اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
عندما تختلط الأوراق
اختلطت الأوراق واشتبكت الأغصان، ولم يعد يمكنه تبين الطريق أمامه ولا موضع قدمه، ولا التمييز بين الحابل والنابل، ولا معرفة المفسد من المصلح والحق من الباطل. فلكل أهل يدعون إليه ويزينون أعماله، مبحرون عبر المحطات الفضائية، وممتطون صهوة المواقع الالكترونية. البعض متجلببون برداء الدين، يدعون تطبيق القرآن في حياتهم دون إخوتهم، ويسيرون على سنة رسول الله(ص) على عكس غيرهم.
وهو في حيرة من أمره بين ما وجد عليه آبائه وهو على خطاهم سائر، وبين نفسه التي تلح عليه وتطلب منه البحث والتنقيب لكي تطمأن أنها على الصراط المستقيم. وكيف يكون ذلك سهل المنال ولم يألو بعض السابقون الأولون ومدعو العلم من المعاصرين جهدا، في سبيل تحريف الدين لصالح احد الجهات ضد الأخرى، تثبيتا لدعائمها وترسيخا لمفاهيمها، ولو بالتجني على حدود الدين وأحكامه، والتعدي على حقوق الآخرين وحرية تفكيرهم ومعتقدهم.
ولم يعد لأهل البيت(ع) وبقايا الصحابة الأخيار(رض) دورا يذكر، فأقصوا عن الساحة وحوربوا بضراوة، وصار الإمام علي(ع) مع طول جهاده في سبيل الإسلام، وعمق تضحيته للدين، يقاس بمن هم اقل منه باعا ومنزلة، حتى انزله الدهر فصار يقال علي ومعاوية.
ومع إغفال الأمة دور الإمامة وكلمة رسول الله(ص)(علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيث ما دار)، فلم يجد حرجا من تعدي حدوده، والتوجه إليه بالسؤال. ما الفرق بين من شايعك وبايعك وحارب معك، وبين من شايع معاوية وانحاز إلى جيشه؟ فالكل يتشهد الشهادتين، وتصدح مآذنه إذانا بإقامة الصلاة، وتنقلب حياته استعدادا لصوم رمضان، ويترك بلاده وعياله تحسبا لحج البيت الحرام؟ تأثرا منه بالقشريات وبظواهر الأمور، دون النظر إلى الأصول والأهداف.
لم يستطع الإمام(ع) بسبب ما أصابه من الغبن والجحود الرد عليه وإجابته، لعدم تمكن ثقافة الشاب من فهم الموقف لصعوبته التي لا يحتملها إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه بالإيمان.
فأرسله إلى الصحابي الجليل أبو اليقظان (عمار بن ياسر)(رض)، فسأله: هل كنت معنا في بدر واحد؟ لا. إذن فاعلم إن هؤلاء الذين نحاربهم الآن، هم أنفسهم الذين حاربناهم مع رسول الله(ص) في تلك المواقع.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف، السعودية
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
أحسنت أخي حسين وفقك الله لما فيه الخير والبركة
توقيع ماهرالصندوق
يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي *** وتوجهي وعن الكرام أئمتي
أنا بالنبي محمد متعلق *** وبشطه أرسيت حمل سفينتي
وأبو تراب مفزعي وهو الوقا *** يوم الحساب إذا نشرت صحيفتي
وبفاطم أرجو الجواز على الصرا*** ط إذا ذنوبي أثرت في مشيتي
وإذا الجنان أبين أن يفتحن لي *** فأبو محمد الزكي وسيلتي
وبسيد الشهداء أرجو رفعة *** في جنة قد أزلفت للشيعة