بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
عن أبي نعيم محمّد بن أحمد الأنصاريّ قال: وجّه قومٌ من المفوِّضة والمقصّرة كاملَ بن إبراهيم المدنيّ إلى أبي محمّد الحسن العسكري صلوات الله عليه وسلامه، قال كامل: فقلت في نفسي أسأله عن قوله: " لا يَدخلُ الجنّة إلاّ مَن عَرفَ معرفتي، وقال بمقالتي ".
قال: فلمّا دخلتُ على سيّدي أبي محمّد عليه السّلام نظرتُ إلى ثيابٍ بياض ناعمة عليه، فقلت في نفسي: وليُّ الله وحجّته يلبس النّاعمَ مِن الثّياب ويأمرنا بمواساة الإخوان وينهانا عن لبس مِثله.. فقال متبسّماً: يا كامل.. وحَسَر عن ذراعَيه، فإذا مِسْحٌ أسودُ خَشِنٌ على جلده، فقال: هذا لله، وهذا لكم.
فسلّمتّ وجلست إلى بابٍ عليه ستر مُرخى، فجاءت الرّيح فكشف تطرفه، فإذا أنا بفتىً كأنه فِلْقةُ قمرٍ مِن أبناء أربع سنين أو مثلها...
فقال لي: ياكامل بن إبراهيم! فاقشعررتُ من ذلك، وأُلهمتُ أن قلت: لبّيك يا سيّدي، فقال: جئتَ إلى وليّ الله وحجّته وبابه تسأله: هل يدخل الجنّةَ مَن عرف معرفتَك وقال بمقالتك؟!
فقلت: إي والله.. فقال: إذن ـ واللهِ ـ يَقلُّ داخلُها، واللهِ إنه لَيدخلها قوم يُقال لهم «الحقّيّة».
قلت: يا سيّدي، ومَن هم؟ قال: قوم مِن حبِّهم لعليٍّ يحلفون بحقّه، ولا يدرونَ ما حقُّه وفضله! إنهم قوم يعرفون ما تجب عليهم معرفته جملةً ﻻ تفصيلاً، من معرفة الله ورسوله والأئمة ونحوها.
ثمّ سكت صلوات الله عليه عنّي ساعة.. ثمّ قال: جئتَ تسأله عن مقالة المفوّضة، كذبوا، بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله، فإذا شاء شئنا، واللهُ يقول (( وما تشاؤونَ إلاّ أن يشاء الله )) سورة التّكوير:29
ثمّ رجع السّتر إلى حالته فلم استطع كشفه، فنظر إليَّ أبو محمّد عليه السّلام متبسّماً فقال: يا كامل، ما جُلوسُكَ وقد أنبأك بحاجتك الحجّةُ من بعدي.
اللهم نسألك بحق مولانا علي امير المؤمنين ان تصلي على محمد وآل محمد وأن تعجل في فرج مولانا الحجة بن الحسن
صاحب العصر والزمان وأن تفرج عنا وعن جميع المؤمنين والمؤمنات فرجاً عاجلاً قريباً..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسألكم الدعاء