14 اذار ثم "اسرائيل" فامريكا تنتقد زيارة نجاد الى لبنان.. تناغم ام تبادل ادوار؟
بتاريخ : 06-Oct-2010 الساعة : 08:50 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
14 اذار ثم "اسرائيل" فامريكا تنتقد زيارة نجاد الى لبنان.. تناغم ام تبادل ادوار؟
06/10/2010
لم نكن نعلم حتى وقت قريب أن المرء يحتاج لموافقة أمريكا و"اسرائيل" وبقايا ما يسمى "14 اذار" لكي يزور لبنان ويذهب إلى الجنوب! ربما لم نعلم بعد ان المذكورين الثلاثة باتوا بمثابة سفارات للبنان او انهم يمثلون وزارة خارجيته. لم نعلم انه على كل من يفكر بزيارة لبنان أن يحصل على فيزا أميركية او فيزا من "اسرائيل" او تأشيرة من "فارس سعيد" ورفاقه في 14 اذار.
نفهم أن تشكل زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد استفزازا للولايات المتحدة الاميركية فمبرر بنظرها لكون جنون عظمتها جعلها تنصب نفسها وصية على دول العالم وبهذه الحالة ترى من البديهي انه يحق لها ان تتدخل في كل شاردة وواردة في اي من الدول وخاصة المجاورة لربيبتها "اسرائيل". وكذلك ايضا فالعداء بين الجمهورية الاسلامية وامريكا كلها اسباب تجعلها من منتقدي الزيارة. وربما نسيت انها هي نفسها اي امريكا استقبلت منذ ايام ليست ببعيدة احمدي نجاد في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة واعتلى المنبر ليهاجم امريكا نفسها فاعترضت على الكلام ولكننا لم نسمع اي اعتراض ولو همسا على الزيارة فما بالهم بزيارته الى لبنان.
فقد انتقدت الخارجية الأمريكية مساء الثلاثاء نية الرئيس الإيراني زيارة لبنان. وقال الناطق بلسان الخارجية الأمريكية فيليب كراولي إن "الولايات المتحدة كانت تأمل أن تلعب إيران دورا بنّاء في المنطقة، وإلقاء الحجارة لا يعرّف على أنه بنّاء". وقال كراولي إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد طرحت الموضوع على الرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال اجتماع الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة. وقال كراولي إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن زيارة نجاد لجنوب لبنان هي فكرة جيدة. وفي المقابل ادعى أن الولايات المتحدة تحترم العلاقات الدبلوماسية للدول مع دول أخرى. كما ادعى في الوقت نفسه أن إيران تمس بالحكومة اللبنانية، وأنه على الأخيرة أن تطالب إيران وأي دولة أخرى باحترام سيادة لبنان .
نفهم أن تشكل الزيارة استفزازا لـ"اسرائيل" التي تتخبط في ذعرها وتهدد وتتوعد وهي التي تحتج اذا ولد طفل عربي.. واذا اشترت سوريا سلاح تحتج.. اذا زارنا احد تحتج.. وهو ما يؤشر الى مدى الخوف والقلق الذي يعيشه الكيان الاسرائيلي بعد الهزائم التي لحقت به على ايدي مقاومات المنطقة المدعومة من االجمهورية الاسلامية. فأحمدي نجاد رئيس دولة ممولة للمقاومة التي هزمت "اسرائيل" ومن المنطقي والطبيعي ان تعترض على زيارته الى الارض التي هزمت فيها. هذا بنظرها. ناهيك عن العداء المستشري بين الكيان الاسرائيلي وايران منذ قيام الثورة الاسلامية.
كان الكيان الإسرائيلي قد نقل رسالة إلى لبنان مفادها أن زيارة الرئيس الإيراني إلى لبنان من الممكن أن تؤدي إلى تصعيد في المنطقة. وجاء أن هذه الرسالة تم نقلها إلى لبنان، إلى رئيس الحكومة سعد الحريري والرئيس اللبناني ميشال سليمان، عن طريق الولايات المتحدة وفرنسا والسكرتير العام لهيئة الأمم المتحدة بان كي مون، وطالب فيه الكيان الإسرائيلي الحكومة اللبنانية بعدم السماح بزيارة الرئيس الإيراني إلى لبنان .
