|
مشرف سابق
|
|
|
|
الدولة : القلب الأقدس لصاحب الأمر((عج))
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
آية الله الطهراني يسأل..وآية الله الطباطبائي يجيب::الموضوع(عبس وتولى)
بتاريخ : 23-Apr-2010 الساعة : 06:56 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله و بالله و على ملة رسول الله وآله آل الله
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين
واللعن الدائم المؤبد على اعدائهم أجمعين
لقد ذاع في العالم الإسلامي نسبة فعل "العبوس"إلى سيد الأنبياء المخاطب ب"لولاك لما خلقت الأفلاك" و آدم بين الطين و الماء محمد افضل الكائنات في الأرض و في السماء..و لا يخلو أنك تجد معظم أهل السنة في أقطار الأرض قد سُوِلَ لهم..فإذا سألت أحدهم: من صاحب هذا الفعل؟ فبدون تنكر أبداً تراه يجيب مقتنعاً أن قدوته الأعظم رسول الله(ص) قد فعل ذلك..و أنا أنقل في هذا المقام محاورة بخصوص هذا الموضوع بين التلميذ(آية الله الحاج السيد محمد الحسين الحسيني الطهراني (قده)) و أستاذه العالم الرباني العلامة آية الله السيد محمد حسين الطباطبائي التبريزي أفاض الله علينا من بركات تربته.. وأقول أنه وللأسف فقد وقع من يدعي التشيع في هذا الإتهام لنبي الله الأعظم(ص).
التلميذ آية الله:-لقد جاء في بعض تفاسير العامة أن المقصود من فاعل فعل :عبس و تولّى أن جاءه العمى هو رسول الله و أن الخطاب: وما يدريك لعله يزكى، أو يَذَّكَّرُ فتنفعه الذكرى،، أما من استغنى، فأنتَ له تصدَّى ، و ماعليك ألا يّزَّكَّى، و أم من جاءك يسعى، و هو يخشى، فأنت عنه تلهَّى، موجّهٌ إلى النبي (ص)أيضاً، لأنه يُعلَم من عنوان المؤاخذة أن العبس و الإعراض قد صدرا عنه.
العلامة آية الله:ليس كذلك، لأنه:
أولا: أن نظير هذا الخطاب موجود بكثرة في القرآن الكريم، حيث يوجه الكلام أو المؤاخذة إلى رسول الله في حين أنه من المسلَّم لم يكن هو الفاعل.
كما جاء في الآية 68،من السورة 6 الأنعام: إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره و إما ينسينَّك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين.
لو أننا قارنّاها و طبقناها على الآية 140من السورة4 النساء و هي: و قد نزَّلَ عليكم في الكتاب أنْ إذا سمعتم آيات الله يُكفرُ بها و يُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره،إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين و الكافرين في جهنم جميعاً.
يتضح جيداً ان الآية الثانية ناظرة إلى الأولى، و فيها قد تبين بشكل صريح أن مثل هذا الحكم قد نزل في كتاب الله سابقاً.
و لأن الخطاب في الآية الثانية موجه إلى المؤمنين، يعلم أيضاً أن الخطاب في الآية الولى التي أكدت الآية الثانية على نزولها، و فيها دلالة على نزول ذلك الحكم، موجه إلى المؤمنين، و إن كان ظاهره موجهاً إلى الرسول الأكرم و بصيغة المخاطب المفرد.
و يُعلم أيضاً لماذا يكون الحكم مختصًّا بالمؤمنين و عامة الناس و هو في ظاهره موجه إلى رسول الله، ذلك لأنه صلى الله عليه و آله و سلم مأمور بإبلاغ كل الأمة، و من خلال نافذة نفسه يتعرف الناس على تكليفهم، و لهذا يتحمل هو هذه الخطابات و التكاليف.
و لدينا في ذيل الآية 44من السورة16 النحل: و انزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم و لعلهم يتفكرون.
و من الواضح جدًّا في هذه الآية أن الأحكام و التكاليف قد نزلت في الواقع للناس، أما رسول الله(ص) فهو الواسطة و النافذة لأجل إلقاء الأحكام و الأوامر على الناس.
أما ذلك الشخص الذي كان يكفر بآيات الله و يستهزىء بها فهو الوليد بن المغيرة،و الذي ذكر القرآن قصته في سورة المدثّر: ذرني و من خلقت و حيداً، و جعلت له مالاً ممدوداً، و بنين شهوداً، و مهدت له تمهيداً،ثمَّ يطمع أن أزيدَ، كلا إنه كان لآياتنا عنيداً، سأرهقه صعوداً،إنه فكر و قدَّر فقتل كيف قدر، ثم قتل كيف قدر، ثم نظر ثم عبس و بسر، ثم أدبر و استكبر، فقال إن هذا إلا سحر يؤثر، إن هذا إلا قول البشر، سأصليه سقر، و ما أدراك ما سقر لا تبقي و لا تذر، لواحة للبشر عليها تسعة عشر.أجل فإن الوليد بن المغيرة كان ينطق بمثل كلمات الكفر هذه و يقول: إن القرآن سحر قوي يؤثر. و كان الوليد و أبو جهل يجلسون و يستهزؤون بالقرآن.
و في سورة الأنعام و سورة النساء يأتي الحديث عن كفر و استهزاء الوليد و أصحابه و خوضهم في آيات الله و ينهى الله سبحانه و تعالى المؤمنين عن مجالستهم و الإستماع إليهم. أما في سورة الأنعام فقد جاء الحكم بصورة الخطاب الموجه إلى رسول الله(ص) و معلوم أن المقصود هم المسلمون.أم في سورة النساء فإنه موجه إلى المسلمين و هو يذكر بالحكم الوارد في سورة الأنعام، ومن المعروف أن سورة النساء قد نزلت بعد سورة الأنعام، فالخطاب الواحد قد جاء في سورة الأنعام موجهاً إلى المسلمين بصورة الخطاب لرسول الله ، أم في سورة النساء فقد ورد بصورة الخطاب لجميع المسلمين.
ثانياً:بعد عدة آيات يقول الله تعالى: قُتِلَ الإنسان ما أكفره، من أيِّ شيءٍ خلقه، من نطفة خلقه فقدّره، ثم السبيل يسَّره، ثم أماته فأقبره، ثم إذا شاء أنشره، كلا لمَّا يقضِ ما أمره.
و قد اتفق جميع الفسرين من الشيعة و السنة على أن ظاهر هذا التوبيخ من الله، لذلك الذي عبس و تولّى، أي ان ظاهر سياق العبارة هو لفاعل عبس و تولى الذي كفر و لم يطع أمر الله أبداً. و لا يمكن أن يكون هذا الخطاب موجهاً إلى رسول الله ، فمن مراجعة الخطابات القرآنية للرسول تنكشف هذه الحقيقة، و لهذا نجد أن نفس مفسري العامة الذين نسبوا فعل العبس و التولي لرسول الله(ص)، أصبحوا هنا مجبورين على رفع اليد عن هذا الظهور، و قد قالوا إن هذه الآيات لا تنطبق على الرسول، بل نزلت في موضع آخر، ثم جمعها بعد ذلك معاً في هذه السورة.. و من المعلوم أن هذا الإدعاء ليس إلا إسقاطاً للقرآن من مرتبة البلاغة، و هو ناشئ من إرجاع ضمير عبس و تولى إلى الرسول.
ثالثاً: إتفق الجميع من الشيعة و السنة على أن سورة ن و القلم التي هي من السور العتائق أي التي نزلت في بداية البعثة، قد نزلت مع باقي العتائق في مكة المكرمة،و أن سورة القلم قد نزلت بعد سورة العلق و المدثر و المزمل، و كان ذلك في بدايت البعثة.و الله عز و جل يقول في هذه السورة" و إنك لعلى خلق عظيم" مثنياً على رسوله و معرِّفاً إياه لكل العالمين. كانت هذه أخلاق النبي في بداية البعثة، فكيف يمكن أن نتصور صدور مثل ذلك العمل العبوس من الرسول بعد البعثة و بعد مرور الزمن حيث إن الطبيعة و العادة تقتضيان رفعة الأخلاق و سموّها اكثر؟ و بمجرد رؤية ذلك المؤمن الضرير و التقي و هو إبن أم مكتوم و لأجل استمالة زعماء قريش و جلب قلوب المترفين و المستكبرين من العرب ، يعبس الرسول و يعرض بوجهه!!
إننا لا نجد مثل هذه الأخلاق حتى في الأنبياء و الأولياو بل و في مختلف طبقات المؤمنين الأتقياء و الملتزمين، فكيف برسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
و حسب علمي أن الفاعل هو عثمان بن عفان الذي عبس و تولى و أشاح بوجهه عند دخول إبن أم مكتوم العمى على رسول الله..و تشهد بعض الروايات : إنه كان رجلاً من بني أمية..............إنتهى كلام العلامة آية الله.
أقول: إن هذا البحث يتضمن عظيم الفائدة للمتدبر و هو بخلاف البحوث التي أنجزت في هذا الموضوع لما تعرض له سماحة العلامة من تفسير القرآن بعضه ببعض.
آسف على الإطالة..شكراً لكم و دمتم موفقين
و نسألكم الدعاء.
|
توقيع حفيد الزهراء |
يااااااا زهراء
سقَانِي غيثُها حبًّا فريدا ... فَطارَ القلبُ في الدنيا طروبا
أنا ما عشتُ إلا من هواها ... ولولاها لما كنتُ الحبيبا
سأستوحي حروف الشعر منها ... لأبقى من معانيها قريبا
هي السحرُ الذي أعطى وجودي... وأعطاني من الدنيا نصيبا
أللّهُمَّ اجْعَلْنِي عندَكَ وجيهًا بالحُسَيْنِ عَلَيْهِ السلامُ
في الدُّنيا والآخِرةِ ومنَ المقرَّبِين
|
|
|
|
|