ما مدى صحة والسر في قراءة راس الحسين عليه السلام للقران
بتاريخ : 23-Dec-2010 الساعة : 01:50 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ما مدى صحة والسر وراء قراءة
راس الحسين ( )للقران الكريم ؟؟.
نسمع مِن الخطباء أنَّ رأس الحسين ()
......كان قد قرأ القرآن وهو على الرمح، فما مدى صحّة ذلك؟
الاجابة للشيخ محمد صنقور:
ليس فيما ذكر بمستغرب بعد الإيمان بقدرة الله المطلقة على كلّ شيء، وبعد ما تواترت الأخبار وصرَّح
القرآن الكريم بمظاهر قدرته التي أجراها على أيدي الأصفياء مِنْ خلقه، فقديمًا تكلّم عيسى في المهد وأحيا الموتى
وأبرأ الأكمه والأبرص، وقديمًا صيّر الله عصا موسى حيّة تسعى، وأحيى قتيل بني إسرائيل وأنطقه بالحقّ بعدما
ضُرب جثمانه بجزءٍ مِن بقرةٍ ذبحوها وما كادوا يفعلون، وقديمًا التقم الحوت نبيّ الله يونس وبقي في
بطنه دهرًا ثمَّ قذفه في اليمّ وهو مليم، وقديمًا أمات الله عزيرًا ثمَّ بعثه، وقديمًا دعا إبراهيم أربعةً مِن الطير
كان قد قطّعهم إربًا فآبوا إليه وكأنْ لم يقطّعوا، وقديمًا خاطبت الملائكة
زوجة إبراهيم (أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ).
وقد تكلّم الحصى في يدِ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
وأَنَّ الجذعُ الذي كان يستند إليه حينما فارقه، وأخبره الذراع المشوي أنّه مسموم.
وإذا كان هؤلاء أنبياء فهل كان أصحاب الكهف مِن الأنبياء؟
وهل كانت مريم العذراء مِن الأنبياء والتي كان زكريّا كلّما دخل عليها المحراب
وجد عندها رزقًا وقد أنجبت عيسى مِن غير أب؟
لماذا نستكثر على سيّد الشهداء أنْ يمنحه هذه الكرامة
وهو سبط رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وريحانته
وهو مَن قدّم نفسه قربانًا لله ومِن أجل أنْ تكون كلمة الله هي العليا.
هذا ما يتّصل بمقام الثبوت والإمكان، أمّا ما يتّصل بمقام الإثبات،
فقد وقفت بعد التتبّع المحدود على مجموعة مِن المصادر التي نقلت هذه الحادثة:
مِنها: ما رواه ابن شهر آشوب في المناقب
أنّه لمّا صلب رأس الحسين بالصيارف في الكوفة فتنحنح
الرأس وقرأ سورة الكهف إلى قوله تعالى:
(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)
وفي أثر أنّهم لمّا صلبوا رأسه على الشجرة سُمع مِنه
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) وسمع صوته بدمشق يقول: (لا قوّة إلاّ بالله) وسمع أيضًا
يقرأ (أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا)
فقال زيد بن أرقم: "أمرك عجيب يا ابن رسول الله". [1]
ومِنها: ما رواه الشيخ المفيد في الإرشاد عن زيد بن أرقم أنّه قال مرّ به على رمح
وأنا في غرفة لي فلمّا حاذني سمعته يقرأ
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا) فقفَّ والله شعري وناديت:
"رأسك والله يا ابن رسول الله أعجب وأعجب". [2]
ومِنها: ما ورد في كتاب دلائل الإمامة قال:
وأخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون عن أبيه عن أبي عليّ محمّد بن همام قال أخبرني
جعفر بن محمّد بن مالك قال حدّثنا أحمد بن الحسين الهاشمي –قدم علينا مِن مصر قال
حدّثني القاسم بن منصور الهمداني بدمشق عن عبد الله بن محمّد التميمي عن
سعد بن أبي خيزران عن الحرث بن وكيدة قال: كنتُ فيمَن حمل رأس الحسين ()
فسمعتُه يقرأ (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا)إلى قوله:
(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)
• وقرأ (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)
فجعلتُ أشكّ في نفسي وأنا أسمع نغمة أبي عبد الله () فقال لي:
"يا ابن وكيدة أما علمت أنّا معشر الأئمّة أحياء عند ربّنا"... .
وروى عن المنهال بن عمر قال: رأيتُ رأس الحسين()
بدمشق وبين يديه رجل يقرأ (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا)
فأنطق الرأس بلسان فصيح فقال:
• "أعجب مِن أصحاب الكهف قتلي وحملي" [3]
ومنها: ما نقله الشبلنجي الشافعي قال: روى ابن خالويه
عن الأعمش عن منهال الأسدي قال: "والله رأيتُ رأس الحسين رضي الله عنه حين حمل
وأنا بدمشق وبين يديه رجل يقرأ سورة الكهف حتّى إذا بلغ الرجل
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا) [4]
فنطق الرأس وقال: "قتلي لأعجب مِن ذلك". نور الأبصار في مناقب آل بيت المختار
لمؤلّفه مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي الشافعي مِن أعلام القرن الثالث عشر الهجري [5]
----------------------
[1] ج4، المناقب، ص68.
[2] الإرشاد، ص245.
[3] دلائل الإمامة، ص87؛ الإرشاد؛ الخرائج والجرائح، 577:2؛
بحار الأنوار188،45؛ العوالم 412:17.
[4] سورة الكهف/9
[5] الخصائص للسيوطي ج2، ص127.مشاهدة المزيد
**************
السر في قراءه رأس الحسين علية السلام..لسوره الكهف !
ولماذا كان رأس الإمام الحسين يقرأ الآية رقم 9 من سورة الكهف و هو مرفوع على القنا
روحي فداءا لتراب أقدامه .. : ( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا )
على وجه ...الخصوص دون... غيرها من السور .
الــــســــر هـــــــــو :
إن الاية الاعجازية التي كانت لله تعالى في اصحاب الكهف أنهم كانوا مؤمنين موحدين مضطهدين من قبل الملك
والسلطان المتغلب في وقتهم ، وكان مجتمعهم يتابع ذلك السلطان الغاشم فكانوا منفردين
في طريق الحق والهداية وكان قوم الملك يستاصلونهم لو اطلعوا على دينهم أو سيطروا
عليهم الا انه بقدرته تعالى ابقى وحفظ أصحاب الكهف بعدما هلك ذلك السلطان وقومه
ونشأ نسل جديد وحضارة اخرى ليبين تعالى على أنه قادر على نصر المستضعفين ويرجعهم
الى الدار الدنيا وتكون العاقبة هي غلبتهم على القوم الظالمين ، كما في قوله تعالى :
( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) و
( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادي الصالحون )
وغيرها من الآيات الدالة على رجوع الصالحين الى الدار الدنيا وكون العاقبة لهم جزاء دنيويا
من الله تعالى قبل جزاء ثواب الاخرة و قد سمع زيد بن أرقم الآية من الرأس الشريف في الكوفة ونادى :
رأسك يا بن رسول الله أعجب و أعجب .
و سمع آخرون منه في الشام آية ( انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى ) الكهف : 13
و لعل في تلاوة هذه الآيات اشارة الى قصة أصحاب الكهف إذ كان فيها إحياء بعد
إماتة ثلاثمائة و تسع سنين فهنا بطريق اولى يكون إنطاق الرأس الشريف
أعجب ، لأن هناك احياء بعد اماتة و هنا رأس بلاجسد يتكلم فرأسه (علية السلام)
بتلاوة هذه الآيات يظهر المعجزة الولائية في نطقه .
ولايبعد أن تكون الاشارة الى إمكانية الهداية للناس أو إتمام الحجة عليهم ، كما ان عودة
أصحاب الكهف الى الدنيا سببا لهداية الكثير ورسوخ الايمان فيهم و القاء الحجة عليهم.
ويمكن أن تكون الاشارة الى تحدي أصحاب الكهف الظلم و الطغيان في الفئة الحاكمة و
عدم رضوخهم و استسلامهم لهم مع قلة عددهم ، فكأنما كان الامام (علية السلام) يريد
أن يلفت النظر بان الانحراف السائد المتمثل في الحكم الاموي لابد و أن يواجه و لو
بقلة العدد و المؤنة كما كانت سيرته (علية السلام) في نهضته والله أعلم بحقائق الامور((منقول يتصرف ))