|
نائب المدير العام
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان قضايا الساعة
جعجع والسنيورة وطروحاتهما للاستراتيجية الدفاعية من ما وراء البحار
بتاريخ : 17-Jun-2010 الساعة : 08:54 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جعجع والسنيورة وطروحاتهما للاستراتيجية الدفاعية من ما وراء البحار
فيما يتحلّق أقطاب الحوار حول الطاولة لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية للبنان في مواجهة التهديدات الاسرائيلية، فضّل كل من رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة مقاطعة الحوار والاستعاضة عنه بجولات خارجية بدأها الأول في مصر واستكملها في باريس، فيما توجه الثاني الى برلين. وبدلاً من عرض طروحاتهم على الطاولة للمناقشة، فضّل جعجع والسنيورة اطلاقها من ما وراء البحار، فطرح الأول من باريس نظرية جديدة قديمة لحماية لبنان فحواها "قوة لبنان في ضعفه وفي المجموعة الدولية"، فيما ذهب الثاني للبحث مع وزير الدولة للشؤون الخارجية الالمانية وارنر هويرعن دور أوروبي ضاغط على "اسرائيل" منعاً لتوتير المنطقة.
واذا كانت زيارة جعجع الى باريس شخصية كما قال، فان علامات الاستفهام تثار حول زيارته الرسمية الى مصر، حيث تبرز التساؤلات حول أهداف هذه الزيارة وخلفياتها، خصوصاً أنها أتت متقاطعة من حيث التوقيت مع جملة مناسبات وأحداث ومواقف لم تأت صدفة، فمن جهة جاءت عقب اعلانه عن مقاطعة طاولة الحوار وقبل انعقاد الطاولة بأيام قليلة، ومن جهة أخرى، تزامنت الزيارة مع حلول الذكرى السنوية لمجزرة إهدن التي ذهب ضحيتها الشهيد طوني فرنجية وزوجته وطفلته وعدد من أبناء بلدته، وعقب الذكرى السنوية لاغتيال الشهيد رشيد كرامي. ما يطرح علامات استفهام كثيرة عن الثمن السياسي الذي تقبضه مصر من جعجع مقابل تلميع صورته واخراجه من عزلته، خصوصاً وأن القضاء اللبناني كان حمّله مسؤولية ارتكاب هاتين الجريمتين.
توقيت الزيارة وما أحاطها من حفاوة مصرية لم تراع البرتوكولات الرئاسية المعمول بها عادة لجهة استقبال رئيس دولة لضيف لا يحمل صفة رسمية حالية أو سابقة، تستدعيان التوجس والتساؤل عن الدوافع الحقيقية لهذه الزيارة، وما اذا كان جعجع يحاول جاهداً البحث عن طرف اقليمي داعم لطروحاته بشأن سلاح المقاومة وسوريا بعدما انفرط عقد 14 اذار وبقائه وحيداً، خصوصاً وأن الامور سارت عكس ما تشتهيه سفنه، بضوء التحولات الجنبلاطية والحريرية المتصاعدة تجاه سوريا والمقاومة، ما قد يجعله أسيراً لمواقفه السابقة ويضعه في عزلة سياسية بعدما بات الوحيد الذي يصعّد لهجته تجاه المقاومة وينتقد سوريا، ولعل جعجع يحاول من خلال زيارته الأخيرة تلك اللحاق بركب الأحداث والتطورات التي غيّرت مسار سلوك فريقه السياسي، وجعلته يهرول تجاه سوريا، فيما هو وقف طويلاً مكتوف اليدين متفرجاً يحصي زيارات حلفاء الأمس الى دمشق ولقاءاتهم بالرئيس الأسد، الى أن وصلت الأمور الى منحى باتت فيه سفينة طروحاته السياسية بمجملها مهددة بالغرق، ما جعله يستنجد بـ "القشة" المصرية لانقاذ ما تبقى من حمولة يمكن انقاذها قبل الغرق.
واذا كان لم يعد خافياً على أحد أن لجعجع مواقف لا تأتلف مع سياسة حليفه الرئيس سعد الحريري ولا مع مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان تجاه سوريا والمقاومة، ما يجعله يذهب في أكثر من مناسبة الى انتقاد منهجية إدارة طاولة الحوار لعدم بحثه في سلاح المقاومة مباشرة، فان توقيت الزيارة في فترة ما بين اعلان مقاطعة الحوار وبين انعقادها، يثير علامة استفهام أخرى حول ما اذا كان جعجع يحاول تمرير رسالة للرئيس سليمان فحواها أنه رقم صعب لا يمكن القفز فوقه بسهولة من جهة، وأن مصر تبقى لاعب بارز على طاولة الحوار ولا يجوز انعقادها بدون ممثليها، بل وأبعد من ذلك يجب الحفاظ على قواعدها السياسية في اي لعبة داخلية على الساحة اللبنانية؟؟!.
وفي نفس السياق، فان الاستقالة المفاجئة لأحد صقور المستقبل النائب أحمد فتفت والذي كان أشار خلال انتخابات المنية الضنية بتصريح له الى ما أسماه "تخلي الحلفاء عنا باستثناء القوات اللبنانية"، تطرح تساؤلاً باتجاه آخر ايضاً ، وهو هل يمكن وصف تلك الاستقالة بأنها بمثابة رسالة مصرية للحريري تحاول أن تعبّر له عن انزعاج وعدم الرضى على "الطحشة" الكبيرة تجاه سوريا وحزب الله.
وفي هذا الاطار، تضع مصادر خاصة في حديث لموقع "المنار" الألكتروني زيارة جعجع الى مصر في اطار عملية اعادة تنظيم الفريق الأميركي الصافي والخالص على الساحة اللبنانية وربطه بالمرجعية المصرية، من خلال التفويض الأميركي المعطى للنظام المصري لادارة المجموعة التابعة للادارة الأميركية في لبنان بعدما سحبت هذه الادارة من الفريق السعودي، لا سيما بعد التقارب السعودي السوري الحاصل.
وتلفت المصادر الى أن النائب أحمد فتفت والرئيس السنيورة مرجعيتهم واحدة وهي الرئيس المصري حسني مبارك، متوقعة أن يقوم الأخير باستقبال السنيورة في وقت قريب لا سيما بعد استقباله جعجع، ولافتة في هذا الاطار الى أن هناك مساع لعرقلة اندفاعة الرئيس سعد الحريري باتجاه سوريا، فضلاً عن محاولات جارية لتحضير أوراق تستطيع أن تقول أميركا من خلالها في أي معادلة تجاذب مع سوريا أنه اذا كنتم ستسببون لنا المتاعب نحن قادرون أيضاً على ان نسبب لكم المتاعب عبر جعجع والسنيورة. كما تشير المصادر الى أن مصر لديها مصلحة أمام العزلة التي تعيشها لتقديم صورتها كأنها تملك أوراق تأثير في المنطقة.
وحول توقيت زيارة مصر قبل انعقاد طاولة الحوار، تعتبر المصادر أنها تحوي رسالة للرئيس سليمان تقول أنه كما حزب الله ضرورة لنقاش الاستراتيجية الدفاعية فان جعجع والسنيورة ضرورة أيضاً على طاولة الحوار ومن دونهما لا تقلع هذه الطاولة. فضلاً عن محاولة القول للرئيس أنه انطلاقاً من موقع حرصك عليك ألا تذهب بعيداً وعليك أن تعمل حساب للطرف المصري والأميركي. وهو ما عبّر عنه جعجع أمس من باريس بالقول ان "هناك مودة تامة مع فخامة الرئيس لكن هناك بعض الأمور التي لا يمكن فهمها بالشكل في ما يتعلق ببعض المواقف".
وخلصت المصادر الى أن الزيارة لا تحيد عن اعادة تنظيم الأوراق كي لا يبدو أن الحل الذي يذهب اليه الرئيسان سليمان والحريري يختصر 14 اذار، ومن أجل محاولة القول أنهم لا يزالون موجودون عبر جعجع والسنيورة. معتبرة أن نيو 14 اذار المتمثل بسمير جعجع والسنيورة له مرجعية اقليمية هي مصر وأخرى دولية هي أميركا، ولعل ذلك ما تباهى به جعجع صراحة أمس حينما قال "أنا معزول عن الحلف السوري- الايراني ولكن موجود في أمكنة أخرى خارج هذا الحلف".
من جهته، رأى النائب سليم سلهب أن سمير جعجع بحاجة لمعنويات سياسية لا يستطيع أحد أن يؤمنها له الا حلفاؤه الاقليميين، خصوصاً بعدما رأى ما يحصل داخل فريقه السياسي في 14 أذار من تحوّلات وتبدلات في المواقف. واصفاً توقيت زيارته لمصر بأنه جاء في ظل عدة ظروف وفرت عليه سياسياً بعض العناوين والاحتفالات التي كانت ستضعه في موقع الاحراج، لذا فهو رتّب التوقيت بما يناسبه مع الجمهورية المصرية.
وقال سلهب سنرى الى أي مدى ستستمر مفاعيل هذه الحفاوة التي لقيها جعجع في مصر. معتبراً أنه بالحسابات السياسية فأن خيار رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون كان هو الخيار الصائب فيما فشل الخيار الآخر، مؤكداً أن الخيار الاستراتيجي أضمن للبنان، ومستبعداً أن تكون زيارة جعجع لمصر قد اتت رداً على خيارات عون وزياراته الى دمشق، وواضعاً اياها في خانة ردة الفعل لرفع معنوياته لا سيما بعد الانتخابات البلدية والانتخابات النيابية الفرعية الاخيرة والتي أظهرت أن هناك تغيّرا بالمناخ العام والشعبي يتحول باتجاه الخيار الصائب.
ولدى سؤاله أشار سلهب الى أن جعجع والسنيورة لديهم روزنامة سياسية ملزمون بتنفيذها، لافتاً الى أنهم حتى ولو فشلوا سيكملون المشوار وليس لديهم خيار الا أن يتابعوا خياراتهم، وهذا ما سيوصلهم للانتحار السياسي. مشدداً على أن الأنسب لهم هو اعادة رؤية الخيار الصائب والذي كان الخيار المضاد لخيار "القوات اللبنانية".
الى ذلك، ثمة مفارقة أخرى واخيرة، برزت مؤخراً بعد دخول لازمة جديدة على خطاب جعجع السياسي، لم نكد نسمعها في السابق الا من بوابة وعنوان مطالبة جعجع بـ "نزع السلاح الفلسطيني غير الشرعي"، واللازمة الجديدة والتي تترد كثيراً على لسانه هذه الأيام وهي فلسطين، التي رف قلب جعجع لها فجأة فبدأ يصوغ بشأنها التصورات لرؤية فلسطينية معينة لحل "قضية هذا الشعب المعذب" على حد تعبيره، لكن حتى في تعاطيه مع هذه المسألة الإنسانية فانه تعاطى معها بلغة التاجر الذي يشتري ويبيع المواقف وهو ما برز من تماهيه الكامل في مواقفه وتصريحاته مع مواقف السلطة الفلسطينية ومن خلفها النظام المصري، وهنا يطرح السؤال هل يكبد نفسه جعجع فعلاً عناء صوغ الآراء والمواقف في قضية هامة كفلسطين أم ان المواقف تأتيه معلّبة وجاهزة كموقفه الأخير أمس والذي ربط مسألة رفع الحصار بالتوافق الفلسطيني – الفلسطيني"، وهو موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وموقف النظام المصري حرفياً.
المنار
|
|
|
|
|