|
عضو مميز
|
|
|
|
الدولة : العـــــــــــــراق
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
رأس السنة الهجرية واحتفال المسلمين بها / مداخلة
بتاريخ : 09-Dec-2010 الساعة : 12:36 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
[مداخلة]
إجمالاً أقول : إنَّ النـَّبيَّ صلى الله عليه وآله لم يهاجر [ أو لم يـُهجّر] من مكة إلى المدينة في شهر المحرم بالقطع واليقين ؛ فقد كانت هجرته في شهر ربيع الأول .
أما قضية رأس السنة الهجرية أو التأريخ الهجري الحالي فليس له علاقة بموضوع الهجرة ،إنما سمي هكذا لتمييزه عن التأريخ الروماني الذي هو التأريخ الميلادي المعروف نسبة إلى ميلاد النبي عيسى سلام الله عليه ،مع الاختلاف في تأريخ ولادته.
وبحسب علمنا أنَّ الخليفة عمر بن الخطاب هو الذي سن هذا التأريخ الحالي، تأريخاً للدولة الإسلامية الرسمية. حيث العلاقات المتشنجة بين الروم وبين المسلمين في جزيرة العرب، وأن السبب في اختياره لشهر المحرّم هو أنّ العرب قبل الإسلام كانت تعظمه وتمنع القتال فيه ،وكذا في بقية الأشهر الحرم .وأظن أن هذا التعظيم للأشهر الحرم هذه توارثه العرب من جدهم إبراهيم صلى الله عليه وآله ،وقد جاء الإسلام فأقرَّ هذه العقيدة كما أشارت إلى ذلك الآية الخامسة من سورة براءة بقولها:( فإذا انسلخ الأشهرُ الحُرمُ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفورٌ رحيمٌ).ولا يمنع أنَّ المسلمين حينذاك أصابهم فرحٌ بهذا التأريخ الجديد . وبالطبع فإنّ هذا وقع قبل واقعة الطف .
وحيث أنَّ الأمويين جاؤوا لمحو عقيدة الإسلام ،وبذلوا جهوداً جبارة لأبدالها بعقائد خليطة مختلفة تصطبغ جميعها بصبغة الدين الإسلامي عن طريق بثهم مختلف الأحاديث الكاذبة والمحرّفة ونشرهم قصص البطولات والمكارم الزائفة من على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ، كقصة الخنساء وملاحم عنترة بن شداد العبسي وغيرها. فضلاً عن إقامتهم لمجالس الغناء في مدينة رسول الله عن طريق تشجيعهم لسفر المغنين والمغنيات إليها والإقامة فيها من أجل تمييع شخصية المدينة بوصفها تمثل مركز الإشعاع الفكري والحضاري للمسلمين، كما ذكرت ذلك التواريخ الصحيحة . كل ذلك محواً وتمييعاً لعقيدة الإسلام الأصيل ، فإنه لا يمنع أن يكونوا هم الذين روَّجوا عقيدة الاحتفال بحلول السنة الحكومية من كل عام ، للتخفيف من حالة رفض الجماهير لهم، ومحاولة منهم محو آثار جريمة الطف الإنسانية وما تلاها من ردات فعل عبَّرت بوضوح عن حالة الرفض لهذا الكيان المصطبغ بصبغة الإسلام،ولذلك تراهم يحسون بخطر وجود الإمام المعصوم داخل ساحة المسلمين لأنهم يعتقدون أن في وجوده خطراً على مستقبل حكمهم الذي أقاموه بالحديد والنار ، فكان المنبر الحسيني صرخة في وجوههم أينما حلـّوا، بوصفه وسيلة إعلامية سهلة تفضح مخططات قادة (الدين الإسلامي البديل) الذي كرَّسوه في أذهان ومشاعر الملايين، فانقلبت الحقائق وتغيرت السنن. و لقد كان دور الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم تبيين الحقائق الجوهرية للأمة عن طريق حث شيعتهم ومواليهم بإقامة المآتم والمجالس الحسينية في مختلف المناطق ، فضلاً عن حلقات الدرس . وقد ورد في الأخبار أن الإمام الرضا صلوات الله عليه إذا حلَّ المحرّم ما رؤيَ ضاحكاً قط ،وكذا آباؤه صلوات الله عليهم ،ولم يـُروَ عنهم أنهم تبادلوا مع شيعتهم التهاني بحلول ما يسمى هذه الأيام برأس السنة الهجرية . ومعروفٌ لديكم ما كان الإمام الباقر صلوات الله عليه يفعله حينما يحث شيعته على التزاور في بيوتهم فيما بينهم إحياءاً لأمرهم صلوات الله عليهم ، كما جاء في حديثه لخيثمة ولغيره أيضاً بحسب ما ذكرته كتب الحديث عندنا .
