موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
 
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )إن الحسين صلوات الله عليه مصباح الهدى وسفينة النجاة

إضافة رد
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي مقتل الحسين عليه السلام
قديم بتاريخ : 05-Feb-2010 الساعة : 04:36 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك المهدي صلوات الله عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

مقتل الحسين

الأمالي - الشيخ الصدوق : حدثنا الشيخ الجليل الفاضل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن موسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي قاضي بلخ ، قال : حدثتني مريسة بنت موسى بن يونس بن أبي إسحاق وكانت عمتي ، قالت : حدثتني صفية بنت يونس بن أبي إسحاق الهمدانية وكانت عمتي ، قالت : حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبد الله التغلبي ، عن خالها عبد الله بن منصور وكان رضيعا لبعض ولد زيد بن علي ( ) ، قال : سألت جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ( ) ، فقلت : حدثني عن مقتل ابن رسول الله ( ) .

فقال : حدثني أبي ، عن أبيه ، قال : لما حضرت معاوية الوفاة دعا ابنه يزيد ( لعنه الله ) فأجلسه بين يديه ، فقال له : يا بني ، إني قد ذللت لك الرقاب الصعاب ، ووطدت لك البلاد ، وجعلت الملك وما فيه لك طعمة ، وإني أخشى عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك بجهدهم ، وهم : عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن الزبير ، والحسين بن علي ، فأما عبد الله بن عمر فهو معك فالزمه ولا تدعه ، وأما عبد الله بن الزبير فقطعه إن ظفرت به إربا إربا ، فإنه يجثو لك كما يجثو الأسد لفريسته ، ويواربك مواربة الثعلب للكلب ، وأما الحسين فقد عرفت حظه من رسول الله ، وهو من لحم رسول الله ودمه ، وقد علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم ثم يخذلونه ويضيعونه ، فإن ظفرت به فاعرف حقه ومنزلته من رسول الله ، ولا تؤاخذه بفعله ، ومع ذلك فإن لنا به خلطة ورحما ، وإياك أن تناله بسوء ، أو يرى منك مكروها .

قال : فلما هلك معاوية ، وتولى الامر بعده يزيد ( لعنه الله ) ، بعث عامله على مدينة رسول الله ( ) ، وهو عمه عتبة بن أبي سفيان ، فقدم المدينة وعليها مروان بن الحكم ، وكان عامل معاوية ، فأقامه عتبة من مكانه وجلس فيه ، لينفذ فيه أمر يزيد ، فهرب مروان فلم يقدر عليه ، وبعث عتبة إلى الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، فقال : إن أمير المؤمنين أمرك أن تبايع له .

فقال الحسين ( ) : يا عتبة ، قد علمت أنا أهل بيت الكرامة ، ومعدن الرسالة ، وأعلام الحق الذي أودعه الله عز وجل قلوبنا ، وأنطق به ألسنتنا ، فنطقت بإذن الله عز وجل ، ولقد سمعت جدي رسول الله ( ) يقول : أن الخلافة محرمة على ولد أبي سفيان ، وكيف أبايع أهل بيت قد قال فيهم رسول الله ( ) هذا .

فلما سمع عتبة ذلك دعا الكاتب وكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، إلى عبد الله يزيد أمير المؤمنين ، من عتبة بن أبي سفيان .

أما بعد ، فإن الحسين بن علي ليس يرى لك خلافة ولا بيعة ، فرأيك في أمره والسلام .

فلما ورد الكتاب على يزيد ( لعنه الله ) كتب الجواب إلى عتبة : أما بعد ، فإذا أتاك كتابي هذا فعجل علي بجوابه وبين لي في كتابك كل من في طاعتي ، أو خرج عنها ، وليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي .

فبلغ ذلك الحسين ( ) ، فهم بالخروج من أرض الحجاز إلى أرض العراق ، فلما أقبل الليل راح إلى مسجد النبي ( ) ليودع القبر ، فلما وصل إلى القبر سطع له نور من القبر فعاد إلى موضعه ، فلما كانت الليلة الثانية راح ليودع القبر ، فقام يصلي فأطال ، فنعس وهو ساجد ، فجاءه النبي ( ) وهو في منامه ، فأخذ الحسين ( ) وضمه إلى صدره ، وجعل يقبل بين عينيه ، ويقول : بأبي أنت ، كأني أراك مرملا بدمك بين عصابة من هذه الأمة ، يرجون شفاعتي ، مالهم عند الله من خلاق ، يا بني إنك قادم على أبيك وأمك وأخيك ، وهم مشتاقون إليك ، وإن لك في الجنة درجات لا تنالها إلا بالشهادة .

فانتبه الحسين ( ) من نومه باكيا ، فأتى أهل بيته ، فأخبرهم بالرؤيا وودعهم ، وحمل أخواته على المحامل وابنته وابن أخيه القاسم ابن الحسن بن علي ( ) ، ثم سار في أحد وعشرين رجلا من أصحابه وأهل بيته ، منهم أبو بكر بن علي ، ومحمد بن علي ، وعثمان بن علي ، والعباس بن علي ، وعبد الله بن مسلم بن عقيل ، وعلي بن الحسين الأكبر ، وعلي بن الحسين الأصغر .

وسمع عبد الله بن عمر بخروجه ، فقدم راحلته ، وخرج خلفه مسرعا ، فأدركه في بعض المنازل ، فقال : أين تريد يا بن رسول الله ؟ قال : العراق .

قال : مهلا ارجع إلى حرم جدك . فأبى الحسين ( ) عليه ، فلما رأى ابن عمر إباءه قال : يا أبا عبد الله ، اكشف لي عن الموضع الذي كان رسول الله ( ) يقبله منك . فكشف الحسين ( ) عن سرته ، فقبلها ابن عمر ثلاثا وبكى ، وقال : أستودعك الله يا أبا عبد الله ، فإنك مقتول في وجهك هذا .

فسار الحسين ( ) وأصحابه ، فلما نزلوا الثعلبية ورد عليه رجل يقال له : بشر بن غالب ، فقال : يا بن رسول الله ، أخبرني عن قول الله عز وجل : ( يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ) .

قال : إمام دعا إلى هدى فأجابوه إليه ، وإمام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها ، هؤلاء في الجنة ، وهؤلاء في النار ، وهو قوله عز وجل : ( فريق في الجنة وفريق في السعير ) .

ثم سار حتى نزل العذيب ، فقال فيها قائلة الظهيرة ، ثم انتبه من نومه باكيا ، فقال له ابنه : ما يبكيك يا أبه ؟ فقال : يا بني ، إنها ساعة لا تكذب الرؤيا فيها ، وإنه عرض لي في منامي عارض فقال : تسرعون السير ، والمنايا تسير بكم إلى الجنة .

ثم سار حتى نزل الرهيمة ، فورد عليه رجل من أهل الكوفة ، يكنى أبا هرم ، فقال : يا بن النبي ، ما الذي أخرجك من المدينة ؟ فقال : ويحك يا أبا هرم ، شتموا عرضي فصبرت ، وطلبوا مالي فصبرت ، وطلبوا دمي فهربت ، وأيم الله ليقتلني ، ثم ليلبسنهم الله ذلا شاملا ، وسيفا قاطعا ، وليسلطن عليهم من يذلهم .

قال : وبلغ عبيد الله بن زياد ( لعنه الله ) الخبر ، وأن الحسين ( ) قد نزل الرهيمة ، فأسرى إليه الحر بن يزيد في ألف فارس ، قال الحر : فلما خرجت من منزلي متوجها نحو الحسين ( ) نوديت ثلاثا : يا حر أبشر بالجنة ، فالتفت فلم أر أحدا ، فقلت : ثكلت الحر أمه ، يخرج إلى قتال ابن رسول الله ( ) ويبشر بالجنة ! فرهقه عند صلاة الظهر ، فأمر الحسين ( ) ابنه ، فأذن وأقام ، وقام الحسين ( ) فصلى بالفريقين جميعا ، فلما سلم وثب الحر بن يزيد فقال : السلام عليك يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته ، فقال الحسين ( ) : وعليك السلام ، من أنت يا عبد الله ؟ فقال : أنا الحر بن يزيد .

فقال : يا حر ، أعلينا أم لنا ؟ فقال الحر : والله يا بن رسول الله ، لقد بعثت لقتالك ، وأعوذ بالله أن أحشر من قبري وناصيتي مشدودة إلى ، ويدي مغلولة إلى عنقي ، وأكب على حر وجهي في النار .

يا بن رسول الله ، أين تذهب ؟ ارجع إلى حرم جدك ، فإنك مقتول ، فقال الحسين ( ) :
سأمضي فما بالموت عار على الفتى * * إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما
وواسى الرجال الصالحين بنفسه * * وفارق مثبورا وخالف مجرما
فإن مت لم أندم وإن عشت لم ألم * * كفى بك ذلا أن تموت وترغما

ثم سار الحسين ( ) حتى نزل القطقطانة ، فنظر إلى فسطاط مضروب ، فقال : لمن هذا الفسطاط ؟ فقيل : لعبيد الله بن الحر الجعفي فأرسل إليه الحسين ( ) فقال : أيها الرجل ، إنك مذنب خاطئ وإن الله عز وجل آخذك بما أنت صانع إن لم تتب إلى الله تبارك وتعالى في ساعتك هذه ، فتنصرني ويكون جدي شفيعك بين يدي الله تبارك وتعالى .

فقال : يا بن رسول الله ، والله لو نصرتك لكنت أول مقتول بين يديك ، ولكن هذا فرسي خذه إليك ، فوالله ما ركبته قط وأنا أروم شيئا إلا بلغته ، ولا أرادني أحد إلا نجوت عليه ، فدونك فخذه .

فأعرض عنه الحسين ( ) بوجهه ، ثم قال : لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك ، وما كنت متخذ المضلين عضدا ، ولكن فر ، فلا لنا ولا علينا ، فإنه من سمع واعيتنا أهل البيت ثم لم يجبنا ، كبه الله على وجهه في نار جهنم .

ثم سار حتى نزل كربلاء ، فقال : أي موضع هذا ؟ فقيل : هذا كربلاء يا بن رسول الله . فقال : هذا والله يوم كرب وبلاء ، وهذا الموضع الذي يهراق فيه دماؤنا ، ويباح فيه حريمنا .

فأقبل عبيد الله بن زياد بعسكره حتى عسكر بالنخيلة ، وبعث إلى الحسين ( ) رجلا يقال له عمر بن سعد قائدة في أربعة آلاف فارس ، وأقبل عبد الله بن الحصين التميمي في ألف فارس ، يتبعه شبث بن ربعي في ألف فارس ، ومحمد بن الأشعث بن قيس الكندي أيضا في ألف فارس ، وكتب لعمر بن سعد على الناس ، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوه .

فبلغ عبيد الله بن زياد أن عمر بن سعد يسامر الحسين ( ) ويحدثه ويكره قتاله ، فوجه إليه شمر بن ذي الجوشن في أربعة آلاف فارس ، وكتب إلى عمر ابن سعد : إذا أتاك كتابي هذا ، فلا تمهلن الحسين بن علي ، وخذ بكظمه ، وحل بين الماء وبينه ، كما حيل بين عثمان وبين الماء يوم الدار .

فلما وصل الكتاب إلى عمر بن سعد ( لعنه الله ) ، أمر مناديه فنادى : إنا قد أجلنا حسينا وأصحابه يومهم وليلتهم ، فشق ذلك على الحسين ( ) وعلى أصحابه ، فقام الحسين ( ) في أصحابه خطيبا ، فقال : اللهم إني لا أعرف أهل بيت أبر ولا أزكى ولا أطهر من أهل بيتي ، ولا أصحابا هم خير من أصحابي ، وقد نزل بي ما قد ترون ، وأنتم في حل من بيعتي ، ليست لي في أعناقكم بيعة ، ولا لي عليكم ذمة ، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ، وتفرقوا في سواده ، فإن القوم إنما يطلبونني ، ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري .

فقام إليه عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب ، فقال : يا بن رسول الله ، ماذا يقول لنا الناس إن نحن خذلنا شيخنا وكبيرنا وسيدنا وابن سيد الأعمام ، وابن نبينا سيد الأنبياء ، لم نضرب معه بسيف ، ولم نقاتل معه برمح ! لا والله أو نرد موردك ، ونجعل أنفسنا دون نفسك ، ودماءنا دون دمك ، فإذا نحن فعلنا ذلك فقد قضينا ما علينا وخرجنا مما لزمنا .

وقام إليه رجل يقال له زهير بن القين البجلي ، فقال : يا بن رسول الله ، ووددت أني قتلت ثم نشرت ، ثم قتلت ثم نشرت ، ثم قتلت ثم نشرت فيك وفي الذين معك مائة قتلة ، وإن الله دفع بي عنكم أهل البيت . فقال له ولأصحابه : جزيتم خيرا .

ثم إن الحسين ( ) أمر بحفيرة فحفرت حول عسكره شبه الخندق ، وأمر فحشيت حطبا ، وأرسل عليا ابنه ( ) في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا ليستقوا الماء ، وهم على وجل شديد ، وأنشأ الحسين ( ) يقول :
يا دهر أف لك من خليل * * كم لك في الاشراق والأصيل
من طالب وصاحب قتيل * * والدهر لا يقنع بالبديل
وإنما الامر إلى الجليل * * وكل حي سالك سبيلي

ثم قال لأصحابه : قوموا فاشربوا من الماء يكن آخر زادكم ، وتوضؤوا واغتسلوا ، واغسلوا ثيابكم لتكون أكفانكم .

ثم صلى بهم الفجر وعبأهم تعبئة الحرب ، وأمر بحفيرته التي حول عسكره فأضرمت بالنار ، ليقاتل القوم من وجه واحد .

وأقبل رجل من عسكر عمر بن سعد على فرس له ، يقال له : ابن أبي جويرية المزني ، فلما نظر إلى النار تتقد صفق بيده ، ونادى : يا حسين وأصحاب حسين ، أبشروا بالنار ، فقد تعجلتموها في الدنيا ! فقال الحسين ( ) : من الرجل ؟ فقيل : ابن أبي جويرية المزني .

