موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
 
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )إن الحسين صلوات الله عليه مصباح الهدى وسفينة النجاة

إضافة رد
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

ابو صالح
الصورة الرمزية ابو صالح
عضو مجتهد

رقم العضوية : 25
الإنتساب : Mar 2007
المشاركات : 76
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 222
المستوى : ابو صالح is on a distinguished road

ابو صالح غير متواجد حالياً عرض البوم صور ابو صالح



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي يوم عاشوراء
قديم بتاريخ : 23-Jan-2008 الساعة : 10:25 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
مضت تلك اللّيلة ، ومضى معها تاريخ طويل ، وها قد وُلِدَ اليوم العاشر من المحرّم ، يوم الدم والجهاد والشهادة ، يوم اللقاء والمصير .
وها هو عمر بن سعد يعدّ جيشه ، ويُعبِّئ قوّاته لقتال ابن بنت رسول الله (ص) ، وخامس أهل البيت المطـهّرين(ع)الّذين فرض الله حبّهم وولاءهم على هذه الاُمّة بنصّ كتابه الكريم.
تأهّب الامام الحسين (ع) للقتال ، فشرع في تحصين مخيّمه الّذي يضمّ الأهل والنِّساء ، أمر بحفر خندق يحيط بظهر المخيّم ، وأضرم فيه النار ، ليمنع هجوم الجيش عليه ، فتركّزت المواجهة مع العدو في جبهة واحدة .
وقف الامام الحسين (ع) خطيباً ، وراح يُذكِّرهم بكتبهم ورسائلهم وبيعتهم له ، فلم يستجيبوا له ، ولم يتأثّروا بندائه .
ثمّ عاد (ع) مرّة اُخرى ووقف أمام الجيش على ظهر فرسه ، ورفع كتاب الله ، ونشره على رأسه ، ثمّ قال : (يا قوم إنّ بيني وبينكم كتاب الله ، وسنّة جدّي رسول الله (ص) ) ، فلم يسـتجب له أحد منهم ، بل أصدر عمر بن سعد أوامره لحامل رايته بالتقدّم ، وأشعل نار الحرب بيده الآثمة فأطلق أوّل سهم على معسكر الحسـين (ع) ، وقال : ( إشهدوا أنِّي أوّل مَن رمى ) .
نظر الحسين (ع) إلى الجيش الزاحف وتأمّل به طويلاً، ولم يزل الحسين كالجبل الشامخ ، قد اطمأنت نفسه بذكر الله ، وهانت دنيا الباطل في عينه ، وتصاغر الجيش أمامه، فلم ترهبه كثرة أعدائه وتدافع سيوفهم ورماحهم نحوه ، فاتّجه نحو ربّه رافعاً يد الضّراعة والابتهال إلى الله سبحانه وراح يناجي :
(أللّهمّ أنتَ ثقتي في كُلِّ كَرْب ، وأنتَ رجائي في كُلِّ شدَّة ، وأنتَ لي في كُلِّ أمر نَزَلَ بي ثقة وعُدَّةٌ .
كَمْ من همٍّ يضعُفُ فيه الفُؤادُ ، وتقلُّ فيه الحيلةُ ، ويخذِلُ فيه الصديق ، ويشمت فيه العدو، أنزلته بكَ وشكوتهُ إليك، رغبة منِّي إليك عمَّن سواكَ ، فَفَرَّجته عنِّي، فأنت وليُّ كُلِّ نعمة، وصاحبُ كُلِّ حسنة، ومنتهى كُلِّ رَغْبَة) كانت تلك البداية منطلق الكارثة والمأساة الّتي ذهب ضحيّتها سليل النبوّة وإمام المسلمين الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، سبط الرسول الاكرم (ص) .
دارت رحى الحرب وتبارز الفريقان تارة وتلاحما في القتال تارة اُخرى ، وكان طبيعيّاً أن تُمكِّن القوّةُ جيشَ يزيد بن معاوية من قتل هذه الفئة القليلة العدد الّتي لا يتجاوز عدد أفرادها ثمانية وسبعين رجلاً .
لقد تجسّدت مأسـاة أهل البيت (ع) ومظلوميّتهم المؤلمة يوم كربلاء الفجيعة .
استمرّت المعركة طاحنة رهيبة، واستمرّ تساقط الشهداء من أصحاب الحسين وأهل بيته (ع) الواحد تلو الاخر ، اُولئك الابطال من آل عقيل عليّ بن أبي طالب والبقيّة الخيِّرة من
الأصحاب، مجزّرين كالاضاحي، يتناثرون في أرض المعركة تناثر النجوم في سماء الخريف ، ويسبحون في برك الدم سبح الشقائق في حوض النهر .
