سقوط النظام المصري... إصابة في مقتل الاعتدال العربي وزوال اسرائيلي محتم
بتاريخ : 02-Feb-2011 الساعة : 08:58 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
سقوط النظام المصري... إصابة في مقتل الاعتدال العربي وزوال اسرائيلي محتم
رأى مدير مكتب قناة الجزيرة في لبنان غسان بن جدو أنه في حال سقوط النظام المصري، تكون ما تسمى بمنظومة الاعتدال العربي قد أصيبت "في مقتل"، وهذا ما سيكون له تداعيات مؤثرة في المنطقة، خصوصاً وان تلك المنظومة قد تعرضت الى انتكاسات وإخفاقات عديدة على كافة المستويات.
بن جدو، الذي زار بعد عشرين سنة موطنه تونس إثر سقوط نظام زين العابدين بن علي، قال لموقع قناة المنار إن "سقوط النظام في مصر الذي يلعب دوراً بارزاً في المنطقة في "ارساء السلام " - وفق معايير الأميركيين والاسرائيليين - بعد توقيعها اتفاقية كامب ديفيد بينها وبين كيان العدو، سيؤدي بطبيعة الحال الى تخلي مصر عن تلك الاتفاقية، وهذا ما يجعل إسرائيل في مأزق كبير كونها تراهن هي وأميركا على الدور المصري في حماية ارضها عبر ما يسمى بمحور الاعتدال العربي.
إذا سقط النظام المصري سيصبح زوال اسرائيل حتميا.....
"إذا سقط النظام المصري واستمر تدحرج أحجار الدومينو، فإنه سيخلق منظومة جديدة ممانعة في الوطن العربي، وسيصبح زوال اسرائيل حتمياً وقريباً. طبعا لا اتحدث عن فترة زمنية قريبة، ولكن في المدى المنظور"، يقول بن جدو. "ما الذي تملكه اسرائيل بعد سقوط النظام المصري وتداعي الانظمة التي تشل محور الاعتدال غير ترسانتها العسكرية التي لا تفيد في حالة كهذه؟ هي لا تملك شيئا، وهذا ما يبشر بأن الحرب المدمرة القادمة سينتج عنها نهاية ما يسمى بدولة إسرائيل".
ولفت بن جدو الى انه ليس بالضرورة ان تسقط الانظمة مثل ما حصل في تونس وما سيحصل في مصر "بل إنها ستتقوقع وتنكفىء لحماية نفسها وحماية حكمها وهذا ما سيشغلها عن لعب اي دور يخدم العدو".
مصر تخطت مرحلة التحركات الشعبية لكنها لم تصل الى الثورة بعد
مدير مكتب قناة الجزيرة في بيروت رأى أن الرئيس مبارك قد استفاد كثيرا من وصوله بعد اغتيال الرئيس أنور السادات وبدأ رئاسته من منطلق امني بحت، وهذا ما جعله يبني منظومته الأمنية القوية .
واكد بن جدو ان استمرار التحركات الشعبية على هذا النحو، خصوصاً وأنها تشهد تطوراً وتزايداً في أعدادها، سوف يؤثر حكماً على هذا النظام وبالتالي لا يمكن ان يستمر في مثل هذا الجو الضاغط، مشيرا الى ان "القيادات السياسية الموجودة يجب ان تتفاعل اكثر وان تتفق مع الجيش وهذا يحتاج الى وقت، والعنصر الاهم هنا هو صبر المصريين وعدم توقف انتفاضتهم". كما شدد على ضرورة إيجاد قيادي من قبل المعارضة يحوز على احترام الجميع وقادر على الاتفاق مع المؤسسة العسكرية (الجيش ).
"لا تزال الانتفاضة قائمة، ولكن لا يمكننا ان نتحدث عن ثورة حقيقية في مصر اليوم. فمصر اليوم قد تخطت مرحلة الحركة الشعبية ولامست الانتقال الى مرحلة الثورة التي من شأنها اسقاط نظام الرئيس حسني مبارك. ولا بد من الاشارة الى ان نظام مبارك هو نظام قوي يعتمد على العنصر الامني بالدرجة الاولى، ولا ننسى اننا لا زلنا في مرحلة ما بعد الملكية، واقصد ثورة ضباط الأحرار، التي كان من ابرز قادتها الرئيس الاسبق جمال عبد الناصر. فقد عمل مبارك على بناء منظومة أمنية قوية موالية له مؤلفة من القوى الامنية الداخلية ويبلغ عديدها نحو مليون ونصف عنصر بالاضافة الى ما يعرف بالحرس الرئاسي، وهي مؤسسة امنية قوية مسلحة بأحدث الاسلحة، والجيش الذي عمل منذ بدابة التسعينات على إبعاد كبار الضباط الوطنيين وتنصيب ضباط موالين له وترقية آخرين ممن هم برتبة مقدم وما فوق، وقد كان يقدم لهم المكافآت، وهذا هو السبب الذي يبقى الجيش موحداً ويبقيه تحت امرة الرئيس حسني مبارك وهذا ما شاهدناه في الايام الماضية"، يقول الصحافي غسان بن جدو.
الأميركي يحاول الالتفاف ...
أما بالنسبة للموقف الامريكي، اعتبر بن جدو أن "حسني مبارك قد سقط ولن تكترث الادارة الامريكية لسقوطه وما هي إلا ساعات أو أيام حتى نسمع خبر سقوط مبارك، لكن واشنطن تهتم لبقاء النظام الامني الذي يخدم مصالحها في المنطقة، وكل ما نراه اليوم من تغييرات حكومية أو تعيين نائب لمبارك ما هو الا محاولة لبقاء االنظام، وعلى المعارضة المصرية الانتباه لمحولات الالتفاف التي تعتمدها الادارة الامريكية.
النظام المصري يخاف "الجزيرة " لما لعبته من دور بارز أثناء الثورة في تونس
وعلى خلفية قرار السلطة المصرية إقفال مكتب قناة الجزيرة في مصر وسحب بطاقات اعتماد موظفيها ومراسليها، ووقف بثها عير القمر نيل سات، قال بن جدو إن قناة الجزيرة قد أثبتت حضورها الدولي وكفاءتها على المستوى الدولي وعلى مستوى العمل الميداني وكيفية تغطيتها للاحداث خلال الثورة التونسية التي اطاحت بحكم زين العابدين بن علي، وهذا ما أخاف السلطات المصرية".
"السلطات المصرية انزعجت كثيرا من اداء الجزيرة في تغطية الاحداث وسببت لها صداعا كبيراً وهذا ما جعلها ان تقرر باقفال مكتبها ووقف بثها، وهذا الامر لن يثني القناة عن القيام بعملها، ولن يستطيع النظام المصري إقصاء الجزيرة من القيام بعملها المهني الذي يقتضي تغطية احداث انتفاضة الشعب المصري"، يختم بن جدو حديثه لموقع المنار.