فقال الحسين ( ) : اللهم أذقه عذاب النار في الدنيا . فنفر به فرسه وألقاه في تلك النار فاحترق .

ثم برز من عسكر عمر بن سعد رجل آخر ، يقال له : تميم بن حصين الفزاري ، فنادى : يا حسين ويا أصحاب حسين ، أما ترون إلى ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيات ؟ والله لا ذقتم منه قطرة حتى تذوقوا الموت جرعا .

فقال الحسين ( ) : من الرجل ؟ فقيل : تميم بن حصين .

فقال الحسين ( ) : هذا وأبوه من أهل النار ، اللهم اقتل هذا عطشا في هذا اليوم .

قال : فخنقه العطش حتى سقط عن فرسه ، فوطئته الخيل بسنابكها فمات . ثم أقبل رجل آخر من عسكر عمر بن سعد ، يقال له محمد بن الأشعث به قيس الكندي ، فقال : يا حسين بن فاطمة ، أية حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك ؟ فتلا الحسين ( ) هذه الآية ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض ) ، ثم قال : والله إن محمدا لمن آل إبراهيم ، وإن العترة الهادية لمن آل محمد .

من الرجل ؟ فقيل : محمد بن الأشعث بن قيس الكندي ، فرفع الحسين ( ) رأسه إلى السماء ، فقال : اللهم أر محمد بن الأشعث ذلا في هذا اليوم ، لا تعزه بعد هذا اليوم أبدا .

فعرض له عارض فخرج من العسكر يتبرز ، فسلط الله عليه عقربا فلدغته ، فمات بادي العورة فبلغ العطش من الحسين ( ) وأصحابه ، فدخل عليه رجل من شيعته يقال له : برير بن خضير الهمداني - قال إبراهيم بن عبد الله راوي الحديث : هو خال أبي إسحاق الهمداني - فقال : يا بن رسول الله ، أتأذن لي فاخرج إليهم ، فأكلمهم .

فأذن له فخرج إليهم ، فقال : يا معشر الناس ، إن الله عز وجل بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابها ، وقد حيل بينه وبين ابنه .

فقالوا : يا برير ، قد أكثرت الكلام فاكفف ، فوالله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله .

فقال الحسين ( ) : اقعد يا برير .

ثم وثب الحسين ( ) متوكئا على سيفه ، فنادى بأعلى صوته ، فقال : أنشدكم الله ، هل تعرفوني ؟ قالوا : نعم ، أنت ابن رسول الله وسبطيه .

قال : أنشدكم الله ، هل تعلمون أن جدي رسول الله ( ) ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : أنشدكم الله ، هل تعلمون أن أمي فاطمة بنت محمد ( ) ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : أنشدكم الله ، هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب ( ) ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : أنشدكم الله ، هل تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد ، أول نساء هذه الأمة إسلاما ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : أنشدكم الله ، هل تعلمون أن سيد الشهداء حمزة عم أبي ؟ قالوا : اللهم نعم . قال : فأنشدكم الله هل تعلمون أن جعفرا الطيار في الجنة عمي ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : فأنشدكم الله ، هل تعلمون أن هذا سيف رسول الله ( ) ، وأنا متقلده ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : فأنشدكم الله ، هل تعلمون أن هذه عمامة رسول الله ( ) أنا لابسها ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : فأنشدكم الله ، هل تعلمون أن عليا كان أولهم إسلاما ، وأعلمهم علما ، وأعظمهم حلما ، وأنه ولي كل مؤمن ومؤمنة ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : فبم تستحلون دمي ، وأبي الذائد عن الحوض غدا ، يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصادي عن الماء ، ولواء الحمد في يدي جدي يوم القيامة ؟ قالوا : قد علمنا ذلك كله ، ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشا .

فأخذ الحسين ( ) بطرف لحيته ، وهو يومئذ ابن سبع وخمسين سنة ، ثم قال : اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا : عزير بن الله ، واشتد غضب الله على النصارى حين قالوا : المسيح بن الله ، واشتد غضب الله على المجوس حين عبدوا النار من دون الله ، واشتد غضب الله على قوم قتلوا نبيهم ، واشتد غضب الله على هذه العصابة الذين يريدون قتل ابن نبيهم .

قال : فضرب الحر بن يزيد فرسه ، وجاز عسكر عمر بن سعد ( لعنه الله ) إلى عسكر الحسين ( ) ، واضعا يده على رأسه ، وهو يقول : اللهم إليك أنيب فتب علي ، فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد نبيك .

يا بن رسول الله ، هل لي من توبة ؟ قال : نعم تاب الله عليك .