استمرّ الهجوم والزحف نحو مَنْ بقي مع الحسين (ع) ، وأحاطوا بهم من جهات متعدّدة، فتعالت أصوات ابن سعد ونداءاته إلى جيشه ، وقد دخل المعسكر يقتل وينهب : (أحرقوا الخيام) ، فضجّت النِّساء وتصارخ الأطفال وعلا الضجيج ، وراحت ألسنة النار تلتهم المخيّم وسكّانه يفرّون فزعين مرعوبين .
وقف الحسين في هذا المشهد الرهيب ، بين الشهداء المتناثرين على أرض المعركة ، وقد حزّ في نفسه عويل النِّساء وصراخ الأطفال ولوعة اليتامى والأرامل من آل محمّد (ص) ، وقف ينادي :
(هل مِنْ ذابٍّ عن حرم رسول الله ؟ هل مِنْ مُوَحِّد يخاف الله فينا ؟ هل مِنْ مُغيث يرجو الله في إغاثتنا ؟).
فلم يُجِبْه غير صراخ النسوة ، وعويل الأطفال وضجيجهم المروِّع ، لم يبق أمام الحسين (ع) إلاّ أن ينازل القوم بنفسه ، ويدخل المعركة مبارزاً بفروسيته وشجاعته، وقلبه يفيض حبّاً وحناناً، وخوفاً على أهله وحرمه ، وحرم الأنصار وأيتام الشهداء .
وقد أيقن الحسين (ع) أنّه لن يعود بعد هذه الحملة ، فحامت عواطف الحب ، ولواعج الاُبوّة المفجوعة حول ولده الرضيع عبدالله ، فشدّه الشوق إليه وأجاءته ساعة الفراق نحوه ، ووقف على باب الخيمة ينادي اُخته زينب ، ويطلب منها أن تحمل إليه ولده ليطبع على شفتيه القبلة الأخيرة ، ويلقي عليه نظرة الوداع .
جاءت به عمّته زينب تحمله، فرفعه الحسين (ع) ليعانقه ويقبِّل شفتيه الذابلتين ، فسبقه سهم من معسكر الأعداء إلى نحر الطفل الرضيع(146) ، وحالَ بينه وبين الحياة . فراح يفحص رغام الموت بقدميه ، ويسبح في مسرب الدم البريء ويكتب بذلك الدم المقدّس أروع قصيدة في ديوان المآسي ، ويخاطب ضمير الانسان عبر أجيال التاريخ بتلك الظليمة والفاجعة الّتي رُزئ بها آل محمّد (ص) في يوم عاشوراء .
ما عسى أن يفعل الحسين (ع) ؟ وكيف يمكن أن يتصرّف أب مفجوع وقد سالت بين يديه دماء طفل رضيع بريء ، يناغي السماء ، ويملأ أحضان أبيه بالبشْر والابتسامة ؟ ما عسى أن يصنع الحسين (ع) وهو يرى ولده الرضيع قد ذُبِحَ بين يديه ؟
وقف الحسين (ع) كالطود الأشمّ ، لم يضعف ولم يتزعزع ، بل راح يجمع الدم بكفيه ويرفعه شاكياً إلى الله ، باعثاً به نحو السماء ، مناجياً :
(هَوَّن عليَّ ما نزل به ، أنّه بعين الله) .
وهكذا بدأ شلال الدم ينحدر على أرض كربلاء ، وسُحُب المأساة تتجـمّع في آفاقها الكئيبة ، وصيحات العطش والرعب الّتي تنبعث من حناجر النِّساء والأطفال تتعالى من حول الحسين (ع) .
ركب الحسين (ع) جواده يتقدّمه أخوه العبّاس بن عليّ وتوجّه نحو الفرات ليحمل الماء إلى القلوب الحرّى ، والأكباد الملتهبة من آل محمّد (ص) ، فحالت جموع من العسكر دونه ، اقتطعوا عنه العبّاس ، الفارس والبطل وحامل اللواء ، فغدا الحسين (ص) بجانب والعبّاس بجانب آخر .
وكانت للبطل الشجاع أبي الفضل العبّاس صولة ومعركة حامية، طارت فيها رؤوس وتساقطت فرسان ، وقد بَعُدَ العبّاس عن أخيه الحسين (ع) يصول في ميدان الجهاد ، حتّى وقع صريعاً يسبح بدم الشهادة ويثبِّت لواء الحسين الّذي حمله يوم عاشوراء في أرض كربلاء ، خفّاقاً إلى الأبد، لا تبليه الأيام ، ولا تطأطئ هامته الطغاة .
في الجانب الآخر كان الحسين (ع) يقتحم الميدان ويحاول الوصول إلى الفرات ، فحالت دونه وحدات عسكريّة اُخرى ، ووجه أحد رجال ابن سعد سهمه نحو الحسين (ع) فأصاب حنكه ، فانتزع الحسين (ع) السهم وراح يستجمع الدم بيده ، ثمّ يلقي به ويناجي ربّه :
( اللّهمّ إنِّي أشكو إليكَ ما يُفعل بابن بنْتِ نبيِّك )
نظر الحسين (ع) إلى ما حوله ، مدّ ببصره إلى أقصى الميدان فلم يَرَ أحداً من أصحابه وأهل بيته إلاّ وهو مضرّج بدم الشهادة ، مقطّع الأوصال ، فراح يردِّد كلمات الاوسي عندما جاء لنصرة رسول الله (ص) :
