|
عضو مميز
|
|
|
|
الدولة : العـــــــــــــراق
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها">
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
فاطمــــــة صلوات الله عليها ســرُّ الله تعالى
بتاريخ : 02-Aug-2010 الساعة : 01:02 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
يمكن لي الاقتراب من حقيقة السر الذي جعله الله لأمنا فاطمة صلوات الله عليها ، من خلال التأمل فيما يحضرني منَ النصوص المباركة( قرآنية وحديثية) ، وهي لا شك قطعية الصدور .
1ـ جاء في قوله تعالى في الآية السادسة من سورة الأحزاب:[ النَّبيُّ أولى بالمؤمنينَ من أنفسهِم وأزواجُهُ أمهاتُهُم] وفيها نجد أن المؤمنين( وهم غير الذين آمنوا) أولى لهم أنْ ينقادوا لهذا النّبي صلى الله عليه وآله من أن ينقادوا لهوى أنفسهم باعتبار أن هذا النبي :( لَقَد كان لكم في رسول اللهِ أسوةٌ حسنة لمن كان يرجو اللهَ واليوم الآخر وذكر اللهُ كثيراً) الأحزاب / 21 . ثم قوله تعالى :( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم) الأنفال/ 24 ، فكان من باب الأولى أن يجري ذلك على المؤمنين من بعد التصاقه بالذين آمنوا . هذا من جهة ،ومن الجهة أخرى فأنْ الآية موضوعة البحث أثبت أمومة أزواج النبي صلى الله عليه وآله للمؤمنين .ولمّا كانت أمّنا الزهراء صلوات الله عليها هي(أمُّ أبيها) ، فهي سلام الله عليها ، من هذه الناحية،أولى بالمؤمنين من أنفسهم . على اعتبار استقامة تصور معنى الأصل من مقام الأمومة هذا . أي لمّا كان النبي صلى الله عليه وآله أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأنّ فاطمة صلوات الله عليها أم أبيها ، فلابد من أنها صلوات الله عليها أولى بالمؤمنين من أنفسهم . هذا من جانب ، ومن الجانب الآخر أن أمومة أزواج النبي صلى الله عليه وآله للمؤمنين هي غير أمومة فاطمة صلوات الله عليها للنبي صلى الله عليه وآله ، بلحاظ أن قيد الأمومة الثانية مقيّد بحرمة النكاح لهنَّ من بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله ، في حين أنّ الأمومة الأولى جاءت مطلقة من غير قيد .
2ـ ورد في بعض الأحاديث الشريفة أن مَن يمشي خلف جنازتها ، روحي فداها وأمي وأبي، لا يدخل النار ،وهذا سرٌ من الأسرار الكونية التي خُصّت بها وحدها ، وكرامة إلهيه لم تُعطَ لأحدٍ من الأولين ولا لأحد من الآخـِرين .
3ـ كونها صلوات الله عليها مـُحَدَّثة ومُحَدِّثــَة . أمّا كونها مـُحّــدَّثـَة من لدن ملائكة الله ، فإنَّ القرآن العظيم شَهـِد لها بذلك ، حينما أورد واقعة حديثهم(عليهم السلام) للصديقة الطاهرة مريم صلوات الله عليها ، كما جاء في سورة مريم ( الآيات من 16 ـ 21) : واذكر ـ والخطاب لنبينا ـ في الكتاب مريم إذِ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً* فاتَّخذَت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً* قالت إني أعوذ ُ بالرحمن منك إنْ كنتَ تقياً* قال إنما أنا رسولُ ربّكِ لأهَبَ لكِ غـُلاماً زكيّاً* قالت أنـّى يكون لي غلامٌ ولم يمسسني بشرٌ ولم أكُ بغياً* قال كذلك قال ربُّكِ هو عليَّ هيّنٌ) . فلما كانت أمّنا فاطمة صلوات الله عليها أم أبيها ، هي سيدة نساء العالمين ، وأنّ اللهُ يرضى لرضاها ،ويغضب لغضبها ، وأنّ الله فطم ذريتها وشيعتها من النار ،وأنها، وأنها، فهي بلا شك أكرم عند ربّها سبحانه وتعالى من مريم صلوات الله عليها ، فإذا كانت الملائكة تحدّثها ، فما المانع أن تُحدَّث أمي فاطمة بأكثر ممّا عرضته سورة مريم صلوات الله عليها؟ وهذا سرٌ عظيم أجهد الأمويون أنفسهم ، وما زالوا، في إخفائه وطمسه من خلال إشغال الأمّة بشيء أسموه (علوم القرآن) من نحو وصرف وبلاغة وبديع ولغة وأسباب النزول والمكي والمدني، وما إلى ذلك ،وهي في واقع الحال تخلو من أية روح حملتها الآيات الشريفات، فغدت أقفالاً لم تسهم في كشف الحقائق أمام أنظار الأمة، فهذه المكتبة الإسلامية مشحونة ،ومنذ قرون بمئات (الدورات التفسيرية) التي اعتمد أغلب كاتبيها على تلك العلوم التي لم تسهم في كشف الحقائق الجوهرية؛بل أنَّ ( الدراسات القرآنية) طبقاً لهذه العلوم جعلت من القرآن كتاباً تراثياً من تراث العرب ،وحاله في هذه حال المعلقات السبع ، فاعتمدت هذه الدراسات منهج النقد الأدبي للنصوص العربية الراقية، والذي يحز بالنفس أن جامعات المسلمين جعلوا من هذه العلوم مفتاحاً أوحداً لفهم كتاب الله ؛بل نصب القائمون على هذه الجامعات أنفسهم قُوّاماً على الأمّة في قبال الفقهاء الأمناء العدول ،ووضعوا لطمس الحقائق عنواناً حكومياً أسموه الغلو ،فصدَّق بهم المغفلون !
وأمّا أنها صلوات الله عليها كانت مُحـَّــدِّثـَة ، فقد عرفنا أنها صلوات الله عليها كانت تـُحَدِّث أمَّها صلوات الله عليها،وهي في بطنها ، بعد أن هجرتها نساء قومها القرشيات ،والأخبار في هذا مستفيضة في مصادر المسلمين .
4ـ حديث أئمتنا ـ صلوات الله عليهم ـ من أنَّ أنّهم حجج الله على الخلق وأمهم فاطمة حجّة الله عليهم قد تكون نابعة من حقيقة أن مولاتنا فاطمة صلوات الله عليها أول داخل تحت الكساء اليماني بعد رسول الله صلى الله عليه وآله . وقبل أصحاب الكساء الباقين عليٌّ والحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
ختاماً ، أعتذر للأخوة والأخوات من عدم استقصائي لمصادر الحديث في هذا المقال لعدة أسباب ،يكون على رأسها ضيق الوقت ، فكانت هذه الديباجة الخام، خارجة على المنهج الأكاديمي المعروف ، وأملي بالأعزاء كبيراً بإغنائها بقائمة لمصادر الحديث ، إنْ وجدوا حاجة لذلك . ولو وجدتُ له وقتاً ، فلسوف أعيد نشرها مرّة أخرى ،والله المسدد للصواب .
|
آخر تعديل بواسطة كاظم الحسيني الذبحاوي ، 02-Aug-2010 الساعة 01:07 PM.
سبب آخر: إضافة حرف واحد
|
|
|
|
|