قال : يا بن رسول الله ، أتأذن لي فأقاتل عنك ؟ فأذن له ، فبرز وهو يقول :
أضرب في أعناقكم بالسيف * * عن خير من حل بلاد الخيف

فقتل منهم ثمانية عشر رجلا ، ثم قتل ، فأتاه الحسين ( ) ودمه يشخب ، فقال : بخ بخ يا حر ، أنت حر كما سميت في الدنيا والآخرة ، ثم أنشأ الحسن ( ) يقول :
لنعم الحر حر بني رياح * * ونعم الحر مختلف الرماح
ونعم الحر إذ نادى حسينا * * فجاد بنفسه عند الصباح

ثم برز من بعده زهير بن القين البجلي ، وهو يقول مخاطبا للحسين ( ) :
اليوم نلقى جدك النبيا * * وحسنا والمرتضى عليا

فقتل منهم تسعة عشر رجلا ، ثم صرع وهو يقول :
أنا زهير وأنا ابن القين * * أذبكم بالسيف عن حسين

ثم برز من بعده حبيب بن مظهر * الأسدي ( رضوان الله عليه ) ، وهو يقول :
أنا حبيب وأبي مظهر * * لنحن أزكى منكم وأطهر
ننصر خيرا الناس حين يذكر

فقتل منهم أحدا وثلاثين رجلا ثم قتل ( رضوان الله تعالى عليه ) .

ثم برز من بعده عبد الله بن أبي عروة الغفاري وهو يقول :
قد علمت حقا بنو غفار * * أني أذب في طلاب الثار
بالمشرفي والقنا الخطار

فقتل منهم عشرين رجلا ثم قتل ( رحمه الله ) .

ثم برز من بعده برير بن خضير الهمداني ، وكان أقرأ أهل زمانه وهو يقول :
أنا برير وأبي خضير * * لا خير فيمن ليس فيه خير

فقتل منهم ثلاثين رجلا ثم قتل ( رضوان الله عليه ) .

ثم برز من بعده مالك بن أنس الكاهلي وهو يقول :
قد علمت كاهلها ودودان * * والخندفيون وقيس عيلان
بأن قومي قصم الاقران * * يا قوم كونوا كأسود الجان
آل علي شيعة الرحمن * * وآل حرب شيعة الشيطان

فقتل منهم ثمانية عشر رجلا ثم قتل ( رضوان الله عليه ) .

وبرز من بعده زياد بن مهاصر الكندي ، فحمل عليهم ، وأنشأ يقول :
أنا زياد وأبي مهاصر * * أشجع من ليث العرين
الخادر يا رب إني للحسين ناصر * * ولابن سعد تارك مهاجر

فقتل منهم تسعة ثم قتل ( رضوان الله عليه ) .

وبرز من بعده وهب بن وهب ، وكان نصرانيا أسلم على يدي الحسين ( ) هو وأمه ، فاتبعوه إلى كربلاء ، فركب فرسا وتناول بيده عود الفسطاط ، فقاتل وقتل من القوم سبعة أو ثمانية ، ثم استؤسر ، فأتي به عمر بن سعد ( لعنه الله ) فأمر بضرب عنقه ، فضربت عنقه ، ورمي به إلى عسكر الحسين ( ) وأخذت أمه سيفه وبرزت ، فقال لها الحسين ( ) : يا أم وهب ، اجلسي فقد وضع الله الجهاد عن النساء ، إنك وابنك مع جدي محمد ( ) في الجنة .

ثم برز من بعده هلال بن حجاج وهو يقول :
أرمي بها معلمة أفواقها * * والنفس لا ينفعها إشفاقها

فقتل منهم ثلاثة عشر رجلا ثم قتل ( رضوان الله عليه ) .

وبرز من بعده عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب ، وأنشأ يقول :
أقسمت لا أقتل إلا حرا * * وقد وجدت الموت شيئا مرا
أكره أن أدعى جبانا فرا * * إن الجبان من عصى وفرا

فقتل منهم ثلاثة ثم قتل ( رضوان الله عليه ورحمته ) .

وبرز من بعده علي بن الحسين الأصغر ( عليهما السلام ) ، فلما برز إليهم دمعت عين الحسين ( ) فقال : اللهم كن أنت الشهيد عليهم ، فقد برز إليهم ابن رسولك ، وأشبه الناس وجها وسمتا به ، فجعل يرتجز وهو يقول :
أنا علي بن الحسين بن علي * * نحن وبيت الله أولى بالنبي
أما ترون كيف أحمي عن أبي

فقتل منهم عشرة ، ثم رجع إلى أبيه ، فقال : يا أبه العطش ، فقال الحسين ( ) : صبرا يا بني ، يسقيك جدك بالكأس الأوفى .

فرجع فقاتل حتى قتل منهم أربعة وأربعين رجلا ، ثم قتل ( صلى الله عليه ) .

