اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
قاسم اللحام والامام الحسين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآلمحمد وعجل فرجهم
أحداث القصة جرت في مدينة جنوب طهران
في ميدان المدينة توجد ساحة كبيرة .. كان هناك رجل اسمه قاسم اللحام .. وكان قاسم اللحام شاب مفتول العضلات .. لكنه انسان غير ملتزم كاره للصلاة وكان بعض الأوقات شارب للخمر
في هذه البقعة كان هناك مجالس للعزاء على سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين .. وقاسم محب للحسين برغم معاصيه .. فقاسم يأتي إلى مجلس الحسين خلال شهري محرم وصفر يمتنع عن شرب الخمر ويحاول أن يصلي ويصبح متواضع ببركة الحسين وعلى حب الحسين ...
في الحسينية التي يذهب إليها قاسم يخرجون بمواكب العزاء إلى الشارع .. وكان هناك علم ثقيل .. هذا العلم لا يحمله إلا قاسم اللحام وهو لا يدع أحد غيره يحمله .. كأنه يقول بأن العلم خاص بي وحدي .. فكأن وظيفته في مجلس الحسين أن يحمل علم الموكب ..
أهل الموكب والحسينية رأوا أن الحضور بدأ يقل كل ليلة .. فتعجبوا لذلك وصاروا يسألون الناس عن سبب عدم حضورهم للمجلس .. وكانت جميع الإجابات مضمونها أنهم لن يحضروا هذا المجلس ما دام فيه قاسم .. بصفته إنسان فاسق خمار تارك للصلاة
القائمون على هذا المجلس سبعة أشخاص .. احتاروا في أمرهم .. فمجالس الحسين لا يمكن المنع منها ويجب عليهم احترام الحضور مهما كانت دياناتهم أو مذاهبهم .. فكيف بإمكانهم أن يطلبوا من قاسم عدم المجيء للمجلس .. وإن لم يفعلوا فسيخلو مجلسهم من الحضور .. فقرروا أن يذهبوا جميعا إلى منزل اللحام ويطلبون منه ترك مجلسهم بأي طريقة كانت .. وكان بينهم رجل كبير السن محترم طلبوا منه أن يكون هو المتحدث وهم يسكتون
ذهبوا إلى بيت قاسم .. ذلك البيت البسيط .. فهو فقير لا يملك شيئا .. استقبلهم في غرفته المتواضعة .. وبدأ الرجل الكبير بالتحدث .. قال لقاسم : أتحب الحسين ؟؟ تعجب قاسم من السؤال وقال : اي والله أحب الحسين .. روحي فداء للحسين .. ما معنى هذا السؤال ؟!! أجاب الرجل : اسمع يا قاسم .. نحن نعرف أن قلبك أبيض ولكن الناس لا تأتي إلى مجلس الحسين بسبب وجودك فيه .. ونحن نرجوك احتراما لمجلس الحسين منذ الغد بمجرد أن تبدأ العشرة الحسينية لا تحضر المجلس .. أطرق قاسم رأسه وقال : كما تريدون .. لن أحضر .. فاستبشر الناس حين عرفوا بأن قاسم لن يحضر المجلس
ذهب قاسم إلى السوق واشترا أمتارا من القماش الأسود .. كان عنده في بيته طابق سفلي سود جدرانه بالقماش الأسود وقال : هذه حسينية قاسم اللحام
بدأت أيام المحرم .. لبس الناس بالسواد .. عصبوا رؤوسهم .. سودوا المآتم .. رفعوا الشعارات حسينية .. والكل نادى (( يا حسين ))
كانت لقاسم طفلة صغيرة .. قالت له : أبي ألن نذهب للموكب ؟؟ قال لها : اذهبي أنت مع أمك الآن ثم آتيكم .. فذهبوا .. وصار قاسم وحيدا .. فكل من في المدينة اتجه للمجالس .. أخذ قاسم السلاسل ونزل إلى حسينية بيته وأخذ يدور وهو يضرب على كتفيه ويقول (( يا حسين .. يا حسين .. يا حسين ))
مضت الليلة الأولى من شهر محرم وقاسم يندب الحسين وحده في حسينية بيته .. ومضت الليلة الثانية والثالثة والرابعة وأهله يذهبون إلى الموكب وهو وحده يضرب على صدره ويصيح (( يا حسين ))
في الليلة الخامسة رأى أحد السبعة القائمين على الحسينية حلما في منامه .. فاستيقظ وذهب لأحد القائمين على المجلس معه وقال له : رأيت رؤيا عجيبة .. سأله : عن من ؟؟ فأجاب : قاسم اللحام .. واتضح بأن الثاني أيضا رأى نفس الرؤيا .. بل أن السبعة كلهم رؤوا الرؤيا ذاتها .. فقرروا أن يذهبوا لقاسم ..
حين ذهبوا لقاسم اللحام وجدوه في سرداب بيته واضعا بعض قطع السواد على جدران السرداب .. فطرقوا الباب .. حين انتبه لهم قالوا له : قاسم .. الحسين أتانا في الحلم .. بمجرد أن سمع قاسم هذه الكلمات أجهش بالبكاء .. ثم قال : أنا رأيت الحسين .. قولوا ما رأيتم ثم أخبركم بما رأيت .. فأصروا عليه أن يخبرهم هو الأول .. فقال : في الليلة الماضية جاءني الحسين في عالم لرؤيا ومسح على رأسي وقال لي : يا قاسم أنا أعتذر عن هؤلاء السبعة .. من المفترض أن يحترموا موقفك .. يا قاسم أنا الحسين أدعوك من الليلة القادمة أن تحضر المجلس .. حين قال قاسم هذه الكلمات قال السبعة : نعم نحن أيضا رأينا نفس الحلم في عالم الرؤيا .. قال قاسم : لكن هناك كلمة أخرى قالها لي مولاي الحسين .. أمرني أن لا أشرب الخمر بعد اليوم .. وإني والله أطيع أمر إمامي الحسين ومن اليوم لا أترك أي صلاة ولا أشرب الخمر طوال عمري.. قال السبعة : يا قاسم نحن الليلة ندعوك لحضور المجلس .. فقال : إن شاء الله أحضر
ثم قال : أظن أن هذه السنة أخر سنين عمري .. إلهي إن رجعت عن توبتي وقررت العودة للمعاصي فخذ عمري لا أريد عمرا أقضيه بمعاصيك .. فقد تبت ببركة مولاي الحسين
ومضت الليالي .. السادس .. السابع .. الثامن .. التاسع .. إلى الليلة العاشرة .. وفي صباح يوم العاشر سمع الناس الصياح من بيت قاسم .. زوجته وابنته يصرخون .. وحين أتوا إلى منزل قاسم وجدوه قد فارق الدنيا بعد أن تاب إلى الله ببركة سيد الشهداء .. اجتمع أهل ميدان خراسان لتشييع قاسم التائب أحسن تشييع .. غسلوه وكفنوه .. أتوه بباقات الورود .. وضعوا الورود فوق جنازة قاسم اللحام .. خادم الحسين .. شيعوه تشييع يليق بخادم سيد الشهداء .. فخدمة الحسين يشيعون بالورود
فهنيئا له رؤويا الحسين ..وهنيئا له التوبه عن شرب الخمر .. وهنيئا له التزامه بالصلاة
وهنيئا له لقاء ربه تائبا لم تدنسه المعاصي
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام عليكم
الحسين مصباح للهدى ومنارا لنا في حياته وبعد مماته
هنيئا لمن والى ال البيت
وتاب من المعاصي على ايدهم
توقيع رياض ابو طالب
وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي