[ولاء علي]

بانوراما اليوم: خرق امني امريكي لنقطة المصنع وتساؤلات عن السيادة
سماح عفيف ياسين

توزعت اهتمامات الصحف لهذا الصباح بين استمرار التدخل الاميركي السافر في الشؤون الداخلية اللبنانية والذي تمثل هذه المرة بزيارة وفد اميركي لنقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا وما حملته هذه الزيارة من انتهاك للسيادة اللبنانية، وبين قراءة لزيارة رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري للبنان امس وربط توقيتها بتهديدات العدو الصهيوني المستمرة للبنان والتي لن يكون اخرها بسبب مزاعم سكود.

وفي هذا الاطار،اعتبرت "السفير" أنه "غداة الاتهامات التي وجهتها واشنطن وتل أبيب إلى سوريا بتزويد حزب الله صواريخ سكود، وفي خطوة تطرح العديد من التساؤلات، زار منطقة المصنع الحدودية، أمس، ضابطان أميركيان من مكتب مكافحة الإرهاب، برفقة ضابط أمني من السفارة الأميركية، في مهمة استقصائية غطت الحدود اللبنانية - السورية، وأثارت تساؤلات حول توقيتها وعما إذا كانت قد حصلت تحت مظلة القرار 1701 أم خارجه، وإذا كانت قد أتت ضمن مندرجات القرار، فلماذا حضر الأميركيون فقط؟".

وفي هذا السياق، لفتت السفير الى ان الوفد التقى رئيس مكتب مخابرات المصنع الرائد ملحم حدشيتي، وعقد اجتماعين في مركزي الأمن العام والجمارك خصصا لموضوع الإجراءات المتعلقة بدخول الأشخاص ومغادرتهم ووسائل تفتيش الشاحنات ومراقبة دخول الأفراد وكيفية مكافحة التهريب على الطرق الجبلية وتجهيز "المصنع" بوسائل متطورة، إن لجهة العتاد أو لجهة تدريب العناصر البشرية. كما قام الوفد بجولة في عنجر على طول الطريق المحاذية للحدود اللبنانية - السورية.

بدوره، وقال مصدر امني لـ"السفير" إن الوفد الاميركي لم يترك شيئا إلا وسأل عنه، بدءا من خطوة دخول الشاحنة، حيث استفسر عن كيفية اجراء المعاملات الجمركية، وصولا الى حجم وعدد الشاحنات وكيفية تفتيشها إن كان بواسطة "السكانر" او بالطريقة اليدوية.

وبحسب المصدر الامني، فقد قام الضابطان الاميركيان بجولة داخل الساحة الجمركية حيث اطلعا على عملية دخول الشاحنات والإجراءات المتبعة في عملية الخروج والدخول، ثم تفقدا هنغار الجمارك وشاهدا كيف تتم عملية تفتيش السيارات والاشخاص وركزا على الاجهزة التي تقوم بدور التفتيش ونوعها وحجمها وإذا كانت موجودة، كما تطرقا الى موضوع حجم المسافرين والمغادرين عبر هذا المعبر الحدودي.

وتطرق الوفد الاميركي الى موضوع المعاملات الإدارية للأشخاص المغادرين والداخلين الى لبنان. كما ركز على موضوع الاجهزة الالكترونية المخصصة للتفتيش والمراقبة إضافة الى تبرع الولايات المتحدة بتقديمها إقامة دورات تدريب للعناصر اللبنانية المولجة بعملية المراقبة والتفتيش مع الاستعداد لتقديم المعدات بالسرعة المطلوبة.
في غضون ذلك، اعتبر حزب الله ان هذا الخرق للأمن الوطني يجعل البلد مكشوفا ومخلّع الأبواب.

وفي معرض تعليقه على "الانتهاك"، استغرب عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله كيف تسمح دولة ذات سيادة لجهاز أمني أميركي بالتدقيق في الإجراءات الحدودية وبإعطائه معلومات حساسة عن أمن الحدود، مؤكدا ان هذه معلومات ستصل حُكما الى الجانب الاسرائيلي لاستخدامها في حروبه.

وأشار الى ان هذا الخرق ترافق مع التصعيد السياسي الأميركي ضد لبنان وسوريا،مشددا على ضرورة ان يكون هذا الخرق محل مساءلة جدية لوضع حد لمثل هذه الاستباحة التي رأينا نموذجها الواضح في الاتفاقية الامنية.

