ قال : قيس .
فقال مجمع العائذي : أخذه الحصين فبعث به إلى ابن زياد فأمره أن يلعنك وأباك ، فصلى عليك وعلى أبيك ، ولعن ابن زياد وأباه ، ودعانا إلى نصرتك وأخبرنا بقدومك ، فأمر به ابن زياد فألقي من طمار القصر ، فمات رضي الله عنه .
فترقرقت عينا الحسين ( ) ، وقال : " * ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ) *
اللهم اجعل لنا ولهم الجنة منزلا ، واجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمتك ، ورغائب مذخور ثوابك " .
السلام على الحسين وعلى عليّ ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ..