اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ذكر الشيخ المفيد رحمة الله عليه في كتابه أقسام المولى
المولى ينقسم في اللغة على عشرة أوجه :
أولها : ( الاولى ) ، وهو الاصل والعماد ، الذي ترجع إليه المعاني في باقي الاقسام .
قال الله تعالى في سورة الحديد : ( فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير ) يريد جل اسمه هي أولى بكم على ما جاء في التفسير ، وذكره أهل اللغة المحققون .
قال لبيد : فغدت كلا الفرجين ، تحسب أنه * مولى المخافة خلفها وأمامها يريد أولى المخافة . ولسنا نعلم من أهل اللغة في المعنى خلافا .
والثاني : ( مالك الرق ) قال الله تعالى : ( ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ وهو كل على مولاه " يريد مالكه ، والامر في هذا المعنى أبين من أن يحتاج فيه إلى الاستشهاد .
والثالث : ( المعتق ) .
والرابع : ( المعتق ) .
والخامس : ( ابن العم ) . قال الشاعر : مهلا بني عمنا مهلا موالينا * لا تنشروا بيننا ما كان مدفونا .
والسادس : ( الناصر ) قال الله جل وعز : ( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وان الكافرين لا مولى لهم )، يريد لا ناصر لهم .
وهذه الاقسام . التسعة بعد " الاولى " إذا تؤمل المعنى فيها وجد راجعا إلى " الاولى " ومأخوذا منه .
لان مالك الرق لما كان أولى بتدبير عبده من غيره . [ كان مولاه ] . والمعتق لما كان أولى بميراث المعتق من غيره ، كان لذلك مولاه . والمعتق لما كان أولى بمعتقه في تحمل جريرته ، واتصف به ممن أعتقه غيره كان مولاه أيضا لذلك .
وابن العم لما كان أولى بالميراث ممن بعد عن نسبه ، وأولى بنصرة ابن عمه من الاجنبي ، كان مولى لاجل ذلك . والناصر لما اختص بالنصرة فصار بها أولى كان من أجل ذلك مولى .
والمتولي لتضمن الجريرة لما الزم نفسه ما يلزم المعتق كان بذلك أولى ممن لم يقبل الولاء ، وصار به أولى لميراثه ، فكان لذلك مولى .
والحليف لاحق في معناه بالمتولي ، فلهذا السبب كان مولى .
والجار لما كان أولى بنصرة جاره ممن بعد عن داره ، وأولى بالشفعة في عقاره ، فلذا كان أولى .
والامام المطاع ، لما كان له من طاعة الرعية وتدبيرهم ما يماثل الواجب بملك الرق ، كان لذلك أولى ، فصار جميع المعاني فيما حددناه يرجع إلى معنى الاولى ، ويكشف عن نتيجة ما ذكرناه في حقيقته ووصفناه .
وقد حمل العناد الناصبة على أن جحد بعضهم أن يكون " الاولى " أحد أقسام المولى ، أو يحصل ذلك في معناه ، واعترف بعضهم أنفة من العناد ، وادعوا أنه مجاز من الاقسام . وفيما قدمناه من الدليل على أنه الاصل والعماد بيان فضيحة هؤلاء الاوغاد .
على أنه لا فصل بينهم وبين من جحد الاقسام التسعة ، واقتصر به على الاول ، فادعى فيها الاستعارة والمجاز ، بل هو بهذه الدعوى أقرب إلى الصواب .