[موالية صاحب البيعة]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

السلام عليكم ورحمة الله

كشف اسرار الشبكة المصرية المتعاملة مع الموساد

اخترقت اسرائيل لبنان على الارض، في المواقع وفي البشر، لكن اسقاط عملائها على ايدي الاجهزة الامنية، واكتشاف مواقع البث والاجهزة التابعة لها، سجل ضربة قوية منذ 3 سنوات لاسرائيل وحتى الان، فلجأت اسرائيل الى مصر لتنفيذ مهام اختراق الساحة المصرية والاتصالات فيها، اضافة لاختراق الساحة اللبنانية عبر الساحة المصرية واختراق الساحة السورية ايضا عبر الساحة المصرية، وان المواطن اللبناني او السوري او المسؤول اللبناني او السوري عندما يتم الحديث معه من مواطن عربي قد لا يشك مباشرة بالموساد، بل يعتبر ان الاتصال به طبيعي، خاصة ان الموساد الاسرائيلي قام بتمويه المهمات المطلوبة باساليب جهنمية وصفها احد خبراء الامن في بريطانيا بانها خطط ابداعية لم تصل اليها مخابرات الـ«سي.آي. إي» اي المخابرات المركزية الامريكية.

صحيفة الديار اللبنانية تحدثت عن تفاصيل ما حصل في مصر وذكرت ان " ضابطان برتبة عالية في الموساد، الاول عمره 43 سنة والثاني 46 سنة، وهما من ذوي الخبرة العالية، ويعتبر اختراق اسرائيل للساحة المصرية بان اسرائيل لا تفرق بين دولة اقامت معها سلاما ودولة لم تقم بتسوية معها لانها تعتبر ان كل العرب اعداء لها، ورغم ان مصر جردت سيناء من السلاح ولا تسمح حتى لرغيف خبز ان يمر من العريش الى رفح تنفيذا لاتفاق كامب دايفد، لكن اسرائيل لم تحترم شيئا من هذا النوع بل خرقت الساحة المصرية للوصول الى لبنان وسوريا".

وتابعت الصحيفة "طوع الموساد الاسرائلي منذ سنوات العميل طارق عبد الرازق الحسين الحسن، ولكن هذا العميل واجهة لشبكة مخفية لا يعرفها، والشبكة المخفية هي شبكة الموساد الحقيقية، حيث تعامل الموساد مع رجال اعمال مصريين في دول اوروبية واستطاع تجنيدهم، وكانت خطة الموساد انه اذا تم اكتشاف شيئا ما فان التضحية ستكون بالعميل طارق عبد الرازق دون الوصول الى الشبكة المخفية القوية التي لا يعرفها، وهكذا يقدمونه كبش محرقة للمخابرات المصرية وتبقى الشبكة مخفية".

واضافت "بقي ضباط الموساد 4 أشهر في مصر بجوازات سفر مزورة عربية، وأحد ضباط الموساد تونسي والاخر ليبي، وكان يتكلمان اللغة العربية بفصاحة بالغة، ذلك انهما يهوديان من عائلات عربية عاشت في ليبيا وتونس، وما ظهر حتى الان انه اضافة الى توقيف عبد الرزاق العميل الاسرائيلي فانه تم توقيف اخرين لم تفصح عن اسمائهم نيابة امن الدولة المصرية.

كان ضباط الموساد الاسرائيلي يحملون ساعات موصولة بالاقمار الاصطناعية، فاذا شعرت الادارة المركزية للموساد بواسطة محطاتها في مصر بخطر ما فان جهاز انذار يعطيهم اشعارا بالخروج فوراِ من مصر والسفر عبر مطارها.

عند الساعة الـ3 صباحا، قامت قوة من المخابرات المصرية بمداهمة منزل عبد الرزاق واعتقاله، وبعد نصف ساعة اعطت ساعات ضباط الموساد اشارات بالخطر وضروة المغادرة، والساعات تعطي درجة الخطورة بانه اذا كان الخطر كبيراً، ولا يمكن السفر الى الخارج، فان على ضباط الموساد اللجوء الى السفارة الاسرائيلية في مصر والبقاء داخلها، واذا كانت درجة الخطورة في حدود الـ24 ساعة فيمكن سفرهما الى الخارج، فحزم الضابطان الاسرائيليان حقائبهم وتركو امتعتهم وثيابا لهم وحملوا حقائب صغيرة وتوجهوا الى مطار القاهرة وكانت اول طائرة امامهم طائرة متوجهة الى المغرب، فقطعا تذكرتي سفر وغادارا الى الدار البيضاء في المغرب.

اعطى العميل عبد الرزاق معلومات عن الشقة التي كان يجتمع فيها مع الضابطين الاسرائيليين، فقامت المخابرات المصرية بمداهمتها، ولم تجد شيئا وكانت الشقة فارغة، لكن جهاز الرصد في المخابرات المصرية كان يظن في شقة اخرى يسكنها ضابطا الموساد، فتمت مداهمتها ووجدت فيها امتعتهم، لكنهم لم يجدوا اي مستند تقني ولا حتى ورقة صغيرة مكتوب عليها اسم او رقم هاتف او اي شيئ، كما ان المخابرات المصرية حاولت استعمال خطوط الانترنت الموصولة الى الشقة، فتبين ان الضابطين لم يستعملا خط الانترنت في الشقة بل كان جهازهما في الانترنت مشفراً وموصولا بالاقمار الاصطناعية مباشرة، ولم يجدا اي اثر لشق تقني، ووجدوا على الامتعة وعلى السريرين مادة كيمائية تقوم بتغير الـ«DNA » وتخفي اثار الاستعمال الشخصي لهذه الامتعة والاسرة، وما تزال المخابرات المصرية تعمل على فك تركيبة المواد الكيمائية التي تم رشها داخل الشقة على الامتعة والاسرة وفي كل مكان.

العملاء المصريون الذين جندهم الموساد كانوا قد زاروا دمشق عدة مرات، وزاروا بيروت مرات كثيرة كمستشارين لشركة نمساوية مستعدة لتقديم عروض انارة للشوارع، وتحت هذا الستار نالوا تراخيصا بالتجول في الشوراع ودراستها، واقاموا علاقات مع شخصيات في البلدين، وكانت الاسماء المطلوبة لتجنيدها اتية مباشرة من الادارة المركزية للموساد، وانجزت المخابرات المصرية عملا هاما باكتشاف شبكة الموساد والعملاء المصريين،وذكر الدكتور البصراوي الخبير في الامن القومي المصري ان المخابرات المصرية زودت المخابرات السورية واللبنانية بمعلومات عن اكتشاف الشبكة، وانه حصل اعتقال لاحد الاشخاص في سوريا، ويقول الدكتور البصراوي انه مسؤول هام، وانه اعطى 75 صفحة كاملة عن معلومات عسكرية خطيرة في سوريا الى العميل المصري، فيما لم يتم توقيف احد في لبنان لان الشبكة المصرية لم تستطع خرق اية شخصية حتى الان كما يبدو.

وذكرت صحف مصرية ان ضباط امن سوريين زاروا القاهرة سراً، واطلعوا على المعلومات، وان اللواء عمر سليمان هو الذي اتصل بدمشق، وابلغهم ضرورة حضور وفد امني الى القاهرة.

توترت العلاقة بين مصر واسرائيل، ومن دون اي ابلاغ، وقبل يومين، غادر السفير الاسرائيلي القاهرة يرافقه الملحق العسكري ومساعده والقائم بالاعمال والسكرتير السياسي، وامتنعت السفارة الاسرائيلية في القاهرة عن استقبال اي مواطن مصري لاعطاء تأشيرة دخول او لاي معاملة تجارية بحجة ان المسؤولين غائبين بداعي السفر، اما السفير المصري فبقي في اسرائيل في سفارة مصر مع كل اركانه، وكانت العادة انه عندما يغادر سفيرا الى بلده يبلغ وزارة الخارجية بالامر، لكن السفير الاسرائيلي لم يبلغ الخارجية المصرية باي امر وسافر مع اركانه على متن طائرة اسرائيلية خاصة جاءت من اسرائيل لنقلهم مع الحقائب الديبلوماسية السرية، وهذه الحقائب تحمل اجهزة ووثائق كان الضابطان الاسرائيليان في الموساد يزودان بها السفارة ويتم الاحتفاظ بها.

