اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ليس العيد لمن لبس الجديد ولكن لمن تذكر يوم الوعيد
أيها المسلم المستبشر بالعيد: لا شك أن تستعد أو قد استعددت للعيد أياً كنت أوأماً أوشاباً، أو فتاة، ولا ريب أنك قد أخذت أهبتك لكل ما يستلزمه العيد من لباس،وطعام ونحوه؛ فأضف إلى ذلك استعداداً تنال به شُكوراً، وتزداد به صحيفتك نوراً،استعداداً هو أكرم عند الله، وأجدر في نظر الأُخوَّة والمروءة.
ألا وهو استعدادك للتفريج عن كربة من حولك من البؤساء، والمعدمين، من جيران، أوأقربين أو نحوهم؛ فتِّشعن هؤلاء، وسَل عن حاجاتهم، وبادر في إدخال السرور إلى
قلوبهم.
وإن لم يُسعِدك المال فلا أقل من أن يسعدك المقالُ بالكلمة الطيبة، والابتسامةالحانية، والخفقة الطاهرة.
وتذكّر صببيحة العيد، وأنت تقبل على والديك، وتأنس بزوجك، وإخوانك وأولادك،وأحبابك، وأقربائك، فيجتمع الشمل على الطعام اللذيذ، والشراب الطيب، تذكَّر يتامى لا يجدون في تلك الصبيحة حنان الأب، وأيامى قد فقدن ابتسامة الزوج، وآباءً وأمهاتٍ حُرموا أولادهم، وجموعاً كثيرة من إخوانك شردهم الطغيان، ومزقهم كل ممزق؛ فإذا هم بالعيد يشرقون بالدمع، ويكتوون بالنار، ويفقدون طعم الراحة والاستقرار.
وتذكّر في العيد وأنت تأوى إلى ظلك الظليل، ومنزلك الواسع، وفراشك الوثير تذكَّرإخواناً لك يفترشون الغبراء، ويلتحفون الخضراء، ويتضورون في العراء.
واستحضر أنك حين تأسو جراحهم، وتسعى لسدِّ حاجتهم أنك إنما تسد حاجتك، وتأسوجراحك وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ[التوبة:71]،وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ[البقرة:272]، ومَنْعَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ[فصلت:46]، و{من نفّس عن مؤمنٍ كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون ا لعبد ما. كان العبد في عون أخيها} او{من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم} او{مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر}.
بارك الله للمسلمين عيدهم، ومكّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم.