|
عضو
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
منتظرة المهدي
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
بتاريخ : 01-Oct-2010 الساعة : 03:56 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم .
إثارات حول حديث الثقلين
الإثارة الأولى: النصّ الوارد بلفظ «سنّتي» أوثق من لفظ «عترتي»
المناقشة:
أوّلاً: إنّ النصّ الوارد بلفظ «سنّتي» هو خبر آحاد، إذ رواه عدد من علماء السنّة بأسانيد ضعيفة وبعضها مرسلة، ومجموع الروايات الواردة بهذه الصيغة هي:
• الرواية الأولى: رواية مالك بن أنس في «الموطأ»: أنه بلغه أن رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم قال: «تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما مسكتم بهما: كتاب الله وسنّة نبيه .
ويكفي في ضعف هذه الرواية أنّها مرفوعة، ولم يذكر الكتاب رواتها، ممّا يدلّ على عدم اطمئنان صاحبها إليها ولسانها «عن مالك أنّه بلغه أنّ رسول الله...» لعلّ الموطأ هو أقدم مصادرها في كتب الحديث، كما أنّ ابن هشام هو أقدم رواتها في كتب السِّير فيما يبدو. وما عدا هذين الكتابين، فقد ذكرها ابن حجر في صواعقه مرسلة، وذكرها الطبراني فيما حكي عنه.
• الرواية الثانية: رواية أنس بن مالك الثانية، عن أحمد بن سعيد، قال حدّثنا عبد الواحد، قال حدّثنا هشام عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم: «لقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا، كتاب الله وسنّة نبيّه».
ومن الواضح أنّها ضعيفة بيزيد الرقاشي.
قال أبو طالب: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا يكتب حديث يزيد الرقاشي. قلت له: فلِمَ تُرك حديثه؟ لهوى كان فيه؟ قال: لا، ولكن كان منكر الحديث.
وقال أبو جعفر العقيلي عن أبي يحيى زكريا بن يحيى الحلواني، سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: سمعت شعبة يقول: لأن أزني أحبّ إليَّ من أن أروي عن يزيد الرقاشي.
وقد ضعّفه كلّ من ابن معين والدارقطني، وقال النسائي والحاكم: متروك الحديث، وقال ابن حبان: «ويزيد ليس بشيء في الحديث».
• الرواية الثالثة، رواية عبد الله بن أبي نجيح، على ما أخرجه الطبري في تاريخه قال: «حدّثنا ابن حميد، قال: حدّثنا سلمة عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، قال: ثمّ مضى رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم على حجّه، فأرى الناس مناسكهم وأعلمهم سنن حجّهم، وخطب الناس خطبته التي بيَّن للناس فيها ما بيّن، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أيّها الناس اسمعوا قولي، فإنّي قد بلّغت وتركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلّوا أبداً، كتاب الله وسنّة نبيّه».
الرواية ضعيفة بعبد الله بن أبي نجيح، ضعّفه ابن حجر حيث قال: «عبد الله بن أبي نجيح المكّي المفسّر، أكثر عن مجاهد وكان يدلّس عنه».
• الرواية الرابعة: رواية أبي هريرة، قال الحاكم في مستدركه: «أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ محمّد بن عيسى بن السكن الواسطي، حدّثنا داود بن عمرو الضبي، حدّثنا صالح بن موسى الطلحي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إنّي قد تركت فيكم شيئين لن تضلّوا بعدهما: كتاب الله وسنّتي، ولن يتفرّقا حتّى يردا عليَّ الحوض».
والرواية ضعيفة بصالح بن موسى.
قال عبد الرحمان بن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث. منكر الحديث جدّاً، كثير المناكير عن الثقات»، وعن يحيى بن معين: «ليس بشيء ولا يكتب حديثه، ليس بثقة». وقال النسائي: «لا يكتب حديثه، ضعيف».
• الرواية الخامسة، رواية عبد الله بن عوف. رواها ابن عبد البر في التمهيد قال: «... حدّثنا الحنيني عن كثير بن عبد بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم: «تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما، كتاب الله وسنّة نبيّه صلّى الله عليه وآله».
وهي ضعيفة بكثير بن عبد الله.
قال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: «منكر الحديث، ليس بشيء».
وعن محمّد بن الوزير المصري قال: سمعت الشافعي، وذكر كثير بن عبد بن عمرو بن عوف فقال: ذاك أحد الكذّابين أو أحد أركان الكذب». وقال النسائي والدارقطني: «متروك الحديث». وقال أبو حاتم بن حبان: روى عن أبيه عن جدّه نسخة موضوعة لا يحلّ ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلاّ على وجه التعجّب».
ممّا تقدّم يتّضح أنّ النصوص الواردة بلفظ «سنّتي» ضعيفة أو مرسلة. وعلى هذا فلا تكون رواية «وسنّتي» حجّة، لاسيما في المسائل العقائديّة التي لا يكفي فيها الخبر الصحيح فضلاً عن الضعيف.
ثانياً: لو سلّمنا صحّة الرواية، إلاّ أنّها لا تتخطّى كونها أخبار آحاد، ومن الواضح أنّ الخبر الواحد ـ ولو كان صحيحاً ـ يسقط عن الاعتبار فيما لو عارضه خبر قطعيّ، وقد تقدّم أنّ حديث التمسّك بالثقلين متواتر في جميع طبقاته، والكتب التي حفلت بالنصّ الذي ورد فيه «وعترتي» أكثر من أن تُحصى، وطرقه إلى الصحابة كثيرة، ورواته منهم كثيرون جدّاً، وفي رواياته عدّة روايات هي في أعلى درجات الصحّة كما شهد بذلك جمع من أعلام المدرستين.
ثالثاً: إنّ رواية «وسنّتي» لو صحّت لا تعارض رواية «وعترتي» وذلك لإمكان الجمع بينهما، لأنّ من سنّته صلّى الله عليه وآله التمسّك بالعترة الذي ثبتت قطعيّته، وعلى هذا الأساس يكون حديث «وسنّتي» يتضمّن الدلالة على وجوب التمسّك والأخذ بالعترة. لذا قال ابن حجر في صواعقه: «والحاصل أنّ الحثّ وقع على التمسّك بالكتاب والسنّة وبالعلماء بهما من أهل البيت، ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الأمور الثلاثة إلى قيام الساعة».
وإن شئت قلت: إنّ ذكر أهل البيت معناه ذكر للسنّة لأنّهم لا يأتون إلاّ بها، فكلّ ما عندهم مأخوذ بواسطة النبيّ; أي بواسطة السنّة، وقد طفحت بذلك أحاديثهم.
وبذلك يكون ذكر أحدهما مغنياً عن ذكر الآخر، وكلتا الروايتين يمكن أن تكونا صحيحتين، ولا حاجة إلى تكذيب إحداهما وتعيين الصادرة منهما بالرجوع إلى المرجّحات.
رابعاً: لو فرضنا جدلاً استحكام التعارض، فلابدّ من الرجوع إلى قواعد التعارض، ومن جملتها العرْض على الكتاب، والأخذ بما وافق الكتاب وترك الآخر، ومن الواضح أنّ حديث «وعترتي» موافق للقرآن لتفسير العترة بأهل البيت في جملة من النصوص الواردة في حديث الثقلين، كما في آية التطهير.
والحاصل أنّ مثل هذه الروايات وهي بهذه الدرجة من الضعف ـ لأنّها لا تزيد على كونها مرفوعة أو مرسلة، ولو قدّر صحّتها، فهي لا تزيد على كونها من أخبار الآحاد ـ هل يمكن أن تقف بوجه حديث الثقلين مع وفرة رواته في كتب السنّة، فضلاً عن كتب أتباع مدرسة أهل البيت، وتصحيح الكثير من رواياته، كما سبق بيانه؟
هذا كلّه من حيث البحث السندي.
أمّا من حيث المضمون، فإنّه كيف يمكن أن تكون السنّة مرجعاً يطلب إلى المسلمين في جميع عصورهم أن يتمسّكوا بها إلى جنب الكتاب، وهي غير مجموعة على عهده صلّى الله عليه وآله وفيها الناسخ والمنسوخ والعامّ والخاصّ والمطلق والمقيّد.
والعمل بالعامّ أو المطلق لا يجوز قبل الفحص عن مخصّصه أو مقيّده، خصوصاً إذا علمنا أنّ من طريقته صلّى الله عليه وآله في التبليغ الاعتماد على القرائن المنفصلة، فالإرجاع إلى شيء مشتّت وغير مدوّن تعجيز للأمّة وتضييع للكثير من أحكامها.
«وإذا كانت هذه المشكلة قائمة بالنسبة إلى من أدرك الصحابة ـ وهم القلّة نسبيّاً ـ فما رأيكم بالمشكلة بعد تكثّر الفتوح وانتشار الإسلام، ومحاولة التعرّف على أحكامه من قبل غير الصحابة من رواتهم، وبخاصّة بعد انتشار الكذب والوضع في الحديث للأغراض السياسيّة أو الدينيّة أو النفسيّة».
الإثارة الثانية: في السطور المقبلة
إن شاء الله
|
|
|
|
|