المخابرات المصرية متحفظة حتى الان ولا تعلن الكثير، لكن ما اشارت اليه الصحف المصرية ان اسرائيل استطاعت الدخول مجدداً على خط الاتصالات في لبنان عبر شركة اتصالات مصرية، كما انها عبر مصر استطاعت الدخول الى الساحة السورية، والاخطر وفق الصحف المصرية انها عملت على محاولة خرق الخليج العربي كله.

الشبكة لم تنكشف حتى الان جدياً، بل سقط منها الواجهة العميل طارق عبد الرزاق، وتتحدث الصحف المصرية نقلاً عن مصدر امني بان رجال اعمال لبنانيين تم الاتصال بهم من قبل رجال اعمال مصريين، وانه تم استخدام لجنة العلاقات المصرية اللبنانية للدخول على ادارة مصارف وشركات، فيعني ذلك ان اسرائيل تحضر لشيئ ما ضد لبنان وتنوي خاصة محاصرة المقاومة ومعرفة اعمالها المالية والتجارية، وذلك انه في موقع صحيفة هارتس ذكر يوسي عاموس اثناء المناقشة في برنامج تلفزيوني عن المقاومة في لبنان «باننا اخطأنا بالذهاب بالحرب عسكرياً ضد حزب الله وان مراقبة دخول شاحنات الصواريخ وغيرها لا يفيد» بل يجب العمل على نقطتين:

1 - وضع حزب الله على لائحة الارهاب في اوروبا مع بدء عمل المحكمة الدولية ورفض حزب الله الخضوع لها.
2 - تجفيف كل مصادر المال لحزب الله في المصارف والشركات ومن الاشخاص، تحت بند وضع اوروبا لحزب الله على لائحة الارهاب ومنعهم من ممارسة اعمالهم في اوروبا وعدم إعطاءهم اي تأشيرات دخول، لقطع اي تفاعل مالي وتجاري بين حزب الله ومصارف وشركات وغيرها.

عندما ستكشف المخابرات المصرية كل الامور عن الشبكة الاسرائيلية، ستظهر فضيحة كبرى في العالم العربي، لكن اللواء عمر سليمان مع الرئيس المصري حسني مبارك مصر على عدم قيام أزمة ديبلوماسية مع اسرائيل حالياً من أجل عدم التأثير على المفاوضات وعلى السلطة الفلسطينية بقيادة ابو مازن، ذلك انه اذا قطعت مصر العلاقات وسحبت سفيرها فان احراجاً كبيرا سيصيب ابو مازن في عملية التفاوض مع اسرائيل، وعلى الارجح فان امريكا لعبت دورا كبيرا في منع مصر من اتخاذ خطوات ضد اسرائيل، وحتى الان لم تعترف اسرائيل بالشبكة ولا هي قدمت اعتذاراً الى السلطات المصرية، لكن امريكا تسعى الى وضع بروتكول بين مصر واسرائيل يمنع الاخيرة من القيام باعمال امنية داخل مصر مقابل عدم اتخاذ مصر خطوات ضد اسرائيل، وقد ابلغت واشنطن القاهرة انه اذا نشأت ازمة مصرية اسرائيلية فان مهمة المبعوث الاميركي للسلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل بالتفاوض بين اسرائيل والفلسطينين ستصاب بضربة كبرى، وان ابو مازن سيصاب بضعف، وان حماس ستزداد قوة، لذلك اصرت امريكا على مصر بعدم اتخاذ اي اجراء ضد اسرائيل مقابل ترتيب بروتكول، ولاحقا ربما اعتذاراً من اسرائيل لمصر، وفي مطلق الاحوال فان سحب السفير الاسرائيلي من القاهرة هو تجنب لقرار مصري بابعاد السفير الاسرائيلي قسراً من القاهرة.
المنار