[موالية صاحب البيعة]

بسم الله الرحمن الرحيم
أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نصر 25 أيار الحاسم .. عشر سنوات والعبر لا تنتهي

رغم مرورعشر سنوات على ذكرى التحرير لا يزال مشهد الاندحار المذل للصهاينة عالقاً في اذهان اللبنانيين ومعهم كل شرفاء العالم.... ذاك المشهد العصي على النسيان الذي شكل الدليل الدامغ على نصر حققته اياد طاهرة, جاهدت في سبيل ربها وانتصرت ....

شهر ايار/مايو من العام 2000 وبالتحديد اليوم الخامس والعشرين منه حمل الخبر السار الذي اثلج قلوب الاحرار بانسحاب مذل وواهن لجيش كان يزعم انه الاقوى وانه "جيش لا يقهر" .... لم يكن ذاك اليوم يوماً عادياً، بل كان بمثابة علامة فارقة في تاريخ الصراع "العربي الاسرائيلي " غيرت المعادلة وحطمت اكذوبة "القوة الصهيونية" ، وغيرت المعادلة على صعيد المقاومة. فحينها بدأ العد العكسي لاستثنائية ذاك الكيان الغاصب "اسرائيل".... لن نسهب كثيراً في معالجة مدلولات وعبر ذاك اليوم المجيد والذي شكل نقطة التحول التي مهدت لنصر تموز/يوليو وما سيليه من انتصارات بعون الله ...

حلمي موسى: بالرغم من مرور 10 سنوات على الانسحاب لا تزال تداعياته مستمرة ..

حلمي موسي الباحث في الشؤون الاسرائيلية اعتبر خلال مقابلة خاصة مع موقع قناة المنار انه بالرغم من مرور 10 سنوات على الانسحاب المذل لجيش العدو الصهيوني لا تزال تداعياته مستمرة حتى يومنا هذا. وقال " بالتزامن مع الذكرى العاشرة للتحرير اعلن جنرال كبير في جيش العدو ان الانسحاب في العام 2000 لم يكن انسحاباً، بل كان هروباً, وان اسرائيل اخذت قرار الانسحاب تحت الضغط التي تمارسه المقاومة .
واضاف موسى ان العديد من القيادات الصهيونية تشعر بالندم لانسحابها من جنوب لبنان دون "اتفاق ", مشيراً الى ان الاسرائيليين يتراكم لديهم الخطر الوجودي بسبب هذا الانسحاب بعد ان اصبحت جبهتم الداخلية معرضة لسقوط الصورايخ عليها, بدل ان يضحوا بـ 25 او 30 جندياً في السنة الواحدة وهذا على حد قولهم .

العملاء ... وعِبَر ايار ...

من منا لا يذكر جيش العميل انطوان لحد وما كان يعرف باسم جيش لبنان الجنوبي حينها... ومن منا لا يذكر كيف ضاق ذاك "الجيش" ذرعاً من ضربات المقاومة النوعية والمؤلمة وفي هذا السياق اشار الاستاذ موسى ان ما يثار في الاونة الاخيرة عن مصير العملاء (عملاء جيش لحد ), وعن معاناتهم, يكشف مدى عجز الاسرائيليين في حمايتهم, وتندرج مسألة العملاء تلك ضمن اطار "اخلاقي " اي واذا صح التعبير "اخلاقيات الجيش الصهيوني" فلم تفِ اسرائيل بوعودها للعملاء الذين عملوا تحت امرتها وخدمة مصالحها. واوضح موسى ان هذه المسألة تترك في نفوس من يفكر بالتعامل مع اسرائيل اثر كبيراً يجعله خائفاً من التعامل مع هذا الكيان, موضحاً ان هذه المسألة تؤثر كثيراً على القوة الاستخباراتية الصهيونية "العماد الاساس في اسرائيلي " ....

ميشال سماحة: بعد مرور عشر سنوات على التحرير لا بد لنا ان نقرأ الواقع الصهيوني حينها ....

