اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
نذكر أسباب أخرى لوفاة الإمام الرضا غير التي ذكرنها في الموضوع السابق وهو شهادته سلام الله عليه .
وذكر البعض أسبابا أخرى في وفاة الإمام () قد تكون أقرب إلى الواقع، لأنها تنسجم مع معطيات تلك المرحلة والظروف السياسية المحيطة برأس السلطة العباسية.
1 - قال الخزرجي: مات () مسموما بطوس سنة 203 ه .
2 - وقال ابن الساعي في (مختصر أخبار الخلفاء): قضى مسموما، ثم دفن في قرية يقال لها سناباد بأرض طوس .
3 - قال السمعاني: مات علي بن موسى الرضا () بطوس يوم السبت آخر يوم من سنة 203 ه، وقد سم في ماء الرمان وأسقي .
4 - وقال ابن الطقطقي: ومات علي بن موسى من أكل عنب، فقيل: إن المأمون لما رأى إنكار الناس ببغداد لما فعله من نقل الخلافة إلى بني علي ()، وإنهم نسبوا ذلك إلى الفضل بن سهل، ورأى الفتنة قائمة، دس جماعة على الفضل بن سهل فقتلوه في الحمام، ثم أخذهم وقدمهم ليضرب أعناقهم، قالوا له: أنت أمرتنا بذلك ثم تقتلنا! فقال: أنا أقتلكم بإقراركم، وأما ما ادعيتموه علي من أني أمرتكم بذلك، فدعوى ليس لها بينة، ثم ضرب أعناقهم، وحمل رؤوسهم إلى الحسن بن سهل، وكتب يعزيه، ويوليه مكانه.
ثم دس إلى علي بن موسى الرضا () سما في عنب، وكان يحب العنب، فأكل منه فمات من ساعته.
ثم كتب المأمون إلى بني العباس ببغداد يقول لهم: إن الذي أنكرتموه من أمر علي بن موسى قد زال، وإن الرجل مات .
5 - وقال جرجي زيدان: وفكر في بيعته علي الرضا، فأعظم أن يرجع عنها، وخاف إذا رجع أن يثور عليه أهل خراسان فيقتلوه، فعمد إلى سياسة الفتك، فدس إليه من أطعمه عنبا مسموما فمات .
6 - وقال أبو بكر الخوارزمي في رسالته: وسم علي بن موسى الرضا بيد المأمون .
7 - وقال الحافظ ابن حبان المتوفى سنة 354 ه في (الثقات): ومات علي بن موسى الرضا () بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته، وذلك في يوم السبت آخر يوم سنة 203 ه .
8 - وقال أحمد شلبي في (التأريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية): إن ثورة بغداد قد أرغمت المأمون على التخلص من الرضا وخلع الخضرة .
9 - وقال أبو الفرج الإصفهاني: وكان المأمون عقد له على العهد من بعده، ثم دس إليه - فيما ذكر - بعد ذلك سما، فمات منه .
10 - وقال المسعودي في (التنبيه والإشراف): وسار المأمون عن مرو يريد بغداد، ومعه علي بن موسى الرضا ()...
إلى أن قال: فقتل الرضا () في طوس .
11 - وروى ابن حجر عن الحاكم في (تأريخ نيسابور) أنه قال: استشهد علي بن موسى الرضا بسناآباد، ونقل عن ابن حبان أنه () قد سم في ماء الرمان وسقي .
12 - وقال الشيخ الصدوق: ذكر أبو علي الحسين بن أحمد السلامي في كتابه الذي صنفه في أخبار خراسان: أن المأمون لما ندم من ولاية عهد الرضا () بإشارة الفضل بن سهل، خرج من مرو منصرفا إلى العراق، واحتال على الفضل بن سهل حتى قتله غالب خال المأمون في حمام بسرخس مغافصة في شعبان سنة 203 ه، واحتال على علي بن موسى الرضا () حتى سم في علة كانت أصابته فمات، وأمر بدفنه بسناباد من طوس بجنب قبر هارون الرشيد .
وروى الشيخ الصدوق عن عتاب بن أسيد، قال: سمعت جماعة من أهل المدينة يقولون...
إلى أن قال: فأخذ المأمون له البيعة على الناس الخاص منهم والعام، فكان متى ما ظهر للمأمون من الرضا () فضل وعلم وحسن تدبير، حسده على ذلك وحقد عليه، حتى ضاق صدره منه، فغدر به، فقتله بالسم، ومضى إلى رضوان الله تعالى وكرامته .
13 - وقال الطبرسي: مات بالسم في العنب في زمن المأمون، بطوس .
14 - وقال الكفعمي: توفي الرضا () في سابع عشر شهر صفر يوم الثلاثاء سنة 203، سمه المأمون في عنب .
15 - وقال العلامة المجلسي: اعلم أن أصحابنا والمخالفين اختلفوا أن الرضا () هل مات حتف أنفه، أو مضى شهيدا بالسم، وعلى الأخير هل سمه المأمون أو غيره، والأشهر بيننا أنه () مضى شهيدا بسم المأمون... إلى أن قال: فالحق ما اختاره الصدوق والمفيد وغيرهما من أجلة أصحابنا أنه () مضى شهيدا بسم المأمون اللعين .
16 - قال السيد محسن الأمين: قد سمه المأمون في أثناء علته، والذي يقتضيه ظاهر الحال أن المأمون لما رأى اختلال أمر السلطنة عليه ببيعة أهل بغداد لإبراهيم ابن المهدي، وكان سبب ذلك بيعته للرضا بولاية العهد، كان الناس ينسبون ذلك إلى الفضل بن سهل، وكان الفضل يخفي اضطراب المملكة عن المأمون خوفا من هذه النسبة، ولأغراض أخر، سواء كانت النسبة صحيحة أو باطلة، فخاف المأمون ذهاب الملك من يده، ورأى أنه لا يكف عنه سوء رأي الناقمين فيه إلا قتل الفضل والرضا، فبعث إلى الفضل من قتله في حمام سرخس، ودس السم إلى الرضا () فقتله.
وسواء قلنا: إن بيعة المأمون للرضا كانت من أول أمرها على وجه الحيلة، كما مر عن المجلسي، أو قلنا: إنها كانت عن حسن نية، لا يستبعد منه سم الرضا ()، فإن النيات يطرأ عليها ما يغيرها من خوف ذهاب الملك الذي قتل الملوك أبناءهم وإخوانهم لأجله.
والسبب الذي دعا المأمون إلى قتل الفضل، هو الذي دعاه إلى سم الرضا ()، فقتله للفضل الذي لا شك فيه، يرفع الاستبعاد عن سمه الرضا () بعد ورود الروايات به، ونقل المؤرخين له، واشتهاره حتى ذكرته الشعراء .
17 - وعد محمد بن حبيب المتوفى سنة 245 ه في كتابه (المغتالون) علي الرضا () من المغتالين الأشراف .
هذا غيض من فيض أقوال المؤرخين والمحدثين التي تؤكد جميعا ما ذهبنا إليه من أن يدي المأمون الآثمة كانت وراء استشهاد الرضا ()