وبرز من بعده القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( ) وهو يقول :
لا تجزعي نفسي فكل فان * * اليوم تلقين ذرى الجنان

فقتل منهم ثلاثة ، ثم رمي عن فرسه ( رضوان الله عليه وصلواته ) .

ونظر الحسين ( ) يمينا وشمالا ولا يرى أحدا ، فرفع رأسه إلى السماء ، فقال : اللهم إنك ترى ما يصنع بولد نبيك .

وحال بنو كلاب بينه وبين الماء ، ورمي بسهم فوقع في نحره ، وخر عن فرسه ، فأخذ السهم فرمى به ، وجعل يتلقى الدم بكفه ، فلما امتلأت لطخ بها رأسه ولحيته وهو يقول : ألقى الله عز وجل وأنا مظلوم متلطخ بدمي .

ثم خر على خده الأيسر صريعا ، وأقبل عدو الله سنان بن أنس الأيادي ، وشمر ابن ذي الجوشن العامري ( لعنهما الله ) في رجال من أهل الشام حتى وقفوا على رأس الحسين ( ) ، فقال بعضهم لبعض : ما تنتظرون ؟ أريحوا الرجل .

فنزل سنان بن أنس الأيادي ( لعنه الله ) وأخذ بلحية الحسين ( ) وجعل يضرب بالسيف في حلقه وهو يقول : والله إني لأحتز رأسك ، وأنا أعلم أنك ابن رسول الله ( ) وخير الناس أبا وأما .

وأقبل فرس الحسين ( ) حتى لطخ عرفه وناصيته بدم الحسين ( ) ، وجعل يركض ويصهل ، فسمع بنات النبي ( ) صهيله ، فخرجن فإذا الفرس بلا راكب ، فعرفن أن حسينا ( صلى الله عليه ) قد قتل ، وخرجت أم كلثوم بنت الحسين ( ) واضعة يدها على رأسها ، تندب وتقول : وا محمداه ، هذا الحسين بالعراء ، قد سلب العمامة والرداء .

وأقبل سنان ( لعنه الله ) حتى أدخل رأس الحسين بن علي ( عليهما السلام ) على عبيد الله ابن زياد ( لعنه الله ) وهو يقول :
املأ ركابي فضة وذهبا * * إني قتلت الملك المحجبا
قتلت خيرا الناس أما وأبا * * وخيرهم إذ ينسبون نسبا

فقال له عبيد الله بن زياد : ويحك ! فإن علمت أنه خير الناس أبا وأما ، لم قتلته إذن ؟ ! فأمر به فضربت عنقه ، وعجل الله بروحه إلى النار ، وأرسل ابن زياد ( لعنه الله ) قاصدا إلى أم كلثوم بنت الحسين ( ) فقال لها : الحمد لله الذي قتل رجالكم ، فكيف ترون ما فعل بكم ؟ فقالت : يا بن زياد ، لئن قرت عينك بقتل الحسين ( ) فطالما قرت عين جده ( ) به ، وكان يقبله ويلثم شفتيه ويضعه على عاتقه . يا ابن زياد ، أعد لجده جوابا ، فإنه خصمك غدا .

وصلى الله على رسوله محمد وآله

حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا أبي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي ، عن داود بن أبي يزيد ، عن أبي الجارود وابن بكير وبريد بن معاوية العجلي ، عن أبي جعفر الباقر ( ) ، قال : أصيب الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ووجد به ثلاثمائة وبضعة وعشرون طعنة برمح أو ضمرة بسيف أو رمية بسهم ، فروي أنها كانت كلها في مقدمه لأنه ( ) كان لا يولي .

حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن عبد الله بن الحسن المثنى ، عن أمه فاطمة بنت الحسين ( ) ، قالت : دخلت الغاغة علينا الفسطاط ، وأنا جارية صغيرة ، وفي رجلي خلخالان من ذهب ، فجعل رجلا يفض الخلخالين من رجلي وهو يبكي ، فقلت : ما يبكيك ، يا عدو الله ؟ ! فقال : كيف لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول الله ! فقلت : لا تسلبني .

قال : أخاف أن يجئ غيري فيأخذه .

قالت : وانتهبوا ما في الأبنية حتى كانوا ينزعون الملاحف عن ظهورنا .

حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا عبد العزيز ابن يحيى البصري ، قال : أخبرنا محمد بن زكريا ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد ، قال : حدثني أبو نعيم ، قال : حدثني حاجب عبيد الله بن زياد ، أنه لما جيئ برأس الحسين ( ) أمر فوضع بين يديه في طست من ذهب ، وجعل يضرب بقضيب في يده على ثناياه ويقول : لقد أسرع الشيب إليك يا أبا عبد الله .

فقال رجل من القوم : مه ، فإني رأيت رسول الله ( ) يلثم حيث تضع قضيبك .

فقال : يوم بيوم بدر .

ثم أمر بعلي بن الحسين ( ) فغل ، وحمل مع النسوة والسبايا إلى السجن ، وكنت معهم ، فما مررنا بزقاق إلا وجدناه ملئ رجالا ونساء ، يضربون وجوههم ويبكون ، فحبسوا في سجن وطبق عليهم .

ثم إن ابن زياد ( لعنه الله ) دعا بعلي بن الحسين ( ) والنسوة ، وأحضر رأس الحسين ( ) ، وكانت زينب بنت علي ( ) فيهم ، فقال ابن زياد : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم ، وأكذب أحاديثكم .

فقالت زينب : الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد وطهرنا تطهيرا ، إنما يفضح الله الفاسق ويكذب الفاجر .

قال : كيف رأيت صنع الله بكم أهل البيت ؟ قالت : كتب عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتتحاكمون عنده .

فغضب ابن زياد ( لعنه الله ) عليها ، وهم بها ، فسكن منه عمرو بن حريث ، فقالت زينب : يا بن زياد ، حسبك ما ارتكبت منا ، فلقد قتلت رجالنا ، وقطعت أصلنا ، وأبحت حريمنا ، وسبيت نساءنا وذرارينا ، فإن كان ذلك للاشتفاء فقد اشتفيت . فأمر ابن زياد بردهم إلى السجن ، وبعث البشائر إلى النواحي بقتل الحسين ( ) .

ثم أمر بالسبايا ورأس الحسين ( ) فحملوا إلى الشام ، فلقد حدثني جماعة كانوا خرجوا في تلك الصحبة : أنهم كانوا يسمعون بالليالي نوح الجن على الحسين ( ) إلى الصباح ، وقالوا : فلما دخلنا دمشق أدخل بالنساء والسبايا بالنهار مكشفات الوجوه ، فقال أهل الشام الجفاة : ما رأينا سبايا أحسن من هؤلاء ، فمن أنتم ؟ فقالت سكينة بنت الحسين ( ) : نحن سبايا آل محمد .

فأقيموا على درج المسجد حيث يقام السبايا ، وفيهم علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، وهو يومئذ فتى شاب ، فأتاهم شيخ من أشياخ أهل الشام ، فقال لهم : الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وقطع قرن الفتنة .

فلم يأل عن شتمهم ، فلما انقضى كلامه ، قال له علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : أما قرأت كتاب الله عز وجل ؟ قال : نعم .

قال : أما قرأت هذه الآية ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ؟ قال : بلى .

قال : فنحن أولئك . ثم قال : أما قرأت ( وآت ذا القربى حقه ) ؟ قال : بلى .

قال : فنحن هم .

قال : فهل قرأت هذه الآية : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ؟ قال : بلى . قال : فنحن هم .

فرفع الشامي يده إلى السماء ، ثم قال : اللهم إني أتوب إليك .

ثلاث مرات ، اللهم إني أبرأ إليك من عدو آل محمد ، ومن قتلة أهل بيت محمد ، لقد قرأت القرآن فما شعرت بهذا قبل اليوم .

ثم أدخل نساء الحسين ( ) على يزيد بن معاوية ، فصحن نساء آل يزيد وبنات معاوية وأهله ، وولولن وأقمن المأتم ، ووضع رأس الحسين ( ) بين يديه ، فقالت سكينة : والله ما رأيت أقسى قلبا من يزيد ، ولا رأيت كافرا ولا مشركا شرا منه ولا أجفى منه ، وأقبل يقول وينظر إلى الرأس :
ليت أشياخي ببدر شهدوا * * جزع الخزرج من وقع الأسل

ثم أمر برأس الحسين ( ) ، فنصب على باب مسجد دمشق ، فروي عن فاطمة بنت على ( ) ، أنها قالت : لما أجلسنا بين يدي يزيد بن معاوية رق لنا أول شئ وألطفنا ، ثم إن رجلا من أهل الشام أحمر قام إليه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه الجارية .

يعنيني ، وكنت جارية وضيئة ، فأرعبت وفرقت ، وظننت أنه يفعل ذلك ، فأخذت بثياب أختي ، وهي أكبر مني وأعقل ، فقالت : كذبت والله ولعنت ، ما ذاك لك ولا له .

فغضب يزيد ( لعنه الله ) فقال : بل كذبت والله ، لو شئت لفعلته . قالت : لا والله ، ما جعل الله ذلك لك ، إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا .

فغضب يزيد ( لعنه الله ) ، ثم قال : إياي تستقبلين بهذا ؟ ! إنما خرج من الدين أبوك وأخوك . فقالت : بدين الله ودين أخي وأبي وجدي اهتديت أنت وجدك وأبوك .

قال : كذبت يا عدوة الله . قالت : أمير يشتم ظالما ويقهر بسلطانه .

قالت : فكأنه ( لعنه الله ) استحيى فسكت ، فأعاد الشامي ( لعنه الله ) فقال يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه الجارية . فقال له : اغرب ، وهب الله لك حتفا قاضيا .

حدثني بذلك محمد بن علي ماجيلويه ( رحمه الله ) ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن نصر بن مزاحم ، عن لوط بن يحيى ، عن الحارث بن كعب ، عن فاطمة بنت علي ( صلوات الله عليهما ) : ثم إن يزيد ( لعنه الله ) أمر بنساء الحسين ( ) فحبسن مع علي بن الحسين ( عليهما السلام ) في محبس لا يكنهم من حر ولا قر حتى تقشرت وجوههم ، ولم يرفع ببيت المقدس حجر عن وجه الأرض إلا وجد تحته دم عبيط ، وأبصر الناس الشمس على الحيطان حمراء كأنها الملاحف المعصفرة ، إلى أن خرج علي بن الحسين ( عليهما السلام ) بالنسوة ، ورد رأس الحسين ( ) إلى كربلاء .

حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا الحسن بن متيل الدقاق ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن الديلمي ، وهو سليمان ، عن عبد الله بن لطيف التفليسي ، قال : قال الصادق أبو عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : لما ضرب الحسين بن علي ( عليهما السلام ) بالسيف ، ثم ابتدر ليقطع رأسه ، نادى مناد من قبل رب العزة تبارك وتعالى من بطنان العرش ، فقال : ألا أيتها الأمة المتحيرة الضالة بعد نبيها ، لا وفقكم الله لأضحى ولا فطر .

قال : ثم قال أبو عبد الله ( ) : لا جرم والله ما وفقوا ولا يوفقون أبدا حتى يقوم ثائر الحسين ( ) .

وصلى الله على رسوله محمد وآله الطيبين الطاهرين

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




جارية العترة
الصورة الرمزية جارية العترة
المدير العام
رقم العضوية : 12
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : لبنان الجنوب الابي المقاوم
المشاركات : 6,464
بمعدل : 0.99 يوميا
النقاط : 10
المستوى : جارية العترة will become famous soon enough

جارية العترة غير متواجد حالياً عرض البوم صور جارية العترة



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-Feb-2010 الساعة : 04:54 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اقتباس
: قال الصادق أبو عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : لما ضرب الحسين بن علي ( عليهما السلام ) بالسيف ، ثم ابتدر ليقطع رأسه ، نادى مناد من قبل رب العزة تبارك وتعالى من بطنان العرش ، فقال : ألا أيتها الأمة المتحيرة الضالة بعد نبيها ، لا وفقكم الله لأضحى ولا فطر .

قال : ثم قال أبو عبد الله ( ) : لا جرم والله ما وفقوا ولا يوفقون أبدا حتى يقوم ثائر الحسين ( ) .


وصلى الله على رسوله محمد وآله الطيبين الطاهرين



ياليت روحي وارواح العالمين لسبط رسول الله واهل بيته في يوم الطف كانت فداء ا لارواحهم
هذا يوم لايستطيع الموالي المحب ومنذ الازل في عالم الذر ان يتذكر هذا المصاب الا في يوم عاشوراء مرة واحدة كل عام ..زوانمر على خاطره فبدمع من العين وحزن والم في الفؤاد
قسما لااذكره ولااقرأه الامرة...فقلبي لايحتمل تذكر ماجرى على حبيب رسول الله صلوات الله عليه



اقتباس
نادى مناد من قبل رب العزة تبارك وتعالى من بطنان العرش ، فقال : ألا أيتها الأمة المتحيرة الضالة بعد نبيها ، لا وفقكم الله لأضحى ولا فطر

اما ترى اتباع الضلال والقتلة الذين يبرئون يزيد واتباعه كيف اعمى الله بصرهم وبصيرتهم عن اتباع الحق الواضح كوضوح الشمس



في ميزلن حسناتكم اخي

توقيع جارية العترة

للمشاركة بلعن قتلة الحسين وأهل بيته وأنصاره سلام الله عليهم تفضلو هنا
اللَّهُمَّ خُصَّ أَنتَ أَوَّلَ ظَالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنِّي وَ ابْدَأْ بِهِ أَوَّلاً ثُمَّ الْعَنِ الثَّانِيَ وَ الثَّالِثَ وَ الرَّابِعَ‏ اللَّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ خَامِساً وَ الْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ وَ ابْنَ مَرْجَانَةَ وَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَ شِمْراً وَ آلَ أَبِي سُفْيَانَ وَ آلَ زِيَادٍ وَ آلَ مَرْوَانَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ



لمتابعة صفحة باسميات - أحزان وأفراح منبرية للملا الحاج باسم الكربلائي




إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 

 

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc