حاجة العصر إلى زينب (عليها السلام) والنموذج الزينبي - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء ع مشاركات 0 الزيارات 1467 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء ع
مشرف سابق
رقم العضوية : 1088
الإنتساب : May 2008
الدولة : جوار عقيلة بني هاشم (ع)
المشاركات : 631
بمعدل : 0.10 يوميا
النقاط : 229
المستوى : خادم الزهراء ع is on a distinguished road

خادم الزهراء ع غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء ع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي حاجة العصر إلى زينب (عليها السلام) والنموذج الزينبي
قديم بتاريخ : 21-Aug-2010 الساعة : 03:16 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حاجة العصر إلى زينب () والنموذج الزينبي

لم تصنع رسالة الإسلام، رجالاً نبهاء فحسب.. بل لقد صنعت على هذا الدرب الطويل من الدعوة والكفاح، نساءً يقلذ لهنّ في دنيا النساء نظير.
ولا عجب إن كان صرح الإسلام الكبير قام على جهد الرجل - سيف علي -، وجهد المرأة - مال خديجة -؛ فإن مسيرة الإسلام تأبى إلا أن تستند خلال زحفها المجيد إلى هذه الاكتاف المنزهة، حتى تخوض معركة التصحيح؛ في يوم كان عند العالمين مشهودا، وهو ثورة الحسين (). وليس غريباً أن يصبح هذا نوعاً من الاستبدال التاريحي؛ حيث تتوزع الأدوار على إيقاع معنى واحد تحمله هذه السلالة الطيبة.. فعليٌ هو أبو الحسين، وخديجة الكبرى هي جدة زينب! وما كان لكربلاء أن تتحول إلى رسالة خالدة في الضمير المسلم.. وما كان لهذه التراجيديا المؤلمة أن تتشكل خريطتها النفسية والآيدولوجية في النفوس؛ لولا ذلك الدور الذي أدته زينب على أحسن وجه.
كيف يمكن لامرأة في ذلك العصر الذي اشتهر بعزلة النساء وابتعادهنّ عن حركة المجتمع، ان تنهض بمثل هذا العبئ الرسالي؟ وكيف تستطيع هذه الأنثى التي خلقت للغنج والدلال، ان تتحوّل إلى أمّ للثوار ومرضعة للأجيال الحسينية المتدفقة على طريق الخلاص؟!
لاشك أن هناك سرّ ما في تلك المرأة التي كانت تملك عزيمة الفرسان، وشكيمة الصناديد. إنها المرأة الحية؛ اليقضة؛ التي أبانت عن عزمها وصلابتها لحظة بدأ الطغيان يستعد لمنازلة الأمة واهدار كرامتها.. لقد أعانت زينب حقاً؛ لهذه الأمة الإحساس بكرامتها، فيما كانت فلول الرجال تبيعها مقابل بضع تمرات من دنيا يزيد، تخفق أمام خسّتها الحقارة.
لقد طالعتنا أمثلة ونماذج عن نساء بلغن مراتب عليا في مدارج المجد.. فرأينا منهنّ المؤمنات اللائي امتنعن عن السير في درب الطغيان والجبروت، التي أشار إليها القرآن الكريم: (وَضَربَ اللهُ مثلاً للذينَ آمنُوا امرأة فرعونَ إذ قالت ربِّ ابني لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين)[ سورة التحريم: الآية 11].
كما عجّت كتب التراث الإسلامي والإنساني بأمثلة عن نساء ماكن شعوباً وأقواماً، وسلكن طريقاً للسّؤدد والرنوّ.. لكننا؛ قلّ أن نعثر على مثال واحد للمرأة المناضلة التي تحمل رسالة وتستخرجها من تحت الرميم، لتبعث فيها الحياة مجددا؛ فإذا بها صيحة تغيير أو مسيرة تصحيح.. إنه نموذج فريد لامرأة ثائرة.. لا بل قائدة ثورة!
إنّ فضاء هذه الشخصية من الرحابة بحيث لا يسمح بحصره في كلمات معدودات. وكيف يمكننا ذلك إزاء شخصية تعدّدت أبعادها وساهم في تشكيلها عدد من العظماء والأفذاذ وعباقرة النوع.. إنها أخت أكبر ثائر في تاريخ البشر.. وابنة عبقري لم يفر غيره فرية.. وابنة إمرأة هي خير نساء العالمين طراً، وحفيدة رسول الإنسانية قاطبة! إنها المرأة التي انطوت على هذه الدرر الماسيّة الوهاجة، وثمرة لهذه البذور الطيبة السماوية.. إنها زينب، زمرّدة بني هاشم، والقلب الوحيد الذي حافظ على نبضة في زمن رديء.. حيث انتشر الوباء، ومرضت وتمارضت القلوب!
وأمام هذه الشخصية التاريخية البارزة، والنموذج الفريد في دنيا النساء، لا نجد أسلوباً أنجع في وصف سيدتنا زينب () سوى بأن نزجّ بعصرنا كله في فضاء هذه الشخصية، عسانا نستمدّ من خبرتها الرسالية نوراً نستضيء به في حياتنا المعاصرة، حيث باتت الحاجة ملحّة لإعادة الضمير الزينبي المفقود للمرأة المسلمة المعاصرة.
والسؤال الذي يلحّ في الطرح: كيف نجعل من زينب () معاصرة لنا؟
إن المجتمع المعاصر، وهو يخوض تحدّيات الإنماء والتحديث، لا يجد أمامه من سبيل غير أن يمسخ نسائه ويحوّلهن إلى صلال تنفث سمّاً زعافا.. فيبدأ بفك زنّار الفضيلة من خصرها، ليزجّ بها، كشيء من الجنون، في معركة واسعة وحامية الوطيس ضد القيم والالتزام.. فإذا بالدنيا قد تميّع فيها كل أمر جاد، وابتذل فيها كلّ شيء جميل، وتعهّر فيها كل كائن فاضل.. حيث لم يعد العالم الذي يستوحي تصوراته من إبليس، يفهم نمواً وتقدماً سوى عبر مزيد من التعهّر والمسخ الممنهج، وتفريغ الكيان الاجتماعي من كل روحانيته ومعنوياته وضميره.. ليوقفنا أمام حالة اجتماعية شاردة، تائهة.. فاقدة لأخصّ خصائص إنسانيتها!
لم يعد أمام المرأة العربية المعاصرة، أي نموذج - قدوة -، تعين برفعها إلى حيث رقيها المنشود وإنسانيتها وكرامتها. لم يعد أمامها سوى نموذج رديء، أفرزته مدنية القرن العشرين، وهي مدنية رأسمالية إباحية داعرة متعفنة، وإن بدت عملاقة في عمرانها المنخور وانجازاتها المادية المتآكلة. لقد دخلوا إلى قلب المرأة من مداخل عدة، سلكوا في ذلك مسلك إبليس، وعزفوا لها على أكثر من وتر حساس.. مرة باسم الحرية والتحرر.. وأخرى بتشجيع العري والموضة.. وثالثة بالتحريض على مبدأ اللذة الكلبية الدنيئة بالحياة ومتعها.. إنها كلها إغراءات مفقودة، وجديرة بأن تستميل قلب المرأة التي لم ترث في بيئاتنا غير الجهل والقمع والاضطهاد.. ذلك أنّ ثقافاتنا كانت تفتقد للنموذج. وهناك إرادة تاريخية كانت توجّه ثقافتنا وتعمل على طمس هذه النماذج الحضارية، وتكرّس ذلك النسيان، حرصاً منها على مواقعها وامتيازاتها. أمام هذه الأمواج المتدفقة، فساداً وعهراً وانحطاطاً.. أمام هذه الإنسانية المفقودة والشرف المنتهك.. ليس أمامنا إلاّ نموذج زينب، رمز المرأة العملاقة، المسؤولة، الثائرة..!
لكم كان لحظة نهوض زينب ()، من نساء مغلوب على أمرهنّ حبيسات البيوت، وأسيرات نمط من الحياة، لايسمح لهنّ برأي أو أيّ شكل من الانخراط في مسؤولية المجتمع.. لقد كانت زينب () نموذج المرأة القدوة في جيلها وكلّ الأجيال اللاحقة.. وإن الحاجة إلى هذا النموذج تكثفت في هذا العصر، حيث نواجه حالة من الردّة التي أصابت المرأة العربية والمسلمة، وجعلتها ضحيّة ولعبة الرجال، حينما كفروا وضلوا! فزينب () تعاصرنا من خلال أبعاد شخصيتها النوعية التي من أهمها بعدها الإنساني. إنهم كثيراً ما يعيبون على مواقفنا من المرأة.. لكأنما الإسلام، هو سليل تلك الجاهلية الجهلاء، حينما كانت تسلب المرأة كامل حقوقها، وتجعلها متاعاً يورث ودولة بين رجال قومها..
ويتناسون أنّ رسالة الإسلام جاءت لتوقف هذه العنجهيّة الجاهلية، ليعيد الكرامة إلى هذه المرأة وتنهض بها باتجاه إنسانيتها أو كما نطق أبوها (): (النساء شقائق الرجال).. ويتناسون أيضاً أن مصدر التصور الإسلامي وواقعه التنفيذي يجب أن يؤخذ من هذا البيت النبوي، وليس من هذا القطيع الشارد الذي لم يقطع حبله السري بأنماط الحياة الجاهلية.. إننا أمام زينب () نموذج المرأة المسلمة كما أرادها الإسلام، وكما جعلها حجّة حيّة، نابضة بالحياة أمام أجيال المسلمين. كما أرادها الإسلام، وكما جعلها حجّة حية، نابضة بالحياة أمام أجيال المسلمين. وهكذا فحينما نريد أن نتعرف على المرأة المسلمة النموذجية كما دعا إليها الإسلام، نقرأ في شخصية زينب ()!
لقد قدمت زينب () خلال هذا المشهد التراجيدي الكربلائي، مثالاً حياً عن الإنسانية الساكنة في أعماق امرأة رسالية، تنظر بعين الله وتناضل من أجل رسالته. وقد مثلت جانب المرأة التي يأوي إليها الفرسان من ذوي القربى، فإذا بها تزوّدهم بكل المعنويات وتمدّهم بعناصر القوة والصبر والاستماتة..
لقد قدّم الحسين () دمه الطاهر.. وإنّ مشهداً إنسانياً مفجعاً كهذا، لا يمكن أن يجيد حمله وتبليغه إلاّ امرأة.. لقد أضفت زينب مسحة إنسانية على هذه الثورة.. فكانت خير حاضن ومبلغ لها.
أما البعد الآخر، الذي تميّزت بها هذه الشخصية هو بعدها الرسالي القيادي.. فهي المرأة التي نهضت بالعبئ كله، وتحمّلت مسؤولية الكفاح لوحدها. لعل الإسلام بعد معركة كربلاء، كان قد أوشك قاب قوسين أو أدنى، على التراجع لولا أن زينب () تحملت هذه الأمانة الربانية برباطة جأش وقوة شكيمة، ليعود الإسلام مرة أخرى منتصراً على أكتاف زينب () مثل ما عاد منتصراً على أكتاف أبيها يوم الخندق.
وربما تسائل البعض عن الجدة في عرض كهذا؟ غير أننا حينما ننطلق في رؤيتنا وتصورنا للأشياء، من تراثنا الغني ونماذجنا الكبرى، لايستهوينا ولا يبهرنا ذلك العرض المزيّف المخاتل، لنماذج من المسؤولية عند المرأة المعاصرة.. إننا حتى في أرقى المجتمعات المتحرّرة والمتقدمة، لا نعثر على نموذج المرأة القيادية المثالية.. إننا ربما نصادف نوعا من الديكور النسائي كجزء من نغمة شاردة على إيقاع نشازي للرأسمالية الجشعة والليبرالية المتفسّخة والمخادعة.. أما المرأة القيادية التي لا تفهم العبقرية والعظمة من خلال هتك حدود أنوثتها، والتصرف في خصائصها.. فإننا لم نعثر عليها إلا في كربلاء، حيث تنطلق زينب () بقلب المرأة الفطرية في صفائها ووهجها الزمرّدي لترقى أسباب المجد والعظمة، وتكتب بإخلاصها وإيمانها دستوراً لعظمة الأنثى لا بل للرجال أيضاً!
وفي ضوء هذا التردِّي الذي تشهده المرأة المعاصرة في مجتمعاتنا.. وفي إطار هذه الردّة النسائية والضياع القيمي من حياة شعوبنا.. فإننا نجد أنفسنا يوماً بعد يوم، في حاجة إلى الثقافة الزينبية، التي تكون بديلنا عن كل تلك النماذج المستوردة من وراء البحار.. فلنخرج تراث زينب () دفائنها وكنوزها إلى الوجود، ولننفض عن عبائتها غبار التاريخ وكلّ ما أخرقه تعاقب الأحداث، لنبقي على زينب - النموذج - وكل زينب، نموذج!
لنجعلها حية نابضة كقلب كبير، ونواجه بها نموذج الأبالسة ومكرهم الذي قد تزول منه جبال القيم.. عسانا ننسخ هذا المسخ وهذا الضياع، باستقامة زينب وعبقريتها.

وصلى الله على محمد وآل محمد


توقيع خادم الزهراء ع

لوسألوني في يوم الحساب
بم أفنيت عمرك في الشباب
بدون تردد هذا جـــــوابي
أنا وجميع من فوق التراب
فداء تراب نعل أبي تراب
يااااااااا علي



إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc