اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم .
مضى الإمام شهيداً لكن بعد أن عبَّد الطريق الذي شقه أبوه (عليهما السلام)
تمكن المنصور بعد اثنتي عشرة سنة من التخطيط والصراع مع الإمام الصادق ()والعناد لآيات الله التي ظهرت فيه ، أن يقتل الإمام ()بأن دسَّ له السم في المدينة كما تقدم ! ومضى الإمام ()الى ربه شهيداً لكن بعد أن عبَّد الطريق الذي شقه أبوه باقر علم جده () وباقر طريق التغيير للأمة.
قال السيد ابن طاووس (ره)في مهج الدعوات ومنهج العبادات/212: (ومن العجب المستطرف المستغرب أن المنصور يرى هذه الآيات والمعجزات والكرامات للصادق صلوات الله عليه فلما بلغته وفاته بكى عليه ، وأمر بقتل من أوصى إليه ! على ما رواه محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الحجة في باب النص على أبي الحسن موسى بن جعفر ()قد ذكر بإسناده عن داود بن زربي ، عن أبي أيوب الجوزي ، قال: بعث إليَّ أبو جعفر المنصور في جوف الليل فأتيته فدخلت عليه وهو جالس على كرسي ، وبين يديه شمعة وفي يده كتاب ، فلما سلمت عليه رمى الكتاب إليَّ وهو يبكي ، فقال لي: هذا كتاب جعفر بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ثلاثاً ، وأين مثل جعفر !
ثم قال: أكتب فكتبت صدر الكتاب ، ثم قال: أكتب إن كان أوصى إلى رجل واحد بعينه فقدمه فاضرب عنقه . قال فرجع إليه الجواب أنه أوصى إلى خمسة نفر أحدهم أبو جعفر المنصور ، ومحمد بن سليمان ، وعبد الله ، وموسى ، وحميدة... فقال أبو جعفر المنصور: ليس إلى قتل هؤلاء سبيل ! أقول: إنا لله وإنا إليه راجعون مما بلغ إليه حب الدنيا حتى عميت لأجله القلوب والعيون: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ) . (والكافي:1/310 ، وغيبة الطوسي197، وفيه: أبو أيوب الخوزي ، ومناقب آل أبي طالب:3/434 ، وفيه:أن أبا حمزة الثمالي لما بلغته وصية الإمام ()قال: ( الحمد لله الذي هدانا.. بيَّنَ عيوب الكبير ودل على الصغير لإضافته إياه ، وكتم الوصية عن المنصور ).
وروى إسماعيل عم المنصورتباكيه الكاذب على الإمام ()فقال:(دخلت على أبي جعفر يوماً وقد اخْضَلَّت لحيته بالدموع وقال لي: أما علمت ما نزل بأهلك؟ فقلت: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: فإن سيدهم وعالمهم وبقية الأخيار منهم توفي! فقلت: ومن هو يا أمير المؤمنين ؟ قال: جعفر بن محمد . فقلت: أعظم الله أجر أمير المؤمنين وأطال الله بقاءه ، فقال لي: إن جعفراً ممن قال الله فيهم:ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا . وكان ممن اصطفى الله وكان من السابقين بالخيرات). (اليعقوبي:2/381 ، وتحف العقول/310).
وهذا يدل على مكانة خاصة للإمام ()عند العباسيين ، فهم ينظرون اليه كأبيه (عليهما السلام)، إماماً ربانياً ، أخبرهم بملكهم ولم يواجههم ، فاضطر المنصور أمامهم أن يخفي قتله له ويتظاهر بالبكاء عليه !
حق الكاظم أوصب دمعة العين
ونينك صدع اقلوب الخواتين
تحن اتلوج ننقلب أو تنهت
تراني والعين حست
يبويه اوداعهالونتك قلبي تفتت
صد ليه ابرفق الله اليوم ماشين
مد ايده على ابنه وجذب حسره
يشم خده أويحبه أو تكت عبره
حن الكاظم أو خر اعلى صدره
اشلون اوداع محزن بين الثنين
من خلص أوداعه وقصد دونه
مد ايده أو غمض له اعيونه
مات وقاموا اهله يندبونه
الله اوياك يالتاعب على الدين
صرخن فرد صرخة الهاشميات
صاحن حيف أبو الكاظم قضه اومات
فزعت كل أهل طيبه أعلى الأصوات
تصيح اتقول مات ابن الميامين
عظم الله أجوركم في مصاب الامام جعفر الصادق
وعظم الله لك الأجر يا مولاي يا صاحب الزمان