|
عضو
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
خادمة بنت المصطفى
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
بتاريخ : 16-Mar-2011 الساعة : 04:31 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ذكر آية الله العظمى الشيخ عبد الله المامقاني في كتاب مرآة الرشاد لوصيته لإبنه :
واعلم بُنيّ ـ رزقك الله تعالى الصبر بأقسامه ـ أنّ الصبر عند المكاره يحصل بملاحظة أمور تجعل مرارته عند أهله أحلى من العسل:
أحدها: ما ورد من جزيل الثواب الأُخرويّ؛ فقد استفاضت الأخبار بأنّ الصابرين يدخلون الجنّة بغير وقوف في العرصات، ولا نَصْب ميزان، ولا نَشْر ديوان ولا حساب .
وورد أنّ « مَن صبر نال بصبره درجة الصائم القائم، ودرجة الشهيد الذي قد ضرب بسيفه قُدّام آل محمّد صلّى الله عليه وآله » .
وأنّ « الصبر عل الفاقة جهاد »، وأنّه « أفضل من عبادة ستين سنة ».
وأنّ « من ابتُلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد.. ».
.. إلى غير ذلك من الأجور المتقدّم بعض منها.
ثانيها: ما يترتب عليه بالتجربة من نيل المراتب العالية.
ثالثها: تفاني المحنة بمرور الآنات، وفناء العمر على كلّ حال، وأنّ الساعة التي تمضي لا يبقى سرورها ولا ألمها، والّتي تأتي لا تدري ما هي، وإنّما هي ساعتك الّتي أنت فيها.
رابعها: عدم حصول نتيجة للجزع والفزع والشكوى إلاّ قلّة الأجر، فإنّ المقدَّر كائن، وقضاء الله لا يُرَدّ ولا يبدَّل، والعبد مملوك لا يقدر على شيء أبداً.
خامسها: ملاحظة حال الممتحَنين بأعظم من امتحانه، الصابرين عليه أجمل صبر.
سادسها: ملاحظة أنّ الابتلاء من السعادة، وأنّ البلاء للولاء، بل شدة البلاء للمؤمن تكشف عن شدة القُرب إليه تعالى.
سابعها: تذكّرُ أنّ ذلك من الحكيم الرؤوف، وأنّه لا يختار لعبده إلاّ ما فيه صلاحه، وأنه غنيّ على الإطلاق، وأنه على كلّ ما يشاء قدير.
ثامنها: تذكّر أنّ ذلك تزكية لنفسه.
تاسعها: أنّه لا أثر للشكوى إلاّ فرح العدوّ وحزن الصديق.
عاشرها: أنّ الصبر محمود العاقبة حتّى في الدنيا، كما يستفاد من الأخبار وقضايا الصابرين، ألا ترى أنّ صبر يوسف عليه السّلام عن معصية الله تعالى وعلى المحن كيف أدى إلى بلوغه الغاية القصوى من العزّ، ومن تَصيير الجبّار العاتي له عبداً بعد أن كان له مالكاً، والإخوة له حقراء، وزليخا له ذليلة جالسة في طريقة، ونال منها بنهاية العزّ بعد عود شبابها وجمالها وعينها إليها، كما لا يخفى على من راجع الأخبار الواردة في تفسير سورة يوسف .
جعلك الله من الصابرين
وسلمت يداك
وجعله الله في موازين أعمالك
|
|
|
|
|