اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
الإمام الجواد
نسبه الشريف :
سمّي محمداً وهو بعد في الاَصلاب الشامخات والاَرحام المطهّرات ، أبوه علي الرضا ، وجدّه الكاظم موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن علي السجاد زين العابدين بن الحسين السبط الشهيد ابن علي بن أبي طالب .
نسب وضّاح ، وذريّة طيبة مطهّرة نقيّة . . نعم ، إنّها ( سلسلة الذهب ) باعتراف عشرين ألفاً أو يزيدون من الكتّاب أو النسّاخ ، وطلبة العلم والحديث ورواته في نيسابور ، وعلى رأسهم الحافظان أبو زرعة ، ومحمد ابن أسلم الطوسي .
أمه :
أما أُمّه ، فهي أم ولد اسمها ( سبيكة ) ، نوبيّة . وقيل : سكن المريسية . وقيل أيضاً : إنّ الاِمام الرضا لما اشتراها لاستيلادها أطلق عليها اسم « خيزران » ، وهي من قبيلة مارية القبطية زوج النبي وسلم .
وعلى كلِّ حال . . فقد كانت من الجلال والقدر أن عُدَّت في زمانها أفضل بنات جنسها ، وإليها أشار رسول الله وسلم ، وهو يذكر الاِمام محمداً التقي بقوله : « بأبي ابن خيرة الاِماء ، ابن النوبية الطيبة الفم ، المنتجبة الرحم » .
ويدلُّ على مكانتها وجلالة قدرها أيضاً ، أن الاِمام الكاظم موسى بن جعفر طلب من يزيد بن سليط أن يبلغها منه السلام إن استطاع إلى ذلك سبيلاً ، فقد ورد في الخبر أن الاِمام الكاظم التقاه في طريق مكة وهم يريدون العمرة . فقال له : « إنّي أؤخذ في هذه السنة ، والاَمر إلى ابني عليّ سمي عليّ وعليّ . فأما عليّ الاَول فعلي بن أبي طالب ، وأما علي الآخر فعلي بن الحسين . . يا يزيد فإذا مررت بالموضع ولقيته ، وستلقاه فبشّره أنه سيولد له غلام أمين مأمون مبارك ، وسيعلمك أنك لقيتني فأخبره عند ذلك أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل مارية القبطية جارية رسول الله وسلم ، وإن قدرت أن تبلغها مني السلام ، فافعل ذلك » . والرواية سنوردها بتمامها بعد قليل في موضوع النص على إمامة الجواد .
وفي خبر آخر أورده المحدِّث الشيخ حسين بن عبدالوهاب في « عيونالمعجزات » بسند ذكره ، عن كلثم بن عمران ، قال : قلت للرضا : ادع الله أن يرزقك ولداً . فقال : « إنّما أُرزق ولداً واحداً وهو يرثني » . فلما ولد أبو جعفر قال الرضا لاَصحابه : « قد ولد لي شبيه موسى بن عمران ، فالق البحار ، وشبيه عيسى بن مريم ، تقدّست أُمٌّ ولدته ، قد خُلقت طاهرة مطهّرة » .
كنيته
وكُنّي بأبي جعفر من يوم مولده ، وما كان الاِمام الرضا يدعوه إلاّ بها ، وهي الكنية المشهور بها ، ثم عرّفه الرواة والمحدِّثون بالثاني لتمييزه عن الاِمام أبي جعفر الباقر . ويكنّى أيضاً بأبي عليّ ، ولا يُعرف بها .
حليته :
كان شديد الاَُدْمَه ، ضاوي الجسم قصيره ، قطُّ الشعر مثل حلك الغراب ، وطبيعي جداً أن يكون الاِمام أبو جعفر ـ وهو من بين أب حجازي وأمّ نوبية ـ حائل اللون ، ولا ريب في ذلك ، هذا وإن كان الاِمام الجواد حائل اللون إلاّ أنّه :
مشتقة مـن رسول الله نبعتُهُ * طابت مغارسُهُ والخيمُ والشِّيمُ
وأما ما انفرد به ابن الصباغ من أن صفته أبيض معتدل ، ووافقه بعض من كتب في سيرة الاِمام الجواد ، ورجّح قوله ، استثقالاً منه أن يقول بسمرة الاِمام ، فهو خلاف المشهور من صفته .
ألقابه الشريفة :
تميّز إمامنا الجواد بألقاب عديدة من أخصّها به قديماً لقب ( التقي ) ثمّ بعد ذلك ( الجواد ) قال ابن شهر آشوب:
فديت إمامي أبا جعفر * جواداً يلقّب بـالتاسعِ
وبين هذين اللقبين عدّدوا له ألقاباً اُخرى منها : المنتجب والمرتضى والزكي والقانع والرضي والمتوكل وغيرها .
أولاده : ذكر الشيخ المفيد رحمه الله أن الجواد ( خلّف بعده من الولد عليّاً ابنه الإمام من بعده ، وموسى ، وفاطمة ، وأُمامة ابنتيه ، ولم يخلّف ذكراً غير من سمّيناه ) .
ونقل ابن شهرآشوب عن الشيخ الصدوق إنهنَّ : حكيمة وخديجة وأم كلثوم . وزاد عليهن السيد ضامن بن شدقم في ( تحفة الاَزهار ) : فاطمة .
وفي ( الشجرة الطيبة ) للمدرس الرضوي المشهدي أن بنات الاِمام الجواد : زينب ، وأم محمد ، وميمونة ، وخديجة ، وحكيمة ، وأم كلثوم . وقال آخر : ولد الجواد عليّاً ، وموسى ، والحسن ، وحكيمة ، وبريهة ، وأُمامة ، وفاطمة .
إذن ، المشهور أنّ للاِمام الجواد ابنة يقال لها ( حكيمة ) كانت جليلة القدر ، رفيعة المقام ، عالية الشأن . أوكل إليها أخوها الاِمام الهادي جاريته ( نرجس ) كي تعلمها معالم الدين ، وأحكام الشريعة ، وتؤدّبها بالآداب الاِلهية .
وزوّج الاِمام الهادي نرجس من ولده الاِمام العسكري فانجبت له الاِمام المهدي وقامت حكيمة بمهمّة القابلة لاُمّه ليلة ولادته ، وصرّحت بمشاهدة الاِمام المهدي بعد مولده .
وكان لحكيمة دور مهم بعد استشهاد الاِمام الحسن العسكري ، حيث كانت تقوم بدور السفارة بين الشيعة وبين الاِمام محمد المهدي في غيبته الصغرى ، فكانت تقوم باستلام الكتب والمسائل وتوصلها إلى الاِمام ثم تستلم منه توقيعاته الشريفة وتوصلها إلى الناس .
أضف إلى ذلك أنّها تروي حرز الاِمام الجواد ، وقد توفيت هذه السيدة الجليلة في مدينة سامراء ، ودفنت عند رجلي الاِمامين العسكريين عليهما السلام ، وقبرها مشهور معروف .
وغريب من مثل الشيخ المفيد أن يفوته التعرض لذكر اسمها ضمن تعداده لاَبناء الاِمام أبي جعفر الجواد ، مع أنّه ـ عليه الرحمة ـ ذكرها في « الاِرشاد » في ثاني خبر له في باب ذكر من رأى الاِمام الثاني عشر ، فقال : أخبرني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ـ وهو الكليني ـ ، عن محمد بن يحيى ، عن الحسين بن رزق الله ، قال : حدثني موسى بن محمد ابن القاسم ابن حمزة بن موسى بن جعفر ، قال : حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي ـ وهي عمة الحسن ـ أنّها رأت القائم ليلة مولده وبعد ذلك .
وأما ولده موسى المعروف بالمبرقع ، وإليه ينتهي نسب السادة الرضويين ، فقد عاش في المدينة ، وبعد شهادة أبيه انتقل إلى الكوفة فسكنها مدة ، ثم هاجر إلى قم فوردها سنة ( 256 هـ ) قاصداً استيطانها ، فكان أول سيد رضوي تطأ أقدامه هذه المدينة ، وكان من أهل الحديث والدراية . توفي في ربيع الآخر سنة ( 296 هـ ) ودفن في بيته .