ويروي لنا المؤمنون من أهالي منطقة الشوّاكة أن حكومة البعث وصدام كانت تعمد إلى إغراق شوارع بغداد بسيارات الأعراس الوهمية في ذكرى استشهاد الإمام السجاد صلوات الله عليه لتضييع معالم هذا اليوم العظيم داخل مدينة بغداد . وأما قضية حفلات الزواج الجماعي التي كان يقيمها عدي في العاشر من المحرم فهي أشهر من أن تـُذكر . ولقد قرأتُ كتاباً أصدرته القيادة القومية لحزب البعث في العراق خلال فترة السبعينات،أطلعني عليه أحد المصاهرين لشخصية بعثية مرموقة عندهم أنهم يمنعون بث بعض (الأصوات الطائفية والتحريضية) من إذاعتي بغداد وصوت الجماهيرأيام العشرة الأولى في شهر المحرم. وكان اندلاع الحرب العراقية الإيرانية متنفساً حقيقياً وجدوه لأشغال الجماهير عن الالتصاق بالركب الحسيني الخالد ، وكانوا يروّجون أخباراً مُفادها أن قتلة الحسين عليه السلام هم الفرس أنفسهم . ونجدهم في تلك الفترة العصيبة عمدوا إلى التلاعب المكشوف ،وربما غير المكشوف في نصوص الزيارات،كزيارة الوارث وبعض الأدعية المروية بطرق صحيحة ومعتبرة عن أئمة أهل البيت وصولاً إلى تغيير في ذهنية الجماهير العريضة،ولشدما نبهنا أخوتنا عن هذا التلاعب الخطير في التراث النبوي الشريف.
قال الشاعر محمّد مهدي الجواهري في عينيته الشهيرة (آمنت بالحسين) :لعلَّ السياسة َ فيما جنتْ على لاصق ٍ بكَ أو مُدَّع ِ
وتشريدها كلّ مَن يُدلي بحبل ٍ لأهليك أو مقطع ِ
فكانت السياسة المعادية لأهل البيت عليهم السلام تحاول جاهدة طمس الحقائق عن طريق بثها للمتشابهات منعاً للناس من اتخاذ الدين الحق. ولذا نجد أن الإمام الصادق عليه السلام يعرّف الفقيه بأنه يفلق الشعرة من بين المتشابهات على ما جاء ،كذلك فإن الإمام الغائب صلوات الله عليه يظهر في شبهة ليستبين على حد تعبير الحديث المروي عن الإمام الباقر عليه السلام.ومن الترَّهات التي ابتدعوها ويرددها المغفلون بفخر في كل حين على منابرهم مقولة أن الشيعة غدروا بمسلم بن عقيل بن أبي طالب عليهم السلام ، ثم غرروا بالحسين عليه السلام فخذلوه ولم ينصروه ،وهم الآن يبكون على مصابه وما حلّ بأهل بيته ،ويركزون في هذا على أهل الكوفة ، ليجعلوا الشيعة مخنثين مطأطئ رؤوسهم حتى وكأن الكوفة حينذاك كانت كلها شيعية ، في وقت يعلمون أن خيرة قـُوّاد جيش الإمام الحسين هم خيرة أهل الكوفة ومقدموهم.
وفقنا الله وإياكم لمعرفة الدين الحق واتباعه والثبات عليه .
أخوكم : كاظم الحسيني الذبحاوي
|
|
|
|
|