اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
من تراث الامام الصادق (())
إنّ الحقبة الزمنية التي نشط فيها الإمام الصادق(()) لإرساء دعائم منهج أهل البيت(()) ورسم خطوطه التفصيلية تبلغ ثلاثة عقود ونصف عقد تقريباً.
وقد تميّزت بأنها كانت تعاصر نهايات الدولة الاُموية وبدايات الدولة العباسية وهي فترة ضعف الدولتين سياسيّاً وبالتالي كانت فرصة متميّزة وفريدة لنشر الوعي والثقافة الإسلامية الأصيلة. وقد عرف أتباع أهل البيت(()) بأنهم أتباع وشيعة جعفر بن محمد الصادق(())، ووسم الشيعي بأنه جعفري; ولهذا الوسام دلالته التأريخية ومغزاه الثقافي.
من هنا نعرف السرّ في عظمة التراث الذي خلّفه لنا الإمام الصادق(()) ومدى سعته وثرائه في جانبي الكّم والكيف معاً، الى جانب كثرة من تتلمذ على يدي الإمام أبي عبدالله الصادق(()) ممّن حمل تراثه ورواه الى الأجيال المتعاقبة. وبهذا الصدد ينقل لنا الشيخ المظفر جملة من الاشادات والتصاريح التي أدلى بها كبار رواة أهل السنّة وعلمائهم بفضل الإمام الصادق ورجوع أئمة المذاهب وأهل الحديث إليه، وإليك بيانها.
«كان رواة أبي عبدالله(()) أربعة آلاف أو يزيدون كما أشرنا إليه غير
مرّة، قال الشيخ المفيد طاب ثراه في الإرشاد: فإنّ أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في الآراء والمقامات، فكانوا أربعة آلاف رجل(1) . وذكر ابن شهراشوب أن الجامع لهم ابن عقدة وزاد غيره أن ابن عقدة ذكر لكلّ واحد منهم رواية، وأشار الى عددهم الطبرسي في أعلام الورى، والمحقق الحلّي في المعتبر، وذكر اسماءهم الشيخ الطوسي طاب رمسه في كتاب الرجال.
ولا يزيده كثرة الرواة عنه رفعة وجلالة قدر، وإنّما يزداد الرواة فضلاً وعلوّ شأن بالرواية عنه، نعم إنّما يكشف هذا عن علوّ شأنه في العلم وانعقاد الخناصر على فضله من طلاّب العلم والفضيلة على اختلافهم في المقالات والنِحل.
((عن كتاب الامام الصادق ))