في غضون ذلك، علمت السفير ان وزير الخارجية علي الشامي استدعى السلك الدبلوماسي للقائه اليوم، وذلك بعد استشارة الرؤساء الثلاثة، وسيبلغه رسالة واضحة، تنص على ان لبنان يتعرض على عتبة تسلمه رئاسة مجلس الامن في الاول من أيار المقبل، لتهديدات إسرائيلية تؤثر على استقراره السياسي والاقتصادي والامني، ما يستدعي الضغط على العدو الصهيوني لوقف تهديداتها والتزام مندرجات القرارات الدولية.

وفي ظل مع استمرار حملة بعض نواب تيار المستقبل واعضاء فريق الرابع عشر من اذر على وزير الاتصالات شربل نحاس، أكد رئيس لجنة الاتصالات النيابية حسن فضل الله لـ"السفير" ان لدى اللجنة تقريرا رسميا واحدا ممهورا بتوقيع أعضاء اللجنة الفنية الخمسة على كل صفحة من صفحاته، لافتا الى انه "برغم كل ما أثير سياسيا وإعلاميا لم يزودنا أحد بأي تقرير آخر او حتى محضر اجتماع له صفة رسمية وموقّع من الاشخاص الذين وضعوه، برغم مطالبتنا بذلك، لتؤدي عندها لجنة الاتصالات دورها الرقابي".

وأشار فضل الله الى ان هناك وقائع مثبتة في محاضر لجنة الاتصالات حول تشكيل اللجنة الفنية وعدم التحاق ضابط يمثل وزارة الدفاع، وبناء على طلب لجنة الاتصالات عمد الوزير نحاس الى توسيع تشكيلة اللجنة الفنية وحصر مهامها بالجوانب التقنية.

من جهتها، رأت جريدة "النهار" ان الزيارة الرسمية التي بدأها امس رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لبيروت اكتسبت أهمية مزدوجة على المستويين الداخلي والخارجي، فضلا عن الجانب المتصل بتطوير العلاقات الثنائية بين لبنان وقطر والذي تشكل اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين جرعة تنشيط قوية له بتوقيع 13 اتفاقا ومذكرة تفاهم في مختلف القطاعات.

وفي هذا السياق، اعتبرت "النهار" ان هذه الزيارة جاءت لتبرز مرة اخرى الدور المحوري الذي اضطلعت به قطر في "اتفاق الدوحة" الذي تسبق الزيارة ذكرى مرور سنتين عليه في 21 ايار المقبل، علما ان هذا الاتفاق أدى الى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية في 25 ايار 2008.

وتابعت "النهار" ان الزيارة أبرزت أبعاد الدور القطري في تذكير رئيس الحكومة سعد الحريري، بأن "قطر كانت داعمة لنا في الاوقات الصعبة ونحرص اليوم على ان تكون شريكة لنا في مرحلة الاستقرار والنمو التي نأمل ان تدوم".

أما الجانب البارز الآخر في الزيارة، وفقا لـ"النهار"، فتمثل في موقف الشيخ حمد من التهديدات الاسرائيلية للبنان على خلفية اتهام سوريا بتزويد "حزب الله" صواريخ سكود. وقد حرص المسؤول القطري في هذا المجال على تذكير اسرائيل بأن "المغامرات السابقة لم تنجح ونأمل ان يكونوا قد استوعبوا الدرس".

وعلمت "النهار" ان زيارة رئيس الوزراء القطري لبيروت تزامنت مع تكثيف لبنان تحركه الديبلوماسي الوقائي في مواجهة أي احتمال قد ينشأ من تصاعد التهديدات والاتهامات الاسرائيلية.

كما لفتت "النهار" الى ان الرصد العسكري للحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة أظهر حركة غير عادية مما استدعى مضاعفة لبنان اتصالاته الدولية. وقد اطلع رئيس الوزراء القطري على هذه الحركة المقلقة، وستتولى الجهات اللبنانية المعنية اليوم ابلاغ الدول الكبرى والسلك الديبلوماسي العربي قلق لبنان من التحركات الصهيونية. وأشارت المعلومات الى ان أي شيء لم يثبت بعد ان هناك احتمال تمهيد لعدوان اسرائيلي، لكن لبنان يتحسب لكل الاحتمالات.

وفيما خص الانتخابات البلدية، رأت "النهار" أن المشهد الانتخابي عشية مرحلتي 2 أيار و9 بات مركزاً على "مثلث المعارك" الاساسية في كل من جبيل وبيروت وزحلة باعتبار ان هذه المعارك تخرج في جوانب منها على الطابع التقليدي الذي تتسم به هذه الانتخابات لتلامس أبعاداً سياسية.

وعن طرح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون التفاوض في بيروت على اساس النسبية، اعتبرت اوساط قربية من النواب المسيحيين في بيروت و"تيار المستقبل" انه لن يكون مقبولاً لانه يعتمد طريقة تعجيزية في طرح الشروط، فضلاً عن ان وزير الطاقة جبران باسيل ذهب الى التلويح صراحة بربط موضوع بيروت بالوضع الحكومي مما يعتبر تطوراً سلبياً لا يمكن تجاوزه. واشارت الى ان المعطيات ترجح حصول معركة في بيروت، وهو أمر طبيعي شرط الا يتجاوز اي طرف اطار هذا الاستحقاق الى اهداف مبيتة أخرى.

وفي مقال تحت عنوان " قطر ترفض اتّهامات إسرائيل وتهديداتها"، اعتبرت جريدة "الاخبار" ان "إسرائيل بدأت تتراجع، لكن اللبنانيّين يأبون إلا أن يستغلوا الفرصة، بتباينهم المعروف، فتهديدات العدو عند طرف هي تهديدات متبادلة عند الآخر، والدفاع عن حق المقاومة في التسلح يقابله نبذ لسباق التسلح".

وتابعت "الاخبار" أنه وبعد الأقوال الأميركية ـــ الإسرائيلية عن تزويد سوريا حزب الله بصواريخ سكود، زارت لجنة أميركية أمنية، أمس، مركز المصنع الحدودي، وعقدت اجتماعاً دام نحو ساعتين، مع ضباط من الأمن العام واستخبارات الجيش، وذلك في سرية تامة، وصلت إلى درجة أن أعضاء اللجنة لم يخرجوا من مكان الاجتماع إلا بعد تأكدهم من أن الأمنيين أبعدوا الإعلاميين عن مجال الرؤية حتى لا يتمكنوا من التعرف إلى أي منهم.

وعلمت "الاخبار" من مسؤول امني ان الزيارة اقتصرت على آلية ضبط الحدود، والاطّلاع على الإمكانات المتوافرة لهذه الغاية.

واعتبرت الاخبار ان رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع سارع للقاء رئيس وزراء قطر، ليطلعه على رأيه "بكل صراحة"، وهو "أن الاتجاه لمواجهة أي تهديدات مثل التهديدات الإسرائيلية هو أن يكون الصف الداخلي اللبناني موحداً ومرصوصاً كون القرار الاستراتيجي وقرار الدفاع عن لبنان موجوداً داخل الحكومة، لأن كل الشعب يرى أنه ممثل في حكومة الوفاق الوطني".

السافل


أما نائب القوات أنطوان زهرا، فانطلق على ما يبدو من قول وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن حزب الله "يملك من القذائف والصواريخ أكثر من معظم حكومات العالم"، للحديث عن "التسابق على التسلح"، الذي زعم أنه "يؤسس لحروب جديدة ويزيد الاحتقان ولا أحد منا يريد الحرب"
وعلى المقلب الآخر، استمرت الشخصيات المؤيدة للمقاومة في مقاربة مزاعم العدو الصهيوني عن السكود، على أنها ليست تهمة، مع التمني أن تكون أقوال غيتس عن قوة المقاومة صحيحة.

ولفت رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "إسرائيل تملك الطائرات الحربية الحديثة بكل أنواعها، وكل هذه الترسانة من الأسلحة التي تفوق ما تملكه الدول العربية"، وبالتالي "من حقنا أن ندافع عن أنفسنا بكل الإمكانات المتوافرة". ورأى أن إثارة موضوع السكود "هو للتعمية على ما يخطط لجرّ السلطة الفلسطينية إلى عودة ما يسمى المفاوضات من دون أي ضمان، ولو شفهياً، بعدم العودة إلى المشروع الاستيطاني الزاحف في القدس وخارجها".

كذلك دافع الرئيس عمر كرامي عن حق المقاومة في التسلح "حتى ولو تسلحت بصواريخ السكود، ولديها أهم من السكود".