تعليقا على طلب السفارة الامريكية خريطة تفصيلية من شركتي الاتصالات في لبنان:
النائب المقداد يعتبر أن الادارة الامركية تحاول أن تجعل الشرق الاوسط تحت سيطرتها ..
وقنديل يسأل : ما هي الغايات وراء خطّ الطيران الخاص بين قبرص والسفارة الامريكية؟
لطيفة الحسيني
شكّل ما كشفته صحيفة السفير أمس عن طلب السفارة الامريكية في بيروت من قوى الأمن الداخلي في أيار/مايو 2009 تزويدها بمعلومات حول محطات شبكتي الخليوي واماكن انتشارها في المناطق اللبنانية مفاجأة على الصعيد المحلي، وإن لم يكن مستغربا، فإضافة الى الخروقات الامنية التي يتعرّض لها لبنان برّا وجوّاً وبحراً من قبل قوات الاحتلال الصهيونية، خطت الولايات المتحدة أبرز تحركاتها على صعيد التدخل بالشؤون اللبنانية بشكل مباشر ووقح، فهي تودّ الحصول وبشكل معلن على خريطة تقنية تفصيلية عن شبكة الاتصالات الوطنية، الا ان وزير الاتصالات في ذلك الوقت جبران باسيل سرعان ما ردّ الطلب الى مرسليها رافضا الخطوة الامريكية بشكل صريح.
وفي هذا الاطار، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي المقداد ان "ما يجري على الساحة من تدخل يومي للسفيرة الامريكية ميشال سيسون منذ تدخلها في الانتخابات النيابية الماضية ودورات التدريب لقوى الامن الداخلي وزياراتها المتواصلة والكثيفة للمسؤولين اللبنانيين ووصول الامر بها الى زيارة بيوت اللبنانيين غير الرسميين، يأتي في سياق التدخل السافر في الشؤون المحلية"، مشيرا الى أن "السفارة الامريكية طلبت بالتنسيق مع المحكمة الدولية من الجامعات اللبنانية إعطاء أسماء الطلاب المسجّلين منذ عدة أعوام حتى اليوم وذلك بهدف إجراء مسح شامل ساسي ومذهبي وطائفي لطلاب لبنان واعداد ملفّ عنهم ووضعه في أرشيف حواسيبهم" .
المقداد وفي حديث لـ"الانتقاد" رأى أن "الادارة الامركية تحاول أن تجعل منطقة الشرق الاوسط تحت سيطرتها من خلال مراقبة الاجواء والطرقات والمنازل والاشخاص" ، لافتا الى أن هناك "مخطط امريكي للمنطقة وللبنان لا يزال حاضرا ولم يتوقف" .
وأشار المقداد الى ان "هناك عدة طرق لمواجهة التنصت والتجسس ولتحصين الامن الوطني، وهو عبر إدراك هذا الخطر الداهم وتكاتف جميع اللبنانيين في الردع الامني للموساد وللكيان الصهيوني"، وأضاف أنه "يجب أن يكون هناك استنفار أمني من قبل الاجهزة الامنية فاسرائيل لن تكفّ عن هذه الممارسات ان من قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام" ، داعيا الى "عدم إعطاء الفرصة لأي سفارة او دولة من الدخول الى أرشيف وإلى ملفات الخطوط الخليوية والثابتة بعد أن أصبح واضحا في عالم التكنولوجيا سهولة اختراق أي موقع حساس او التنصت علي هواتف جهات معيّنة" .
عضو كتلة الوفاء للمقاومة طالب بـ"تحصين الادارات الرسمية والموانئ والمواقف العامة والمرافئ" ، مضيفا أن "عملية دبي واغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح من قبل الموساد الاسرائيلي أثبتت أن الاستخبارات الصهيونية قادرة على الاختراق على الرغم من الاستقرار الامني الموجود في الامارات العربية ، فكيف الحال في لبنان وما يعانيه من مشاكل قد تسمح لها بتنفيذ أي عمليات تجسسية او اختراقات؟".
قنديل
ورأى عضو المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع الصحافي غالب قنديل أن "ما نشر في صحيفة السفير خطير جدا ويستدعي التوقف عنده لانه تمّ كشف وجود مواقع في الدولة اللبنانية ومؤسساتها تفتح الابواب امام هذه السفارات لتوسيع دائرة نشاطها التجسسي لكلّ ما ينطوي عليه من انتهاك للسيادة الوطنية ومن تهديد للامن الوطني" .
ودعا قنديل "المعنيين الى التحرك سريعا على جميع المستويات والى وضع الامر على جدول أعمال طاولة مجلس الوزراء في أقرب جلسة له"، مشيرا الى "أهمية توفير كلّ الضمانات الامنية المطلوبة لمنع مدّ اليد على "الداتا" الموجودة لدى شركتي الخليوي لأن هذا ملك القرار الوطني والسيادة اللبنانية ، ووجهة التعامل مع هذه المسائل محددة في الاليات القضائية اللبنانية التي رعى تنظيم تنفيذها وزير الاتصالات السابق جبران باسيل" .
ولفت قنديل في حديث لموقعنا الى أن "السفارة الامريكية تمادت في تطاولها عندما لم تلحظ اي سلطة تردعها على امتداد السنوات الماضية"، معتبرا ان "السفارة الامريكية تتصرف بمنطق أنها قوة فوق القانون اللبنانية والدستور" .
وكشف قنديل ان "في السفارة الأمريكية محطات تنصت مجهزة للتجسس على مئات وآلاف الارقام الهاتفية المحلية، كما أن هناك معلومات تفيد عن وجود أمني عسكري لا أحد يعرف عنه شيئا ولا سلطة للدولة اللبنانية في التعامل معه وهو حكما في دائرة الشبهة"، سائلا "ما هي الغايات وراء خطّ الطيران الخاص بين قبرص والسفارة الامريكية في بيروت" ، مذكرا "بما كان قد كشفه الصحافي الامريكي سيمور هيرش قبل سنوات ماضية عن ان مجوعات متخصصة بالقتل تمّ إدخالها وإجلاؤها على الاراضي اللبنانية بواسطة هذا الخطّ ، وأن ديك تشيني هو الذي كان يتحكّم بهذه العملية".
وعزا قنديل "التدخل الامريكي المتمادي بالشؤون المحلية الى التراخي اللبناني امام البيانات والتصريحات التحريضية الصادرة عن السفراء الامريكيون والغربيون، الى جانب جمود آليات المتابعة والملاحقة الحكومية لكلّ انشطة السفارات"، مطالبا بـ"معالجة هذا الامر روح سيادة على طاولة مجلس الوزراء" .
كما وصف طلب الامريكيين الحصول على معلومات تفصيلية عن شركتي الخلوي في لبنان بـ"العدوان السافر على الامن الوطني والحريات الشخصية والعامة"، معتبرا أنه "بعد عملية اغتيال المبحوح في دبي لم يعد مسموحا التساهل مع أي اختراقات تتمّ تحت عناوين تسهيلات للحضور الاجنبي المعرفة بعلاقاتها الوثيقة بالاحتلال الاسرائيل".
الإنتقاد - تحرير وكالات .