اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الإقبال للسيد ابن طاووس :
بإسنادنا إلى عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا الحسن بن علي الكوفي عن الحسن بن محمد الحضرمي عن عبد الله بن سنان قال دخلت على مولاي أبي عبد الله جعفر بن محمد يوم عاشوراء و هو متغير اللون و دموعه تنحدر [تتحادر] على خديه كاللؤلؤ فقلت له يا سيدي مما بكاؤك لا أبكى الله عينيك فقال لي أ ما علمت أن في مثل هذا اليوم أصيب الحسين ع فقلت بلى يا سيدي و إنما أتيتك مقتبس منك فيه علما و مستفيد منك لتفيدني فيه قال سل عما بدا لك و عما شئت فقلت ما تقول يا سيدي في صومه قال صمه من غير تبييت و أفطره من غير تشميت و لا تجعله يوما كاملا و ليكن إفطارك [و لكن أفطر] بعد العصر بساعة و لو بشربة من ماء فإن في ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل الرسول ع و انكشفت الملحمة عنهم و في الأرض منهم ثلاثون صريعا يعز على رسول الله ص مصرعهم قال ثم بكا بكاء شديدا حتى اخضلت لحيته بالدموع و قال أ تدري أي يوم كان ذلك اليوم قلت أنت أعلم به مني يا مولاي قال إن الله عز و جل خلق النور يوم الجمعة في أول يوم من شهر رمضان و خلق الظلمة في يوم الأربعاء يوم عاشوراء و جعل لكل منهما شريعة و منهاجا يا عبد الله بن سنان أفضل ما تأتي به هذا اليوم أن تعمد إلى ثياب طاهرة فتلبسها و تحل أزرارك و تكشف عن ذراعيك و عن ساقيك ثم تخرج إلى أرض مغفرة حيث لا يراك أحد أو في دارك حين يرتفع النهار و تصلي أربع ركعات تسلم بين كل ركعتين تقرأ في الركعة الأولى سورة الحمد و قل يا أيها الكافرون و في الثانية سورة الحمد و قل هو الله أحد و في الثالثة سورة الحمد و سورة الأحزاب و في الرابعة الحمد و المنافقين ثم تسلم و تحول وجهك نحو قبر أبي عبد الله و تمثل بين يديك مصرعه و تفزع ذهنك و جميع بدنك و تجمع له عقلك ثم تلعن قاتله ألف مرة يكتب لك بكل لعنة ألف حسنة و يمحى عنك ألف سيئة و يرفع لك ألف درجة في الجنة ثم تسعى إلى [من] الموضع الذي صليت فيه سبع مرات و أنت تقول في كل مرة من سعيك إنا لله و إنا إليه راجعون رضا بقضاء الله و تسليما لأمره سبع مرات و أنت تقول في كل مرة من سعيك إنا لله و إنا إليه راجعون رضا بقضاء الله و تسليما لأمره سبع مرات و أنت في كل ذلك عليك الكآبة و الحزن ثاكلا حزينا متأسفا فإذا فرغت من ذلك وقفت في موضعك الذي صليت فيه و قلت سبعين مرة اللهم عذب الذين حاربوا رسلك و شاقوك و عبدوا غيرك و استحلوا محارمك و العن القادة و الأتباع و من كان منهم و من رضي بفعلهم لعنا كثيرا ثم تقول اللهم فرج عن أهل [آل] محمد صلى الله عليه و عليهم أجمعين و استنقذهم من أيدي المنافقين و الكفار و الجاحدين و امنن عليهم و افتح لهم فتحا يسيرا و اجعل لهم من لدنك على عدوك و عدوهم سلطانا نصيرا ثم اقنت بعد الدعاء و قل في قنوتك اللهم إن الأمة خالفت الأئمة و كفروا بالكلمة و أقاموا على الضلالة و الكفر و الردى و الجهالة و العمى و هجروا الكتاب الذي أمرت بمعرفته و الوصي الذي أمرت بطاعته فأماتوا الحق و عدلوا عن القسط و أضلوا الأمة عن الحق و خالفوا السنة و بدلوا الكتاب و ملكوا الأحزاب و كفروا بالحق لما جاءهم و تمسكوا بالباطل و ضيعوا الحق و أضلوا