|
عضو مميز
|
|
|
|
الدولة : العـــــــــــــراق
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
جواب السؤال السابع من أسئلة سورة الرعد
بتاريخ : 13-Nov-2010 الساعة : 07:33 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الرسـالة السابعــة
ما هي(الحقيقة الكبرى) التي أتتنا بها الآية الرّابعة ؟
السلام عليكم .
يبدو للناظر لهذه الآية أنها تتحدث عن بعض المحاصيل الزراعية ،وذلك بدلالة الألفاظ الواردة فيها ؛ فالآية تقول : وفي الأرض قطعٌ متجاوراتٌ وجنّاتٌ من أعنابٍ وزرعٌ ونخيلٌ صنوانٌ وغير صنوانٍ يُسقى بماء واحدٍ ونُفضّلُ بعضَها على بعضٍ في الأُكُلِ إنَّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يعقلون .
وبدلالة آياتٍ في سور أخر تحمل ألفاظاً تتشابه مع المفردات التي ضمّتها هذه الآية ،واعتماداً على المنهج الذي بثـَّتهُ المدرسة الحكومية ،تجد طائفة كبيرة من المفسّرين تقصر أحاديثها فيها على مسألة المحاصيل الزراعية . ولكن، وبحسب المنهج الذي اتـَّبعناه ؛فإننا نراها تتحدّث عن(قضيَّة كبرى) ،تبرز لنا من خلال افتراض ارتباط مقام الآية بمركز بحث السورة ،حيث إنني لا أتصور سهولة الوصول إلى معنى قريب من المراد لآيةٍ من الآيات عند عزلها عن قضيّة السورة التي تشكّل الآية جزءاً من كل . على الرغم من أنَّ لبعض الآيات الشريفات وجوداً خاصاً بها ، كآية التطهير ،وهي الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأحزاب وغيرها . لكن هذا الوجود الذي نتصوَّر أنه وجودٌ مستقلٌ بذاته لا يعني عدم ارتباطها ،بمستوى أو بآخر، بالسورة التي وقعت فيها .
والعجيب أن كثيراً منهم اعتبروا بعض الآيات تسير في سياق آيات أخر بمجرد تشابه الألفاظ فيهما ،ولكنَّ التدقيق والتأمل يفضي إلى معنى آخر يختلف تماماً عن المعنى المتصوّر !
فبعد حديث الآية الثانية عن أفراد النظام الكوني في السماء ،وانتقال الحديث عن آيات هذا النظام التي في الأرض من خلال الآية الثالثة من السورة ، نجد أنَّ فكرة هذه الآية بهذه الألفاظ ، وبهذا التركيب ترتكز على ظاهرة التنوع في أفراد النظام الكوني في الأرض التي يدركها الناس بحواسّهم . فعلى الرغم من هذا التنوع والاختلاف ،نجد أنَّ أصلها واحد ،نظير التنوع الحاصل في هذه المحاصيل التي نلاحظ أنها تُسقى بماء واحد. وقرينة هذا الاتجاه قوله تعالى في ذيلها : إنَّ في ذلك لآياتٍ لقوم يعقلون ، أي يعقلون هذه الحقيقة . ونجد مديحاً تسوقه الآية لطائفة(قوم يعقلون) وذلك بدلالة(لام) الاختصاص المتصلة بالفعل يعقلون . وفي هذا المديح حثّاً للتعقل بعد التفكّر الذي ذكرته الآية السابقة . ولو لم نتبنَّ هذا المنهج فإنَّنا نحصل على معنى آخر لا مناسبة له .
وتقبَّلوا تحياتي
النجف الأشرف في 20 /6 /2010
|
|
|
|
|