سأمضي وما بالموت عارٌ على الفتى *** إذا ما نوى حقّاً وجاهد مُسْلِما
وواسى الرِّجالَ الصّالحين بنفسهِ *** وفارقَ مثبـوراً وخالفَ مُجْرِما
فإنْ عِشْتُ لم أندمْ وإنْ متُّ لمْ اُلَمْ *** كفى بِكَ ذُلاًّ أن تعيش وتُرْغَما
ها هو الحسين (ع) وحده يحمل سيف رسول الله (ص) وبين جنبيه قلب عليّ (ع) ، وبيده راية الحق ، وعلى لسانه كلمة التقوى . وقف أمام جموع العسكر الّتي أوغلت في الجريمة واستحوذ عليها الشيطان ، ولم تفكِّر إلاّ بقتل الحسين والتمثيل بجسده الطاهر .
إذن هذا هو اليوم الموعود الّذي أخبر به رسول الله (ص) ، وتلك هي تربته الّتي بُشِّر بها من قبل .
حمل الحسين (ع) سيفه ، وراح يرفع صوته على عادة الحروب ونظامها بالبراز ، وراح ينازل فرسانهم ، ويواجه ضرباتهم بعنف وشجاعة فذّة ، ما برز إليه خصم إلاّ وركع تحت سيفه ركوع الذل والهزيمة .
تعلّق قلب الحسين (ع) بمخيّمه وما بقي فيه من صبية ونساء ممّن سَلِموا من القتل والفتك ، فراح ينـادي وقد هجمت قوّات عمر بن سـعد على الحسين (ع) وطوّقته ، وحالت بينه وبين أهله وحرمه ، فصاح بهم :
( أنا الّذي اُقاتلُكُم والنِّساء ليس عليهنّ جناح ، فامنعوا عُتاتكم عن التعرّض لِحُرَمي ما دُمتُ حيّاً ) .
صُمَّت أسماع وقلوب اُولئك الأجلاف عن قول ابن بنت رسول الله (ص) ، وتقدّم شمر بن ذي الجوشن وعشرة من رجاله نحو مخيم الحسين الّذي فيه عياله ، فصرخَ فيهم الحسين :
(ويلكم إنْ لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون يوم المعاد ، فكونوا أحراراً ذوي أحساب ، امنعوا رحلي وأهلي من طغامكم وجهّالكم) .
قال ابن ذي الجوشن : ذلك لك يا ابن فاطمة .
استمرّ الهجوم عنيفاً والحسين (ع) في بحر الجيش العَرَمْرَم ، يُجالد العسكر ، حتّى سدّد أحد جنود الأعداء سهماً نحو شـخصه الشريف ، فاستقرّ السّهم في نحره ..
وراحت ضربات الرِّماح والسّيوف تمطر جسد الحسين (ع) حتّى لم يستطع مقاومة النّزف والجراح الّتي عُدّت في جسد الحسين (ع) فكانت سبعة وستّين جرحاً .
عانق الحسين (ع) صعيد الطفوف ، واسترسل جسده الطاهر ممتدّاً على بطاح كربلاء ، ويجري من شريان عنقه شلال الدم المقدّس ، إلاّ أنّ روح الحقد والوحشية الّتي ملآت جوانح الجناة لم تكتف بذلك الصنيع ، ولم تستفرغ أحقادها في حدود هذا الموقف .
بل راح شمر بن ذي الجوشن يحمل سيف الجريمة والوحشية ويتّجه نحو الحسين (ع) ليفصل الرأس عن جسده ، ويقطع بذلك غصناً من شجرة النبوّة ، ويثكل الزّهراء بأعزّ أبنائها .. الرأس الّذي طالما سجد مخلصاً لله ، وحمل اللسان الّذي ما فتئ يردِّد ذكر الله ، وينادي :
( لا اُعطيكُم بيدي إعطاء الذّليل ، ولا اُقِرُّ إقرارَ العبيد ) .
الرأس الّذي حمل العزّ والإباء ورفض أن ينحني للطغاة ، أو يطأطئ جبهته للظالمين . فأكبّ الحسين (ع) على وجهه ، وراح يحتزّ رأس الشرف والإباء ويحول بينه وبين الجسد الطاهر ، وليحمل الرأس الشريف هديّة للطّغاة من آل اُميّة الّذين باع لهم دينه وإنسانيته ووجدانه .
ثمّ حرّك ابن سعد خيله لِتَطَأَ جسد الحسين (ع) وقلبه المطهّر بحوافرها.
بقيت الجثث الطواهر الزواكي ثلاثة أيّام مُلقاة على رمضاء كربلاء ، قبل أن يدفنها جماعة من بني أسد ، كانوا يقيمون قرب أرض المعركة .
لم يكتف القتلة بكلّ ذلك ، بل حملوا آل الرسول (ص) ، من النِّساء والأطفال وبقيّة الركب ، أسرى إلى الكوفة ، ثمّ إلى الشام ، ساروا بهم في الشوارع والأزِقّة ، يتقدّم موكبهم الحزين رأس الحسين (ع) ورؤوس أصحابه

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 

 

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc