|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها">
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
أضواء على مظلومية الزهراء (ع)
بتاريخ : 29-Apr-2010 الساعة : 06:40 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
الجانب الخاص في حياة الزهراء (ع) هو مجموع الظلامات التي تعرضت لها في حياتها الشريفة ؟ ما هو واقع هذه الظلامات ؟ وما هو موقفنا منها ؟
قبل أن نتحدث عن مظلومية الزهراء لا بد أن نشير إلى ضرورة معرفة مظلومية أهل البيت (ع) بشكل عام ومنها مظلومية الزهراء (ع) .
قال الإمام الباقر (ع): " مَن لم يعرف سوء ما أوتي إلينا من ظلمنا وذهاب حقنا وما نكبنا به فهو شريكُ مَن أتى إلينا فيما ولينا به " .
لأن هناك من يدعي أن قضية الزهراء قضية تاريخية والقضايا التاريخية ليست من العقيدة ، ولقد أجاب مراجعنا على هذه الدعوى بأن مظلومية الزهراء ليست قضية تاريخية بل هي من صلب العقيدة والمذهب ومما يميز مذهب أهل البيت عن غيره وإلا فإن حروبَ الرسول وغزواتِه ، ومواقفَ أمير المؤمنين فيها ومبيتَه ليلة الهجرة على فراش النبي ، وقضيةَ كربلاء وشهادةَ الحسين وأولادِه كلُّها قضايا تاريخية فَلِمَ نبحث عنها ؟! والحقيقة أن كل هذا التاريخ هو من أساس الإسلام ومظلومية الزهراء وما لحق بها وترتب عنها من مواقف هو من أساس مذهب أهل البيت (ع) ، وإلا لا يكون فرق بينه وبين المذاهب الأخرى ( المحقق السيد علي الميلاني ) .
ويضيف مراجعنا : بعد ورود الروايات ومنها الصحيحة بأن الزهراء(ع) شهيدة ، فالاعتقاد بذلك يعتبر من صلب عقيدة الشيعة . كيف لا يكون كذلك وقد جهزت ليلاً وأخفي قبرها ، ولم يحضر تجهيزَها غيرُ عدد قليل ، لعله لا يبلغ عدد الأصابع من خاصتها وشيعة بعلها أمير المؤمنين علي (ع) ( المرحوم الميرزا الشيخ التبريزي ) .
والآن نأتي لنتحدث عن تلك الظلامات التي تفتت الأكباد وتصدع الرؤوس ، ولقد حاول البعض أثناء تحدثه عن مظلومية الزهراء دفع بعض الروايات وإسقاط بعض الأحداث من خلال المطالبة بالأمانة العلمية أو التحقيق التاريخي الموضوعي قاصداً أن يحرف القضية عن الظلامة الكبرى التي أتت على الزهراء وأهل البيت قاطبة ألا وهي حجب أمير المؤمنين عن الخلافة ، لأن بعد هذه الظلامة كانت الأحداثُ كلُّها على عظمتها نتائجَ لها .
فأولُ ظلامة وأكبرها هي تلك التي حصلت بعد وفاة الرسول مباشرة من تنازع القوم ورسول الله لما يغسل ويكفن ويدفن .
لكن فداحة الظلامات التي توالت على كبد الزهراء خاصة أنست المجتمع أمر الخلافة وبدؤوا منذ ذلك الوقت نقاشاتهم العقيمة الواهية .
ومن هناك تطل علينا قضية فدك وإرث السيدة فاطمة ومماحكة القوم لها وردها عليهم بالحجة والبينة ، ومطالبتهم لها بالشهود وهي الصديقة الطاهرة المعصومة !
وفي قضية المطالبة نكتة تستحق الذكر ، فلقد سأل ابن أبي الحديد المعتزلي أحد أساتذته ببغداد أ كانت فاطمة صادقة ؟ قال نعم ، قلت : فلم لم يدفع إليها أبو بكر فدكاً وهي عنده صادقة ؟ فأجاب : لو أعطاها اليوم فدكاً بمجرد دعواها ، لجاءت إليه غداً وادعت لزوجها الخلافة ، وزحزحته عن مقامه ، ولم يكن يمكنه الاعتذار والموافقة بشيء ، لأنه يكون قد سجل على نفسه أنها صادقة فيما تدعي كائناً ما كان من غير حاجة إلى بينة أو شهود " .
لذلك فإن من ادعى أن الزهراء بالغت في المطالبة بفدك غاب عنه أن الزهراء كانت تمهد الطريق من خلال مكانتها في الإسلام وقدرها العظيم لما هو أرفع وأجل من فدك ألا وهو قيادة المسلمين وتولية من هو أحق بها .
لكنَّ إلحاح الزهراء على مخاصمة القوم ومحاجتهم أجج لديهم الرغبة في إنهاء القضية مهما كلف من الأمر ، فكانت حادثة الدار والهجوم عليها وإحراقها وضرب الزهراء وكسر ضلعها إلى ما هنالك من تفاصيل مخزية ومشجية.
وتكتمل دورة الظلامة بتوصية الزهراء أن تدفن سراً وأن لا يحضر جنازتها إلا الخواص وهو خير دليل على مغادرتها هذه الدنيا وهي غاضبة على القوم وواجدة عليهم مما آذوها واقترفته أيديهم بحقها صلوات الله وسلامه عليها .
ورحم الله السيد الشريف المرتضى حين رثى جدته الزهراء بأبيات رائعة يقول فيها :
بَرِئْتُ إلى الرحمنِ ِمَّمْن لفاطمٍ
على فَدَكٍ بالسَوْطِ قَنَّعَها قَسْرا
---------------------------
فماتَتْ وآثارُ السياط بِجَنْبِها
ونِحْلَتُها غَصْباً ومُقْلَتُها عَبْرا
---------------------------
وغسَّلها الهاديْ الوصيُّ وضمَّها
إلى قَبْرها لَيلاً وأَوْدَعَها سِرّا
---------------------------
فلمَّا أضاء الصُبح جاؤوا لدَفْنِها
فما وَجَدوا الزهرا ولا عَرَفوا القبرا
---------------------------
فلمَّا أرادوا نَبْشَها ثارَ مُغْضَباً
وسلَّ حُسامَ العَضْبِ واعتقلَ السُمْرا
---------------------------
فصاحَ عليهم مُغْضَباً يا آلَ غالبٍ
فَأُقْسِمُ بالرحمنِ أَجْزُرُكُمْ جَزْرا
---------------------------
فَمَا نَطَقُوا في نَبْشِها قَطُّ كِلْمةً
ولا شَهروا سيفاً ولا بَرِحوا شبراً
---------------------------
وإنا لله وإنا إليه راجعون
|
|
|
|
|