اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
صدقة السر
يحدثنا ابنه الامام الباقر () قائلا :كان علي بن الحسين () يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب { الوعاء من جلد } على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم وربما حمل على ظهره الطعام او الحطب حتى ياتي بابا بابا ثم يناول من يخرج اليه وكان يغطي وجهه اذا ناول فقيرا لئلا يعرفه فلما توفي فقدوا ذلك فعلموا انه كان علي بن الحسين يقول الزهري : رايت علي بن الحسين في ليلة باردة وهو يحمل علة ظهره دقيقا { طحينا } فقلت له : يا ابن رسول الله ماهذا ؟! فقال () ( اريد سفرا اعد له زادا احمله الى موضع حريز ) فقلت له : هذا غلامي يحمله عنك فامتنع وبعد ايام التقيت به وقلت له : يا ابن رسول الله لست ارى لذلك السفر اثر فقال () : ( يازهري ليس ماظننت ولكنه الموت وله استعد )! ويقول ابو حمزة الثمالي : كان علي بن الحسين () يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به ويقول : ( ان صدقة السر تطفيء غضب الرب عز وجل ) وكان يتصدق بالسكر واللوز فسئل عن ذلك فقرا : (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) وكان () اذا اتاه السائل يقول : ( مرحبا بمن يحمل زادي الى الاخرة ) حلمه .
شتمه ذات يوم حاسد فقال () له : ( ان كنت كما قلت فاسال الله ان يغفر لي وان لم اكن كما قلت فاسال الله ان يغفر لك )! وسبه رجل فتغافل عنه فقال له : اياك اعني فقال () وعنك اعرض !صفحة 22
الى الله المشتكى
بقي الامام زين العابدين () بعد استشهاد ابيه اكثر من ثلاثين سنة حزينا باكيا ليله ونهاره حتى قال له بعضهم : اني اخاف عليك ان تكون من الهالكين فقا ل(عيه السلام) : ( ياهذا: ( انما اشكو بثي وحزني الى الله واهلم من الله ما تعلمون ) ان يعقوب () كان نبيا فغيب الله عنه واحدا من اولاده وعنده اثنا عشر وهو يعلم انه حي فبكى عليه حتى ابيضت عيناه من الحزن واني نظرت الى ابي واخوتي وعمومتي وصحبي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني ؟!) وقال له ابو حمزة الثمالي (رض) : ان القتل لكم عادة وكرامتكم من الله الشهادة فما هذا الذي اراه منك ؟ فقا ل() صجقت يا ابا حمزة .. ولكن هل رات عيناك او سمعت اذناك ان مخدرة لنا سبيت قبل يوم عاشوراء مانظرت الى عماتي واخواتي الا وذكرت فرارهن من خيمة الى خيمة ومن خباء الى خباء والنار تلتهب باذيالهن )
الصحيفة السجادية
لجا الامام زين العابدين () الى اسلوب الدعاء في تربية الامة وبناء ذاتها واحملها لمسؤوليلتها وتطلعها الى قضاياها ومشاكلها لندرك من خلال الدعاء كيف نتعامل مع الله والانبياء والاولياء والنفس والوالدين والجيران والمجاهدين المقاومين والمستكبرين الظالمين يعلمنا في دعاء (مكارم الاخلاق ) ان تحسن لمن اساء الينا بقوله : (( اللهم صل على محمد واله وسددني لان اعارض من غشني بالنصح واجزني من هجرني بالبر واثيب من حرمني بالبذل واكافي من قطعني بالصلة واخالف من اغتابني الى حسن الذكر وان اشكر الحسنة واغضي عن السيئة )