[علي إدريس الغانمي]

21
سأكتب شعراً بلون السواد
ليشهد يوماً تعرّي الفساد
وأن بلادي كساها الحداد
لقتل البريء بيوم الجهاد

22
وأن الإله مع الصادقين
إذا ما أرادوا عِدا الظالمين
فمرحى ومرحى بكم أجمعين
فهذي بلادي مع الثائرين

[علي إدريس الغانمي]

23
سأكتب شعراً بكل اتجاه
يميناً شمالاً رصاص الجناة
بصدر الشهيد كما في الجباه
فهذا المجنّسُ عبد الطغاة

24
فبترول أرضي رصاصٌ بنا
بأيدي الغريبِ وقتلاً لنا
فأين العدالة في مالنا؟
وما بال شعبي يقاسي العنا؟

[علي إدريس الغانمي]

25
سأكتب شعراً إلى العالمين
بأن الأراضيَ للحاكمين
ويشكو المُواطنَ في كل حين
فأين العدالة يا سارقين؟

26
لماذا القصور لكم عالية؟
لماذا حدائقكم نامية؟
لماذا الكروش لكم سامية؟
وأموالكم قد غدت طامية!

[علي إدريس الغانمي]

27
سأكتب شعراً بدمع الفقير
دموع الفقير تهد القصور
ويثأر ربي لقلبٍ كسير
إذا ما دعا يا إلهي النصير

28
فبالعدل يبقى كفورٌ جحود
وبالظلم يهوي كثير السجود
لأن العدالة أسُّ الوجود
فلا للطغاة ولا للعبيد

[علي إدريس الغانمي]

29
سأكتب شعراً لأم الشهيد
هنيئاً لنجلكِ يوم الورود
وتباً لآل الخنا والجحود
سيصلون ناراً تذيب الجلود

30
إليكِ التهاني بيوم المعاد
وشبلكِ يرقى رقاب العباد
ونجمكِ يعلو غداً في ازدياد
وفوزاً إليكم ضحايا الجهاد

[علي إدريس الغانمي]

31
سأكتب شعراً لكل الشعوب
بأن الخليفة يخفي الذنوب
ويقتل شعبي بكل الدروب
وهذي العروبة تنسى العيوب

32
سأبكي عليك شهيد الوطنْ
إلى أن تزول عبيد الوثن
فلا ترتجوا من عرابٍ عفن
تطالب يوماً بوقف الفتن

[علي إدريس الغانمي]

33
سأكتب شعراً بلون الغضب
وأن "العزيز" عدو الشعَب
فيسرقُ, ينهبْ ويهوى الذهب
كطفلٍ صغيرٍ يحب اللُعب

34
وأن الملوك يحبوا الفساد
وينسون حقاً إله العباد
ويرجون صفحاً لهم في المعاد
فهيهات هيهات يرجوا السداد

[علي إدريس الغانمي]

35
سأكتب شعراً بشكلٍ فريد
ويعجب منه الدني والبعيد
لماذا بأرضي يموت الشهيد
ويحمل ورداً بقلبٍ حديد

36
فحتى القبور لنا نبّشت
وحتى العظام بها مثّلت
رياض الصغار بها روّعت
وحتى المساجد قد هدّمت

[علي إدريس الغانمي]

37
سأكتب شعراً إلى المسلمين
لماذا سكتم عن المؤمنين
لماذا التمذهب يا حاقدين
أليس الكتاب لنا أجمعين؟

38
فهذي المصاحف قد مزّقت
وبعضٌ بأيديهمُ أحرقت
عبيد الجحيم لنا قد أتت
وفي الحقد والظلم قد أسرفت

[علي إدريس الغانمي]

39
سأكتب شعراً بماء الدموع
لعلي أقاومْ مسيل الدموع
فهذا السحاب يحيط الجموع
بسمٍ زعافٍ ونأبى الخنوع

40
وهذي القنابل من كل صوب
تدوّي بصوتٍ يهزّ الدروب
يظنوا بهذا يخيفوا الشعوب
لهذا يخوضون أقسى الحروب