قصة إستشهاد أخوة الامام الرضا عليه السلام في طريقهم لرؤيته
بتاريخ : 03-Mar-2011 الساعة : 12:12 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بعد ان أجبر الامام الرضا على الرحيل عن المدينة الى خراسان قررت السيدة المعصومة التي لم تكن تصبر على فراق الامام لشدة حبها له على السير اليه مع اخواتها
فخرج ركب السيدة المعصومة مع بعض إخوتها . .
وخرج بعض آخر من إخوتها في ركب ثان باتجاه طوس . .
ركبان عظيمان يتجهان نحو طوس للقاء بإمامهم ( ) :
أحدهما يتجه إليها عن طريق الري وساوة . .
والآخر يتجه إليها عن طريق شيراز .
فالإمام الرضا ( ) قد استأذن المأمون في قدومهم عليه (1) .
كان إخوة الإمام الرضا ( ) : أحمد ، ومحمد ، وحسين ، على رأس هذا الركب الذي ضم عدداً كبيراً من بني أعمامهم وأولادهم وأقاربهم ومواليهم ووصل عددهم إلى ثلاثة آلاف (1) .
وفي الطريق انضم إليهم جمع كثير من موالي ومحبي أهل البيت ( ) ، فصار عددهم ما يقرب من خمس عشرة ألف نسمة رجالاً ونساء (2) ، يتجهون إلى طوس عن طريق شيراز ليحظوا برؤية الإمام ( ) ، ويرفلوا بأثواب البركة في جواره (3) .
ولما وصل خبر القافلة وهذا التجمع الكبير إلى المأمون ، حشي على ملكه وسلطانه من التزلزل إذا ما وصلت هذه القافلة العظيمة إلى خراسان ، فأمر ولاته بمنع زحف هذا الركب وإرجاعهم إلى
المدينة (1) .
فجهز حاكم شيراز ـ آنذاك ـ جيشاً جراراً من أربعين الف جندي وتوجه إلى الركب ، فلتقى بهم في « خان زينان » على ثمانية فراسخ (2) من شيراز .
فتوقفت قافلة بني هاشم تستطلع الأمر .
قال الحاكم لهم : إن الخليفة يأمر بإرجاعكم من حيث أتيتم .
فقال أمير الركب أحمد بن موسى : إننا لا نريد سوى زيارة أخينا الإمام الرضا . وما قصدناه إلا بعد استئذان وإجازة المأمون نفسه .
قال الحاكم : قد يكون ما ذكرت ، ولكنّه أصدر الأمر إلينا بمنعكم من إكمال سيركم .
فتشاور الإخوة فيما بينهم ، واتفقوا على إكمال مسيرتهم ، واحتاطوا لذلك بجعل النساء في آخر القافلة . .
في الصباح تحركوا من جديد . .
ولكن حاكم شيراز وجنده الأربعين ألفا قطعوا الطريق عليهم . .
فبدأت معركة دامية ، أبدى فيها إخوة الإمام وسائر أفراد القافلة شجاعة فائقة ، ولا عجب في ذلك فهم من بني هاشم أصل الشجاعة ومنبت البطولة ، وعلى أثر ذلك انكسر جيش الأعداء ، وتفرقوا . . . فلجأوا حينئذ إلى المكر والخديعة .
فنادى رجل منهم : إن كان تريدون ثمّة الوصول إلى الرضا فقد مات ! !
فسرت هذه الشائعة بين أفراد القافلة كالبرق ، وهدّت اركانهم ، وكيف لا ؟ إنهم يسمعون خبر وفاة إمامهم ( ) .
وكان ذلك سببا لتفرق افراد القافلة عن الإخوة الكرام .
فتوجه الإخوة الثلاثة إلى شيراز ليلاً بعد أن غيروا البستهم حتى لا يعرفوا ، وتفرقوا فيها وتفرغوا للعبادة ، ولبثوا مدة دون أن يعرفهم أو يتوصل إليهم أحد .
ولكن على أثر انتشار الجواسيس توصلوا إلى مكان أحمد بن موسى .
فارسل الحاكم جيشاً كبيرا لاعتقاله . وكان أحمد بن موسى قد اختفى في دار أحد الموالين لهم ، فخرج من الدار يقاتلهم قتالاً مستميتاً دفاعاً عن نفسه .
فماذا يا ترى يفعل فرد واحد أمام بلدة مخالفة وجيش كبير ؟ !
إنه أظهر شجاعة عظيمة ، وكان بين فترة وأخرى يدخل الدار فيستريح . وعندما لم يتمكنوا منه لجأوا إلى الجيران ، وأحدثوا فجوة إلى تلك الدار عبر دار الجيران ز غافلوه وقتلوه في الموضع الذي نراه الاآن والمعروف بـ « شاه جراغ » .
كما أنّهم قتلوا أخاه ُ حسيناً بالقرب من بستان ، وله مزار أيضاً في شيراز ويُعرف بالسيد « علاء الدين حسين » .
وأما السيد محمد فلم يتمكنوا منه ، وعرف بكثرة العبادة ، ولذا( 72 )
كان يلقب بـ « محمد العابد » ، وتوفي ودفن في بقعته الشريفة من شيراز (1) .
____________
(2) أعيان الشيعة : ج3 ص 192 .
(3) شبهاي پيشاور : ص 117 .
تحفة العالم : ج2 ص 28 .
لا تنسونا من صالح دعائكم
يـــــــ زهراء ــــــــا مــــــدد
توقيع عبـد الرضا
أفصبراً يا صاحب الأمر والخطب جليل يذيب قلب الصّبور
كيف من بعد حمرة العين منها تهنى بطرفٍ قرير !!
فإبكِ لها وإزفر لها فإنّ عداها منعوها من البكاء والزّفير !