خلقك و قتلوا أولاد نبيك صلى الله عليه و آله و خيرة عبادك و أصفيائك و حملة عرشك و خزنة سرك و من جعلتهم الحكام في سماواتك و أرضك اللهم فزلزل أقدامهم و أخرب ديارهم و اكفف سلاحهم و أيديهم و ألق الاختلاف فيما بينهم و أوهن كيدهم و اضربهم بسيفك الصارم و حجرك الدافع [الدامغ] و طمهم بالبلاء طما و ارمهم بالبلاء رميا و عذبهم عذابا شديدا نكرا و ارمهم بالغلاء و خذهم بالسنين الذي أخذت بها أعداءك و أهلكهم بما أهلكتهم به اللهم و خذهم أخذ القرى و هي ظالمة إن أخذها أليم شديد اللهم إن سبلك ضائعة و أحكامك معطلة و أهل نبيك في الأرض هائمة كالوحش السائمة اللهم أعل الحق و استنقذ الخلق و امنن علينا بالنجاة و اهدنا للإيمان و عجل فرجنا بالقائم و اجعله لنا ردءا و اجعلنا له رفدا اللهم و أهلك من جعل قتل أهل بيت نبيك عيدا و استهل فرحا و سرورا و خذ آخرهم بما أخذت به أولهم اللهم أضعف البلاء و العذاب و التنكيل على الظالمين من الأولين و الآخرين و على ظالمي آل بيت نبيك صلى الله عليه و آله و زدهم نكالا و لعنة و أهلك شيعتهم و قادتهم و جماعتهم اللهم ارحم العترة الضائعة المقتولة الذليلة من الشجرة الطيبة المباركة اللهم أعل كلمتهم و أفلج حجتهم و ثبت قلوبهم و قلوب شيعتهم على موالاتهم و انصرهم و أعنهم و صبرهم على الأذى في جنبك و اجعل لهم أياما مشهودة و أياما معلومة كما ضمنت لأوليائك في كتابك المنزل فإنك قلت : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً } اللهم أعل كلمتهم يا لا إله إلا أنت يا لا إله إلا أنت يا لا إله إلا أنت يا لا إله إلا أنت يا أرحم الراحمين يا حي يا قيوم فإني عبدك الخائف منك و الراجع إليك و السائل لديك و المتوكل عليك و اللاجئ بفنائك فتقبل دعائي و اسمع نجواي و اجعلني ممن رضيت عمله و هديته و قبلت نسكه و انتجبته برحمتك إنك أنت العزيز الوهاب و أسألك يا الله بلا إله إلا أنت ألا تفرق بيني و بين محمد و آل محمد الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين و اجعلني من شيعة محمد و آل محمد و تذكرهم واحدا واحدا بأسمائهم إلى القائم ع و أدخلني فيما أدخلتهم فيه و أخرجني مما أخرجتهم منه ثم عفر خديك على الأرض و قل يا من يحكم بما يشاء و يعمل ما يريد أنت حكمت في أهل بيت محمد ما حكمت فلك الحمد محمودا مشكورا و عجل فرجهم و فرجنا بهم فإنك ضمنت إعزازهم بعد الذلة و تكثيرهم بعد القلة و إظهارهم بعد الخمول يا أرحم الراحمين أسألك يا إلهي و سيدي بجودك و كرمك أن تبلغني أملي و تشكر قليل عملي و أن تزيد في أيامي و تبلغني ذلك المشهد و تجعلني من الذين [الذي] دعي فأجاب إلى طاعتهم و موالاتهم و أرني ذلك قريبا سريعا إنك على كل شي ء قدير و ارفع رأسك إلى السماء فإن ذلك أفضل من حجة و عمرة و اعلم أن الله عز و جل يعطي من صلى هذه الصلاة في ذلك اليوم و دعا بهذا الدعاء عشر خصال منها أن الله تعالى يوقيه من ميتة السوء و لا يعاون عليه عدوا إلى أن يموت و يوقيه من المكاره و الفقر و يؤمنه الله من الجنون و الجذام و يؤمن ولده من ذلك إلى أربع أعقاب و لا يجعل للشيطان و لا لأوليائه عليه سبيلا قال قلت الحمد لله الذي من علي بمعرفتكم و معرفة حقكم و أداء ما افترض لكم برحمته و منه و هو حسبي و نعم الوكيل.