قبسات من مكارم أخلاق الزهراء سلام الله عليها - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام

إضافة رد
كاتب الموضوع منتظرة المهدي مشاركات 0 الزيارات 1669 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي قبسات من مكارم أخلاق الزهراء سلام الله عليها
قديم بتاريخ : 02-Jun-2010 الساعة : 02:14 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .




مكارم أخلاق الزهراء سلام الله عليها





كانت فاطمة أعبد نساء زمانها ، وقد ضربت المثل الأعلى بعبادتها وإيمانها وطاعتها وانقطاعها إلى الله سبحانه .
عن الإمام الباقر ـ في حديث ـ قال : « قال رسول الله وسلم : إنّ ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيماناً ويقيناً إلى مشاشها ، ففرغت لطاعة الله » .
وسأل النبي وسلم عليّاً : « كيف وجدت أهلك؟ » فقال : « نعم العون على طاعة الله » .
وعن الطبرسي ، قال : سُمّيت فاطمة بالبتول لانقطاعها إلى عبادة الله .
ومن مظاهر عبادتها طول قيامها في الصلاة وكثرة خشوعها ، فقد روي عن الحسن البصري أنه قال : ما كان في هذه الاُمّة أعبد من فاطمة ، كانت تقوم حتى تتورّم قدماها وقال الديلمي وابن فهد : روي أنّ فاطمة كانت تنهج في صلاتها من خيفة الله تعالى .
ومن المظاهر البارزة في عبادتها كثرة الصلوات والأدعية والأذكار التي خصّها بها رسول الله وسلم ، وكانت تواظب على أدائها في محرابها رغم أنها كانت تباشر شؤون المنزل وتربية الأولاد بنفسها .


فعن الإمام الصادق : أنّ أُمّه الزهراء كانت تصلي للاَمر المخوف العظيم ركعتين ، تقرأ في الاُولى الحمد و( قُل هو الله أحد
) خمسين مرة ، وفي الثانية مثل ذلك ، فإذا سلّمت ، صلّت على النبي وسلم ، ثمّ ترفع يديها بالدعاء : « اللهمَّ إنّي أتوجّه بهم إليك ، وأتوسّل إليك بحقّهم العظيم الذي لايعلم كنهه سواك ، وبحقّ من حقّه عندك عظيم ، وبأسمائك الحسنى ، وكلماتك التامات التي أمرتني أن أدعوك بها . . . » إلى آخر الدعاء .

وعنه : أنّها كانت إذا أصبحت يوم الجمعة تغتسل وتصفّ قدميها وتصلي أربع ركعات مثنىً مثنىً ، تقرأ في أول ركعة فاتحة الكتاب و ( قل هو الله أحد ) خمسين مرة ، وفي الثانية فاتحة الكتاب والعاديات خمسين مرة ، وفي الثالثة فاتحة الكتاب و( إذا زلزلت) خمسين مرة ، وفي الرابعة فاتحة الكتاب وإذا جاء نصر الله خمسين مرة ، فإذا فرغت منها قالت : « إلهي وسيدي ، من تهيّأ أو تعبّأ أو أعدّ أو استعدّ لوفادة مخلوق رجاء رفده وفوائده ونائله وفواضله وجوائزه . . . ، فإليك يا إلهي كانت تهيئتي وتعبيتي وإعدادي واستعدادي ، رجاء رفدك ومعروفك ، ونائلك وجوائزك ، فلا تخيبني من ذلك ،يا من لا يخيّب مسألة سائل ، ولا تنقصه عطية نائل . . . » إلى آخر الدعاء ، وذلك مما علّمها الرسول وسلم .
وعنه : أنّها كانت تصلّي صلاة الأوابين ، وهي أربع ركعات ، تقرأ في كلِّ ركعة خمسين مرة ( قل هو الله أحد
) .
وروي عنه أنّه قال : « كانت لاُمّي فاطمة ركعتان تصليهما . . . تقرأ في الاُولى الحمد مرة ، و ( إنّا أنزلناه في ليلة القدر ) مائة مرة ، وفي الثانية الحمد مرة ، ومائة مرة ( قل هو الله أحد) ، فإذا سلّمت سبّحت تسبيح الزهراء ، ثمّ تقول : سبحان ذي العزّ الشامخ المنيف ، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم ، سبحان ذي الملك الفاخر القديم ، سبحان من لبس البهجة والجمال ، سبحان من تردّى بالنور والوقار ... » إلى آخر التسبيح .
أمّا الأدعية التي خصّها بها رسول الله وسلم أو تلك المروية عنها فهي كثيرة وذات أغراض مختلفة كالتعقيبات عقيب الصلوات والتسبيحات والأحراز ، ودعائها عند رؤية هلال شهر رمضان ، وعندما تأوي إلى النوم ، وأدعيتها في أيام الاسبوع ، وغيرها مما تضيق بذكرها أوراق هذا البحث ، لذا نكتفي بالاشارة إلى مظانّها .