المحلل السياسي والوزير اللبناني السابق ميشال سماحة قال من جانبه لموقعنا: "بعد مرور عشر سنوات على التحرير في العام 2000 لا بد لنا ان نعود الى قراءة الوثائق الاسرائيلية بأشكالها المختلفة والمتنوعة, وماذا تم تداوله في الايام التي سبقت الاندحار الاسرائيلي المذل, والتي استخلص منها العدو خلاصتان اساسيتان , الاولى : لا يمكن الاتكال على العملاء وجيش العملاء، وفي كل تقديرات قيادات جيش العدو في تلك الفترة ان جيش العملاء سيهزم وسنيفرط عقده, لكن المفاجأة كمنت بأن انفراط عقد جيش لحد كان سريعاً جداً قبل المدة الزمنية التي توقعها قائد ما يسمى بالمنطقة الشمالية غابي اشكنازي وقيادة الاركان الصهيونية في وقتها ... والخلاصة الثانية: ان القيادة السياسية والعسكرية الصهيوني باتت تعاني من الضياع في تلك الفترة امام حنكة ضربات المقاومة التي وجهتها للجيش الصهيوني من جهة ولجيش لحد من جهة أخرى.

واوضح سماحة ان هذا الضياع هو الذي اشعل الاحتجاجات ان كان من الضباط الصهاينة القدامى والامهات الاسرائيليات وما عرف وقتها باسم حركة الامهات الاربعة وهذا ما جعل العدو يتخذ قراراً بالانسحاب فوراً وما ادى الى انخفاض حاد في معنويات الجيش الاسرائيلي، مشيراً الى ان ضربات المقاومة كانت بوتيرة متسارعة ودقيقة في الاسابيع الاخيرة قبل الانسحاب الصهيوني.

اسرائيل تلطت بالقرار 425 لتخفي فشلها الذريع ....

اما بالنسبة للقرار الدولي 425 وهل تم تطبيقه بالقنوات الدبلوماسية ام بيد المقاومين الشرفاء قال الوزير سماحة لموقعنا ان اسرائيل في تلك الفترة اعتمدت ولاول مرة منذ تاريخ "تأسيسها" سياسة التلطي وراء قرار دولي يقضي بضرورة الانسحاب من الاراضي اللبنانية .

واضاف من يراقب نقاشات ومحاضر النقاشات مع رئيس الوزراء حينها ايهودا باراك ووزير خارجيته ليفي وهم يناورن على القيادة العسكرية الاسرائيلية وقد ذهبوا للتفاوض مع امين عام الامم المتحدة كوفي انان ليقوم بتغطيتهم بقرار دولي لتطبيق القرار 425 ووضع شروط اضافية على لبنان, الا ان ضربات المقاومة والعمل الميداني في الجنوب في الاسابيع الاخيرة جعلهم ينسحبون قبل اصدار القرار وقد انسحبوا بشكل دراماتيكي في قرار اتخذ ونفذ في 24 ساعة .

واشار سماحة الى تواطؤ كل من امين عام الامم المتحدة في وقتها ووزيرة خارجية الولايات المتحدة الامريكية السابقة مادلين اولبرايت الذين ارسلوا تيدي رود لارسن ليرسم خطاً بدلاً من تطبيق القرار 425 بحذافيره والذي يجعل الانسحاب كاملاً إن طبق وفق خط الهدنة المنصوص في اتفاقية الهدنة بين لبنان وواسرائيل في العام 1949, موضحاً انه منذ ذاك التاريخ كانت تتواجد قوات دولية قبل قوات اليونيفيل تسمى "مراقبي خط الهدنة" والذين يملكون خرائط الحدود بين لبنان و"اسرائيل" والتي تشكل خط الهدنة, فبدل تطبيق القرار 425 قام لارسن بابتداع فكرة الخط الازرق الذي اعترضت عليه السلطات اللبنانية بسبب الثغرات التي اباقها هذا الخط والذي كان مجحفاً بحق لبنان حيث ابقى مواقع مهمة ومنابع مياه للاسرائيليين.

واكد ميشال سماحة ان كل ما جرى يبرهن ان المقاومة هي الطريقة الوحيدة لاستعادة الحقوق من جهة ولحماية الحقوق التي استعيدت من جهة أخرى .

وبعد الانسحاب الصهيوني المذل ... الخط الازرق لا قيمة قانونية له

بعد الانسحاب الصهيوني وابتداع الخط الازرق اوضح العميد المتقاعد في الجيش اللبناني امين حطيط والذي كان يشغل منصب رئيس اللجنة المكلفة للتحقق من الانسحاب الاسرائيلي غداة التحرير ان همنا الاساسي كان تحديد الحدود الدولية ولكن المعالم الارضية كانت متقطعة في عدة مواقع من قبل العدو الصهيوني, ولهذا كنا ننطلق بالعمل من الحدود المرسومة على الخرائط الدولية.

واضاف حطيط " ولكن كما العادة كانت اسرائيل تستفيد من سياسة "الحدود المتدحرجة " والتي كانت تريد منها ان ترسم خطاً جديداً يلائم اطماعها فاعتمدت على مقولة "البحث عن الخط بأكثر الوسائل تطوراً", وقامت الامم المتحدة باعتماد هذا الخط المزعوم التي عرضته على الحكومة اللبنانية والتي رفضته بدورها لما فيه من ثغرات تمس بالسيادة اللبنانية. وقال العميد حطيط "لقد تم رفضه من قبلنا و لانه يتباين مع الحدود الدولية في 13 نقطة حدودية, ولكن بعد مفاوضات مضنية من قبلنا استطعنا استرجاع 10 نقاط وبقي ثلاثة نقاط عالقة هي رميش, العديسة والمطلة".

وإذ اعتبر العميد حطيط ان الخط الازرق لاقيمة قانونية له ولا يكرس حقوقاً ولا يعطي الحق لطرف او لأخر, مشيراً الى ان فكرة الخط الازرق انتهت عندما انتهت اللجنة اللبنانية المكلفة بالتحقق من الانسحاب الاسرائيلي عملها.

خطاب السيد نصرالله في بنت جبيل اسس لمرحلة النصر الحاسم... وكرس ثلاث ركائز:

ورأى العميد حطيط ان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مدينة بنت جبيل العام 2000 كرس ثلاث ركائز ( حشد القوة للمعركة المقبلة –النصر للجميع –المقاومة تقاتل من اجل الناس لا لقتل الناس ).

النقطة الاولى: ان السيد نصرالله في خطاب بنت جبيل وصف اسرائيل بالوهم وارسى فكرة مفادها ان اسرائيل ممكن ان تهزم بعد ان وصفها بأنها اوهن من بيت العنكبوت , وثبت في العقول ضرورة حشدة القوى لمواجهة هذا العدو والانتصار عليه .

النقطة الثانية : ان المقاومة لم تعمل كفريق مستقل عن اللبنانيين بل بالنيابة عنهم, واكدت على انها لا تريد الاستئثار ولا السلطة بل قدمت الشهداء وبذلت الدماء من اجل الناس ولهذا السبب احتضنها الشعب اللبنانين في نصر تموز/يوليو في العام 2006 .

النقطة الثالثة : ترتكز النقطة الثالثة على مسألة مفادها ان المقاومة لا تعمل على انها دولة , وليست ممارسة لسلطة بل هي التي قامت بواجبها, ولهذا لم تتقتد المقاومة بالعديد من الثورات التي قامت في العالم وهي الاقتصاص من العملاء وعدم الانتقام منهم وتركت الامر للدولة اللبنانية.

كثيرة هي العبر التي ممكن ان نستفيد منها ، والتي تحملها ذكرى المقاومة والتحرير... فبعد عشر سنوات من النصر الذي شكل نواة النصر الحاسم ...تتضح صورة ذاك الكيان المتداعي القوى وابرز مثال على ذلك ما يجريه اليوم من مناورات خوفاً من الايام المقبلة التي تحمل ما قد تحمله من مستقبل غامض. وفي المقلب الاخر نرى اهل الجنوب يحاكون السماء بأعراس وافراح من الممكن ان تكون السلاح الانجع والاهم حتى من الحديد والنار .....

لا تنسوا المجاهدين من دعائكم

المنار