ومما ورد في ذلك روى أبو بصير عن الإمام الباقر ( ) أنه قال :لَيُهنِئُكُم الإسم، قلت : وما هو ؟ قال () : الشيعة ، قلت : الناس يُعيِّرُونَنَا بذلك قال ( ) :أما تسمع قوله سبحانه : ( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ ) ، وقوله تعالى فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ) ، فَليُهنِئُكُم الإسم .
ثانيا:
قد وردت العديد من الروايات عن النبي (ص) والأئمة (ع) في مدح الشيعة والثناء على أتباع ال الرسول فقد ورد في ذلك
عن الإمام الصادق () قال: خرجت أنا وأبي _ يقصد الباقر(ع) _ ذات يوم إلى المسجد ، فإذا هو بِأُنَاسٍ من أصحابه بين القبر والمنبر، فدنا مِنهُم، وسَلَّم عليهم ، وقال : إني والله لأحِبُّ ريحكم وأرواحكم، فأعينوا على ذلك بِوَرعٍ واجتهاد، واعلموا أنَّ ولايتنا لا تُنَال إلا بالورع والاجتهاد، من ائتَمَّ منكم بقوم فليعمل بعملهم .أنتم شيعة الله ، وأنتم أنصار الله ، وأنتم السابقون الأولون ، والسابقون الآخرون ، والسابقون في الدنيا إلى مَحبَّتِنا ، والسابقون في الآخرة إلى الجنة ، ضَمنتُ لكمُ الجنة بضمان الله عزَّ وجلَّ ، وضمان النبي ( ) ، وأنتم الطيبون ، ونساؤكم الطيبات )
وكذلك روي عن أبي حمزة : سمعت الإمام الصادق ( ) يقول : ( إني لأعلم قوماً قد غفرَ الله لهم، ورضيَ عنهم، وعَصَمَهُم، ورحمهم، وحفظَهم من كل سوء، وأيَّدَهُم ، وهَداهُم إلى كُلِّ رشد ، وبَلَغَ بِهم غاية الإمكان ) .قيل : من هم يا أبا عبد الله ؟ قال ( ) : ( أولَئِكَ شِيعتُنَا الأبرار ، شِيعَةُ عَلي )
ومن الروايات العظيمة في هذا المجال ما روي عن رسول الله ( ) قال : ( إذا كان يوم القيامة يُؤتَى بأقوام على منابر من نور ، تتلألأ وجوهُهُم كالقمر ليلة البدر ، يغبطهم الأوَّلون والآخرون ) . ثم سكت ( ) ، ثم أعاد الكلام ثلاثاً ، قال عُمَر بن الخطاب : بأبي أنت وأمي ، هم الشهداء ؟ فقال ( ) : ( هُمُ الشهداء ، وليسَ هُم الشهداء الذينَ تَظنُّون ) ، قال عُمَر : هُم الأوصياء ؟ فقال ( ) : ( هُمُ الأوصياء ، وليسَ هُم الأوصياء الذينَ تظنُّون ) ، قال عُمَر : فمن أهل السماء ، أو من أهل الأرض ؟ فقال ( ) : ( هُم مِن أهلِ الأرض ) ، قال عُمَر : فأخبرني ، مَن هُم ؟ فأومأ ( ) بيده إلى علي ( ) ، فقال : ( هذا وشيعتُه ، ما يبغضُه من قُريش إلا سَفَّاحي ، ولا من الأنهار كذا إلا يَهودي ، ولا من العَرب إلا دعي ، ولا من سائر الناس إلا شَقي ) . ثم قال ( ) : ( يا عُمَر ، كَذبَ من زعمَ أنه يُحبُّني ويبغض عَلياً )
وعن رسول الله ( ) قال : ( يا علي ، لكَ كنزٌ في الجنة ، وأنت ذو قرنيها، شِيعتُكَ تُعرَف بحِزبِ الله )
وعن رسول الله ( ) قال : ( يا علي ، أنت وشيعتُك على الحوض ، تَسقُونَ مَن أحبَبْتُم وتَمنَعُون من كرهتم ، وأنتم الآمِنون يوم الفزع الأكبر ، في ظل العرش يفزع الناس ولا تفزعون ، ويحزن الناس ولا تحزنون . فيكم نزلت هذه الآية : ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ))
وقال رسول الله ( ) قال : ( يا علي ، أرواحُ شيعتك تصعدُ إلى السماء في رُقَادهم ، فتنظر الملائكة إليها كنَظَر الهلال شوقاً إليهم ، لِمَا يرون منزلتهم عند الله عزَّ وجلَّ )