اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم أجمعين ...
قال رسول الله ، وسلم : وأما إبنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وهي بضعة مني وهي نور عيني وهي ثمرة فؤادي وهي روحي التي بين جنبي وهي الحوراء الإنسية متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض . (1)
* الإنسان في طور حياته له مدارك على العالم الخارجي ، يكتسب به المعرفة الخارجية إلى داخله ، كمثل الحواس ، فهي مدركات الإنسان على العالم الخارجي ، به يعرف الحرارة والبرودة والجمال والقبح وغيره .
* من المعيب على الإنسان ككونه إنسان أن يعتقد بأن الحواس هي المدركات الوحيدة في شخصه وتكوينه ، فذلك إنما يكون لغير ذي العقل ، وأما الانسان بما هو انسان فإن مداركه تتعدد كالآتي :
1-الحواس
2- القلب
3- العقل
4- الروح
* فهو من الحواس يحس بالأشياء الملموسة كالتي ذكرنا سابقاً .
* وهو بالقلب يدرك الأشياء الغير ملموسة كالحب ، فاقد البصر لا يمنعه ذلك من إدراك الجمال ، ولكن للجمال معنى مختلف لديه ، وكذلك الأصم بإمكانه إدراك الجمال ، كما هو المشهور عن الموسيقار الأصم الذي نظم سيمفونياته الخاصة وهي أشهر مما ينظمه صحيح السمع .
- فإبمكان الإنسان بالقلب أن يدرك بعض الأمور الغائبة عن الحواس .
* العقل به يحس الإنسان الكليات اللازم معرفتها ، ودرجة إدراك العقل أعلى من درجة إدراك القلب .
* وأما الروح فهي المدرك الأعلى ، وهي اللامحدود من بين البقية ، فالروح الطاهرة المطيعة لله سبحانه وتعالى ، تلك التي تعرج إلى ملكوت الله حال الصلاة متجردة عن الجسد ، تكون قد بلغت مقاماً أعلى مما تستطيعه الحواس أو القلب أو العقل .
--------------------------
* بعد تلك المقدمة فقط لنقارن بين درجة الانسان وقوة مدركاته ، فمدركات الانسان البسيط ليست كمدركات المعصوم ، فرسول الله وسلم ذلك النبي كان يدرك بحواسه مالا يدركه غيره من غير المعصومين ، كقوله وسلم :
( إني أسمع تسبيح الحصى )
( أنا على الأرض وأرى سدرة المنتهى)
* إذا كانت عين رسول الله وسلم ، تدرك سدرة المنتهى وهو على الأرض ، فكيف بنا لو نظرنا إلى :
قلب رسول الله ؟
عقل رسول الله ؟
روح رسول الله !!!!؟
------------------------------------------
هل لنا الآن أن نعود إلى الحديث الذي ذكرناه أول المشاركة ؟
( فاطمة هي روحي التي بين جنبي ) !
فأي مقام بلغته هذه السيدة المقدسة ، اللهم وفقنا لخدمتها يارب ولو بالقليل جداً .