اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
لبناء مسجد الامام الحسن العسكري (ع) في بلدة القليلة قصة مشوقة ومعجزة حصلت على اثر رؤيا، هذه الحكاية ترويها على مسامعنا صاحبة الرؤية السيدة فهيمة قاسم ابو خليل، التي تعيد علينا قصة حدثت معها منذ سنوات، الا انها في كل مرة ترويها ترى في عينيها بريق ايمان عميق......
تقول السيدة ابو خليل:
خلال وجودي في ابيدجان، تعرضت لحادث سيارة وكان برفقتي زوجي علي ابو خليل وعائلة من ال زيدان من مدينة صور .
بسبب هذا الحادث تعرضت الى كسور في جسمي وبخاصة في يدي اليمنى، وبعد معالجات كثيرة اصبحت هذه اليد تعاني من عطل دائم ، واصبحت كأنها شبه مشلولة، ولم اعد اقدر على استخدامها حتى في ابسط الاعمال المنزلية، وقد شخص عدة اطباء في افريقيا حالة يدي واعتبروا انها اصيبت بإعاقة دائمة ومنحوني تقاريراً تثبت الواقع.
بعدما يئست من امكانية علاج يدي في ابيدجان عدت الى لبنان، ولقد عولجت في مستشفى البربير في بيروت، ولكن النتائج لم تكن افضل من تلك التي حصلت عليها في افريقيا .
بقيت يدي تعاني من عطل دائم واستمرت على هذه الحال فترة اربع سنوات، وخلال هذه المدة كنت اعاني من عدم قدرتي على اتمام واجباتي المنزلية في خدمة عائلتي، وتفاقمت حالة يدي فصارت بشكل زاوية وتصلبت ولم اعد اقدر على تحريكها.
وتتابع وتقول :
في احدى الليالي استيقظتُ مع زوجي الذي كان عليه ان يذهب يوميا الى مدينة صور بحكم عمله، وكانت الساعة تشير الى الثالثة والنصف فجرا ، وقد فوجئتُ بهذا الوقت لان من عادة زوجي ان يذهب الى صور عند الخامسة صباحا.
بعدما غادر زوجي المنزل عدت الى النوم من جديد، ثم غرقت في نوم عميق وشعرت نفسي وانا في رؤيا اركض الى مكان قريب من منزلي وان عددا من الناس يركضون ورائي، ثم فوجئت بشخص يجلس على الارض، وكان يرتدي عباءة سوداء اللون، وهو عريض الكتفين وعيناه سوداوان واسعتان وحاجباه عريضان اسمر اللون ذو سمات جميلة ووجهه مستدير ويوحي مظهره بالمهابة والجمال، وكان النور يخرج من وجهه، وتبدو السعادة على ملامحه وكان يضع يديه على ركبتيه، وكان الوقت نهاراً، كما بان لي في الرؤيا، والمكان الذي يجلس فيه منيراً ويوحي بالطمأنينة والارتياح، ويبدو وراءه على مسافة معينة جواد لونه ابيض معلق في الفضاء، ويوجد بجانب الجواد سيف بشفرتين يشبه سيف ذوالفقار، وتوجد دائرة بجانب الجواد يخرج منها النور من الجهة الجنوبية، وكان هذا المنظر مدهشاً للغاية وقد طغى على ما عداه، فلم يظهر لي الا الجواد والسيف والدائرة التي يخرج منها النور .
وكانت الانوار تشع من وجه الرجل المهيب، وكذلك من المكان المحيط به ، فتقدمت منه وسألته : من انت؟؟ فأجاب بوجهه البشوش مشيراً الى الجواد والسيف قائلاً: انا الامام الحسن العسكري، وكان بجانبه منديلاً ابيضاً فأخذته ووضعته على رأسي وقلت: اذا طلبتُ منك حاجةً فهل تلبيها لي؟؟
فقال: نعم وقد هز برأسه .
فنظرت الى جسمي ومددت له يدي المعاقة فمسكها بيده وقلت له متوسلة: ( دخلك فيك تطيب لي إيدي )؟؟
فأخذ سيفا من جانبه وقطعها من الكوع، وبعد برهة قصيرة نظرت الى يدي فوجدتها قد اصبحت يداً طبيعية وان الطرف المقطوع منها بقي على الارض. ولم اشعر بأي الم مما حصل، وقد اذهلني ذلك المشهد، وما حصل لي في الرؤيا .
أستيقظت وانا اصرخ واصبتُ بالذهول ولكنني لم اخفْ واخذت اتفحص يدي فوجدتها قد عادت الى طبيعتها السابقة، اي قبل ان تتعرض لحادث السيارة في ابيدجان.
وبدأ صراخي يعلو مما جعل الجيران يأتون الى منزلي بعد سماعهم الصوت، وفي هذه الاثناء وصل زوجي من صور وفوجئ بمظهري وصراخي وتجمع الجيران، وسأل عما حدث فمددت له يدي وقلت له انظر ماذا حصل ليدي، فمسكها وقال صارخا انها ليست كما كانت سابقا وانتشر الخبر في القرية ، وبدا الناس يتوافدون الى منزلي للاستفسار عما حدث ليدي فأخبرتهم بالامر، وبما ان الجميع كانوا على علم مسبق بحالة يدي بعد الحادث، فقد تأكدوا من ان معجزة من معجزات اهل البيت قد حصلت في قريتنا ومعي بالذات . وهذه الظاهرة من الظواهر التي لا تحصل الا نادراً.
وفي اليوم نفسه ذهبت الى بلدة البياض قاصدةً الشيخ ابراهيم سليمان (قده) وهو عالم ثقة ومجتهد قصصت عليه ما حصل معي حرفياً، ففرح كثيرا وهنأني على هذه الكرامة التي انعم الله بها عليّ بواسطة الامام الحسن العسكري ، وقال ان هذه معجزة من معجزات اهل البيت .
وبعد فترة زارت الشيخ ابراهيم سليمان سيدة فاضلة مؤمنة عرفت عن نفسها ب (فاعلة خير)، وقالت بأنها شاهدت بالرؤيا ان رسولا من قبل الامام الحسن العسكري قد زارها واخبرها بأن مسجداً سيبنى باسم مسجد الامام الحسن العسكري ، ولم يحدد لها مكان البناء، عندها قال الشيخ سليمان بأن المسجد سيبنى في بلدة القليلة في المكان الذي شوهد فيه الامام الحسن العسكري بالرؤيا، وقد علمت فيما بعد وبمحض الصدفة ان هذه المرأة من ال مغنية .
ولاحقاً قامت هذه السيدة المؤمنة بشراء قطعة الارض التي بني عليها المسجد الحالي وقد ساهم الخيرون والمؤمنون في نفقات بنائه، وهو اليوم يستعمل مسجداً وبصحن داره مئذنة ، وقد وضع قفص حديدي في صحن الدار في المكان الذي شاهدتُ فيه الامام الحسن العسكري جالساً ...
واليوم يختصر بيتان من الشعر قصة بناء المسجد في ابلغ تعبير :
والعسكري اتى من فوق صهوته يجثو على الارض والايمان ينتشر
والكل ساهم تخليدا لرؤيته بنوا مصلى به الاثام تغتفر
منقول موقع ياصور