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إنه بسبب قابلية الوضع للانفجار مع زيارة الرئيس الإيراني إلى جنوب لبنان، فإن وزارة الخارجية والأجهزة الأمنية تجري مشاورات بهذا الشأن. وكان المستشار الإسرائيلي للأمن القومي عوزي أراد، قد التقى الأسبوع الماضي في باريس مع نظيره الفرنسي جان لافيت، وطلب منه نقل رسالة إلى الحكومة اللبنانية مفادها أن "إسرائيل ترى في زيارة نجاد للقرى الحدودية خطوة استفزازية من الممكن أن تمس باستقرار المنطقة". كما تم نقل رسالة مماثلة عن طريق الولايات المتحدة .
وعلم أن وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان، كان قد ناقش زيارة احمدي نجاد مع السكرتير العام لهيئة الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي. ونقل عنه قوله إن "إسرائيل قلقة من هذه الزيارة.. هذا استفزاز واضح من قبل إيران". كما علم أن "أجهزة الأمن الإسرائيلية" تتابع الاستعدادات اللبنانية لزيارة الرئيس الإيراني، وخاصة برنامجه القيام بزيارة إلى القرى الحدودية في الجنوب اللبناني. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنه في حال وصول نجاد إلى بنت جبيل، التي يرى فيها حزب الله رمزا للمقاومة اللبنانية، فإن ذلك سوف يتم استغلاله إعلاميا وسياسيا .
اما المثير للاستغراب ان تستفز الزيارة فريق الرابع عشر من اذار في لبنان !!! الفريق الذي اصابنا بالتخمة منذ سنوات بحديثه عن الدولة وقيامها وصراخه عن السيادة والاستقلال والحرية. ولكن كل العناوين تغيب مع "نخوته" و"شهامته" و"غيرته" على سيادة واستقلال لبنان وكرامته. فهل هناك إهانة وانتقاص للسيادة أكثر من قيام "اسرائيل" والولايات المتحدة من التدخل في شؤونكم الداخلية وتحديد من يزوركم وأين يذهب وماذا يفعل أم أن هذه "الغيرة والنخوة والشهامة" مخصصة فقط لسوريا وإيران ومن يناصر المقاومة. فربما هذا الشعور الغير مبرر بالاستفزاز يؤكد التناغم والانسجام او ربما تبادل الادوار بين الفريق المذكور وكل من "اسرائيل" وامريكا. ويدلل على الشعور المرهف لاعضاء هذا الفريق تجاه مخاوف من يعتبرونها "جارة" للبنان.
فقد اعتبرت قوى 14 آذار أن احمدي نجاد المقررة إلى لبنان تثير "الحذر والريبة" نتيجة "مواقفه المناهضة للسلام"، بحسب ما جاء في بيان صادر عنها . وجاء في البيان الصادر عن الأمانة العامة لقوى "14 آذار" بعد اجتماعها الأسبوعي "تنظر الأمانة العامة بكثير من الحذر والريبة إلى زيارة الرئيس الإيراني المزمعة إلى لبنان نظرا لمواقفه المناهضة للسلام ولإصراره على اعتبار لبنان قاعدة إيرانية على ساحل المتوسط".
تجدر الإشارة إلى أن احمدي نجاد ينوي زيارة لبنان في 13 – 14 من الشهر الجاري. ومن المتوقع أن يزور بنت جبيل ومارون الراس الحدوديتين، واللتين كانتا في مركز الحرب العدوانية الأخيرة على لبنان في تموز/ يوليو 2006. وكانت قد أشارت بعض وكالات الأنباء إلى أن الرئيس الإيراني ينوي الوصول إلى السياج الحدودي الفاصل بين الجنوب اللبناني وفلسطين المحتلة، ورشق الجنود الإسرائيليين بالحجارة .
كل هذا ان دل على شيء فيدل على ان الزيارة ستكون تاريخية بدون منافس وان الزائر غير عادي وان الاماكن التي سيزورها غير تقليدية. ويؤكد ان الرسالة من الزيارة ستكون قوية وعنيفة ضد "اسرائيل", ورسالة تخدش "رجولة" عرب الاعتدال وفرق "الاعتلال" الداخلية. ستكون الزيارة بمثابة قنبلة غير تقليدية في وجة الاعداء من اينما كانوا. ومن المؤكد ان احمدي نجاد لن يستمع الى كلام "انصاف الرجال" اينما وجدوا لانه رجل بكل ما للكلمة للمعنى قبل ان يكون رئيساً وهو دائم الاعتبار للقاعدة التي تؤكد ان "الكلاب التي تنبح لا تعض"...