وعلّمها رسول الله وسلم أذكاراً تقولها عند النوم وفي دبر كل صلاة ، وهي معروفة بتسبيح فاطمة ، وكان السبب في تشريعها على ما أخرجه الشيخ الصدوق وغيره عن أمير المؤمنين أنّه قال لرجلٍ من بني سعد : « ألاأُحدّثك عنّي وعن فاطمة ، أنّها كانت عندي فاستقت بالقربة حتى أثّرت في صدرها ، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها ، فأصابها من ذلك ضرر شديد ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألتيه خادماً يكفيك حرّ ما أنت فيه من هذا العمل ، فأتت النبي وسلم ، فوجدت عنده حدّاثاً ، فاستحيت فانصرفت ، فعلم وسلم أنها قد جاءت لحاجة فغدا علينا ... فقال : يا فاطمة ، ما كانت حاجتك أمسِ عند محمد؟ ... فقلت : أنا والله أُخبرك يا رسول الله ، إنّها استقت بالقربة حتى أثّرت في صدرها ، وجرّت بالرحى حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألتيه خادماً يكفيك حرّ ما أنت فيه من هذا العمل .
قال وسلم : أفلا أُعلّمكما ماهو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فكبّرا أربعاً وثلاثين تكبيرة ، وسبّحا ثلاث وثلاثين تسبيحة ، واحمدا ثلاثاً وثلاثين تحميدة ، فقالت فاطمة : رضيت عن الله وعن رسوله ، رضيت عن الله وعن رسوله » .


العلم :



الزهراء العالمة المعلمة ، تلقّت العلم منذ طفولتها عن أبيها رسول الله وسلم ، وما كانت تأتيه لبعض شؤونها إلاّ وأتحفها بشيء من العلم أو الدعاء أو الصلوات والأذكار .
روى الشيخ الكليني بالإسناد عن زرارة ، عن أبي عبدالله قال : «
جاءت فاطمة تشكو إلى رسول الله وسلم بعض أمرها ، فأعطاها رسول الله وسلم كُريسة ، وقال : تعلّمي ما فيها ، فإذا فيها : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو يسكت » .
ومما يدلُّ على كمال فهمها وفطنتها ، أنّها كانت تجيب عن بعض المشكلات التي يعجز عن حلّها علماء الصحابة في زمانها .
فقد روي عن علي : « أنّه كان عند رسول الله وسلم فقال : أيّ شيء خير للمرأة؟ فسكتوا ، فلما رجع ، قال لفاطمة ، أي شيء خير للنساء؟ قالت : لايراهن الرجال . فذكر ذلك للمصطفى وسلم فقال : إنّما فاطمة بضعة مني » .
قال المنّاوي : رواه البزار ، وفيه دليل على فرط ذكائها ، وكمال فطنتها ، وقوة فهمها ، وعجيب إدراكها .
وروى الراوندي في النوادر مسنداً عن الإمام الصادق ، قال : « سأل رسول الله وسلم أصحابه عن المرأة ماهي؟ قالوا : عورة . قال : فمتى تكون أدنى من ربها؟ فلم يدروا ، فلمّا سمعت فاطمة ذلك قالت : أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها ، فقال رسول الله وسلم إنّ فاطمة بضعة مني » .



وكان بيت الزهراء بمثابة المدرسة الاُولى لتعليم النساء في الإسلام حيث كن يقصدنها لينهلن من معارفها ، ويقتبسن من أنوارها ، ويستلهمن من روحانيتها ومكارمها ، وقد أشرنا إلى دورها العلمي في تعليم النساء معالم الدين والعبادة وما يشكل عليهن في أواخر الفصل المتقدم .

وممّا يدلّ على أنّها كانت محوراً يستقطب حوله نساء المدينة ، أنّها لما جاءت إلى مسجد النبي وسلم عقيب وفاة أبيها وسلم وخطبت خطبتها المعروفة ، أقبلت في لُمّة من حفدتها ونساء قومها ، وألقت خطبة أُخرى بليغة بنساء المهاجرين والأنصار حينما جئن لعيادتها وهي في مرض الموت .
وللزهراء دور في حفظ السُنّة النبوية ، على الرغم من تقدم وفاتها ، حيث ودّعت الدنيا وهي في عمر الورد ، فقد روى عنها جمع من الصحابة ، منهم أمير المؤمنين ، والإمام الحسين ، وعبدالله بن مسعود ، وعبدالله ابن عباس ، وأنس بن مالك ، وعائشة ، وأُمّ سلمة ، وأسماء بنت عميس ، وزينب بنت أبي رافع وغيرهم .





العفّة والحجاب :


لقد أعطى الإسلام للمرأة حقوقها ، وشرّع القوانين لحمايتها ورعاية مصالحها ، ومنحها الحرية ضمن تعاليمه السامية في طلب العلم والحصول على الملكية والارث والعمل ، ولكن بشرط أن لا تكون على نمط الحرية الإباحية التي تعرض فيها المرأة نفسها بالمجان ، وتكون سبباً في إفساد بنية الاُسرة وانحراف المجتمع ، كما هو الحال في المجتمعات الغربية .
ولقد ضربت الزهراء أروع الأمثلة في ما يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة من حصانة وعفّة مع أدائها لدورها في داخل المنزل وخارجه على أتمّ وجه ، فهي النموذج الأمثل الذي قدّمه الإسلام للمرأة ، فمن الحقّ أن يقتدى بها في كل ما أُثر عنها من مبادئ العفّة والحجاب ، فقد روي عنها أنّها قالت : « خير للمرأة أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل » .
فمن حيث خمار رأسها فقد وصف أنّه يصل إلى نصف عضدها ، كما جاء بالاسناد عن الإمام الباقر أنه قال : « فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وما كان خمارها إلاّ هكذا » وأومأ بيده إلى وسط عضده .
ومن عجائب أمرها أنّها كانت تتحرج من رؤية الرجل الأعمى ،
فكيف بالبصير حينئذ؟!

قال أمير المؤمنين : « إنّ فاطمة بنت رسول الله وسلم استأذن عليها أعمى فحجبته ، فقال لها النبي وسلم : لِمَ حجبتيه وهو لا يراك ، فقالت : يارسول الله إن لم يكن يراني فأنا أراه ، وهو يشمّ الريح . فقال النبي وسلم : أشهد أنك بضعة مني » .
وروى الشيخ الكليني بالاسناد عن أبي جعفر ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : خرج رسول الله وسلم يريد فاطمة وأنا معه ، فلمّا انتهيت إلى الباب وضع يده عليه ، ثم قال : « السلام عليكم » . فقالت فاطمة : « عليك السلام يا رسول الله » قال : « أدخل؟ » قالت : « ادخل يا رسول الله » . قال : « أدخل أنا ومن معي؟ » فقالت : « يارسول الله ليس عليَّ قناع » . فقال : « يافاطمة ، خذي فضل ملحفتك ، فقنّعي به رأسك » ففعلت ، ثم قال : « السلام عليكم » . فقالت فاطمة : « وعليك السلام يا رسول الله » ، قال : « أدخل » قالت : « نعم يا رسول الله » قال : « أنا ومن معي؟ » قالت : « أنت ومن معك » الحديث




الكرم والسخاء :

وسجّلت الزهراء دوراً بارزاً في الانفاق في سبيل الله وعتق الرقاب


وإعانة الضعفاء والمعوزين من أبناء المجتمع الإسلامي على الرغم من شظف العيش وشدّة الزمان .
ولقد عرضنا في أواخر الفصل المتقدم بعض النماذج الناطقة بتحلّيها بهذا الخلق النبوي الكريم ، من ذلك تصدّقها بقوتها ثلاثة أيام على المسكين واليتيم والأسير في جملة زوجها علي وولديها الحسن والحسين ، فأنزل الله تعالى فيهم قرآناً يتلى وهو سورة الدهر ، وتصدّقت بسواريها وقرطيها وقلادتها في سبيل الله .
ونضيف هنا ما روي عن ابن عباس في قوله تعالى : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة
) قال : نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين .
وعن أبي هريرة : أنّ رجلاً جاء إلى النبي وسلم فشكا إليه الجوع ، فبعث إلى بيوت أزواجه ، فقلن : ما عندنا إلاّ الماء ، فقال وسلم : « من لهذه الليلة؟ » فقال علي : « أنا يا رسول الله » فأتى فاطمة فأعلمها ، فقالت : « ما عندنا إلاّ قوت الصبية ، ولكنّا نؤثر به ضيفنا » . فقال علي : « نوّمي الصبية ، وأنا أُطفىء للضيف السراج » ففعلت وعشّى الضيف ، فلما أصبح نزل الله عليهم هذه الآية : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة
) .
ومن نماذج الإيثار والسخاء الاُخرى ما ذكره الصفوري عن ابن الجوزي أنّها أهدت قميصها في ليلة زفافها إلى سائل بالباب.



صبرها على المعاناة :



ونختم هذا الفصل ببيان بعض الصور من معاناة الزهراء وصبرها على الشدائد بقوة الايمان وعزيمة الاخلاص احتساباً لاَجر الآخرة .
لقد تعرّضت الزهراء إلى مزيد من الصعاب والأزمات في جميع مراحل حياتها؛ ذلك لاَنّ الحكمة الإلهية اقتضت أن تكون فاطمة رمزاً لفضيلة المرأة وقدوةً لكمالها الإنساني في مجتمع يسوم المرأة أنواع الظلم والكبت والقهر ، فالقدوة التي خلقها الله تعالى للآخرة لا للدنيا ، لابد أن تكون محطة للمصائب والمحن والمعاناة ، وإلاّ فكيف تعلّم غيرها درس المقاومة والصبر وتجاوز المصاعب والعقبات؟ ومن هنا نجد أنّ الأنبياء والأوصياء والأئمة المعصومين ، كانوا أشدّ الناس محنةً وبلاءً ، لا امتحاناً وابتلاءً كما يفهمه البعض ، فإنّهم خارج دائرة التجربة والاختبار؛ لاَنّ الله تعالى اصطفاهم وفضلهم على العالمين .


ولقد أخبرها الرسول وسلم بأنّها أكثر نساء المسلمين معاناة ورزية حيث روي عن عائشة : أنه قال رسول الله وسلم لفاطمة : « إنّ جبرئيل أخبرني أنّه ليس امرأة من نساء المسلمين أعظم رزية منك ، فلا تكوني أدنى امرأة منهن صبراً .


وعانت الزهراء منذ صباها حيث فقدت أُمّها ، وما تلا ذلك من الأحداث القاسية والمصاعب الجمّة التي أشرنا إلى بعضها في الفصل الأول ، وكان من أفدح المصائب التي منيت بها حبيبة المصطفى وسلم هي فقدها لاَبيها ، فهي البنت الوحيدة التي بقيت بعده ، وتحملت مرارة فراقه مع صنوف الاضطهاد والبلوى ، فواجهت ذلك بعزم لا يلين صابرة محتسبة ، ثم كانت أول أهله لحوقاً به .
أمّا على صعيد حياتها الشخصية ، فقد عانت فاطمة صنوف المشاق والأذى وقلّة ذات اليد وجشوبة العيش ، على الرغم من أنّها كانت على مرأى ومسمع من أبيها وسلم وكان بامكانه أن يجعل لها بيتاً مرموقاً وحياة مرفّهة وعيشاً رغيداً ، لكنه وسلم أبى إلاّ أن يكون القائد الرسالي الذي يفضّل سدّ حاجات أهل الصفّة وفقراء المسلمين على أن يعطي ابنته الوحيدة جارية تخدمها أو شيئاً من الحطام الزائل ، وذلك لكي تكون مثالاً كاملاً لشخصه العظيم في الزهد عن الدنيا وتحمل المشاق ورفض الملاذ ، وتكون المرأة النموذج في الإسلام ، تعاني ما يعانين من ألم التنور ومشقة الطحن بالرحى وقمّ البيت وتربية الأولاد وغيرها ، فضلاً عن قيامها بمسؤولياتها العبادية وأدائها لدورها الرسالي في داخل البيت وخارجه باعتبارها سيدة نساء العالمين وقدوتهنّ .
قال أمير المؤمنين : « إنّ فاطمة كانت حاملاً ، فكانت إذا خبزت أصاب حرف التنور بطنها ، فأتت النبي وسلم تسأله خادماً فقال وسلم : لا أعطيك وأدع أهل الصفّة تطوى بطونهم من الجوع . وعلّمها التسبيحات » .
وكان وسلم يحتسب لها في ذلك مزيداً من الفضل والزلفى في الآخرة ، فهو القائل وسلم : « ما لآل محمد وللدنيا فإنّهم خلقوا للآخرة ، وخلقت الدنيا لغيرهم » . وقال وسلم : « إنّ هؤلاء أهل بيتي ولا أُحبُّ أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا » .
ولذلك روي أنّها لما مضت إلى رسول الله وسلم وذكرت حالها ، وسألت الجارية ، بكى رسول الله وسلم فقال : «
يا فاطمة ، والذي بعثني بالحق ، إنّ في المسجد أربعمائة رجل مالهم طعام ولا ثياب ، ولولا خشيتي خصلة لاَعطيتك ما سألت .
يا فاطمة ، إنّي لا أُريد أن ينفكّ عنك أجرك إلى الجارية ، وإنّي أخاف أن يخصمك علي بن أبي طالب يوم القيامة بين يدي الله إذا طلب حقّه منك » ثم علّمها التسبيح . فقال علي : « مضيت تريدين من رسول الله الدنيا ، فأعطانا الله ثواب الآخرة »


إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc