بسم الله الرحمن الحيم
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع
فيها صلاة لايقوى على عدها وغحصائها أحد غيرك
ياااااااااااالله
***يــــــــــــــــــا عـــــــــــلــــــــــــيُّ ***
السلام عليك يا من أخذت بمجامع النفوس والعقول...السلام عليك يا من هديت الأنام بهديك إلى رحاب الأنوار...السلام عليك يا قرآن ربي الناطق...السلام عليك يا مولاي يا علي بن أبي طالب...
وقال أمير المؤمنين
[فاجعل اللّهمّ صباحي هذا، نازلا عليَّ بضياء الهدى، والسلامة في الدّين والدّنيا، ومسائي جُنّة من كيد العدى، ووقاية من مرديات الهوى، إنّك قادر على ما تشاء (تؤتي المُلك من تشاء، وتنزع المُلك ممّن تشاءُ، وتُعزُّ من تشاءُ، وتُذلُّ من تشاءُ بيدك الخير، إنّك على كلّ شيء قدير)(آل عمران/26) (تولج الليل في النهار، وتولج النهار في الليل وتُخرج الحيَّ من الميت، وتخرج الميت من الحيِّ، وترزق من تشاء بغير حساب)(آل عمران/27)].
(فاجعل اللّهمّ صباحي هذا، نازلا عليَّ بضياء الهدى، والسلامة في الدّين والدّنيا)
نازلا: النزول: الحلول، يقال: نزلت منزلا: أي حللت به.
الهدى: الرشاد والدلالة، يقابله الضلال.
السلامة: التعرّي من الآفات.
الدين: هو الجزاء، وقد قيل: «كما تدين تدان» وقد يعبر به عن الإيمان والطاعة، قال تعالى: (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك). يوسف/76.
أيّ في طاعته.
الدنيا مؤنث أدنى: من الدنو أو الدناءة، أيّ الدار الأقرب إلينا من الآخرة.
المعنى: يا إلهي! اجعل صباحي هذا حالا وفائضاً عليَّ بنور الهداية والإرشاد، والسلامة والأمان من آفات الدين: وهو الضلال والغواية، وآفات الدنيا من أمراضها وأوجاعها وهمومها...
***يــــــــــــــــــا عـــــــــــلــــــــــــيُّ ***
(ومسائي جُنّة من كيد العدى، ووقاية من مرديات الهوى)
الجُنّة: الترس والحرز والحفظ. قال الشاعر:
عليّ حبّة جُنّة *** قسيم النار والجنّة
وصيّ المصطفى حقّاً *** إمام الإنس والجِنّة
الكيد: المكر والخديعة والاحتيال.
العدى جمع العدو: وهو ضد الصديق.
الوقاية: هي حفظ الشيء ممّا يضره.
مرديات الهوى: أي المهالك الناشئة من هوى النفس يقال ردي بالكسر، ردى أي هلك، وأردأه غيره: أهلكه.
المعنى: يا إلهي! واجعل مسائي هذا حفظاً وحرزاً من أي ضرر وخديعة من الأعداء، ووقاية وستراً من المهالك الناشئة من هوى النفس، لأنّ النفس تهوي وتتردّى وتأمر بالسوء إلاّ ما رحم ربّي.
***يــــــــــــــــــا عـــــــــــلــــــــــــيُّ ***
(إنّك قادر على ما تشاء (تؤتي المُلك من تشاء، وتنزع المُلك ممّن تشاءُ))
الملك بضم الميم: السلطنة والتصرف بالأمر والنهي في الجمهور، وقيل: إنّه يختص بساسة الناطقين، لذا يقال: ملك الناس، ولا يقال: ملك الأشياء.
تنزع والنزاع: القلع، يقال: نزعت الشيء من مكانه أنزعه نزعاً إذا قلعته.
المعنى: الملك المطلق هو لله تعالى وحده، وهو المالك لما في الوجود لا ينازعه في ملكه منازع. إنّه الوحيد الذي يتصرّف في ملكه كما يشاء ويريد، فيعطي من يشاء كما يشاء، ويحرم من يشاء كما يشاء، فهو المعطي وهو الآخذ، وهو المنعم وهو المحرم، وهو على كل شيء قدير.
***يــــــــــــــــــا عـــــــــــلــــــــــــيُّ ***
((وتُعزُّ من تشاءُ، وتُذلُّ من تشاءُ بيدك الخير، إنّك على كلّ شيء قدير)(آل عمران/26)
العزّة: الصلابة، وهي حالة مانعة للإنسان من أن يُغلب، من قولهم أرض عزازة أيّ صلبة.
الذلّ بالضم: ضد العزّ، وبالكسر: اللين، وأذلّة واستذلّه وذلّله بمعنى واحد.
المعنى: لله تعالى الأمر المطلق، فهو المعز من يستحق العزّة والكرامة، وهو المذلّ من يستحق الذلة والإهانة. بيده سبحانه الخير المطلق، يصيب به من يشاء ويصرفه عمّن يشاء، وهو على كل شيء قدير.
***يــــــــــــــــــا عـــــــــــلــــــــــــيُّ ***
((تولج الليل في النهار، وتولج النهار في الليل))
الولوج: الدخول في مضيق.
المعنى: إنّ الله تبارك وتعالى له القدرة المطلقة.
ولا يستطيع الإنسان أن يتعرّف على تلك القدرة إلاّ عندما يتعرّف على المقدورات والمخلوقات التي خلقها سبحانه. فمن هذه المخلوقات الأرض التي جعلها سبحانه كروية الشكل لتسبح في الفضاء والهواء، وجعلها تدور حول نفسها فيحصل من هذه الدورة الليل والنهار، وتدور حول الشمس فيكون الفصول الأربعة، فعبّر سبحانه عن دخول الليل في النهار، ودخول النهار في الليل نتيجة لهذه الحركة، وهذه الدورة حول نفسها...
***يــــــــــــــــــا عـــــــــــلــــــــــــيُّ ***
((وتُخرج الحيَّ من الميت، وتخرج الميت من الحيِّ))
المعنى: الحياة والموت أمران متقابلان متناقضان عندما يكون هناك حياة لا يوجد موت، وعندما يكون هناك موت فلا حياة، ولكن كيف يخرج الله تعالى الحياة من الموت، أو يخرج الموت من الحياة؟!
***يــــــــــــــــــا عـــــــــــلــــــــــــيُّ ***
قيل: إنّ الحياة هي الهداية والإيمان، لأن المؤمن هو الحي في الدنيا والآخرة، والكافر الضال هو الميّت في الدنيا والآخرة، لأنّه يعيش في الحياة كالأنعام بل أضل سبيلا، ولا يعرف الغاية الأساسية التي وجد من أجلها قال تعالى: (أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها). الأنعام/122.
فالحياة هي الهداية والإيمان والنور، والموت هو الكفر والجحود والسير في ظلمات الغيّ والجهل. فيخرج الله تعالى المؤمن من الكافر، ويخرج الكافر من المؤمن، وقد روي هذا المعنى عن الإمامين الباقر والصادق(4).
وقيل: المراد بإخراج الحيّ من الميّت، وإخراج الميّت من الحي الأعم، كإخراج النبات والحيوان من الأرض العديمة الشعور والإحساس، فهذا إخراج الحيّ من الميّت وعندما يعود الإنسان والحيوان والنبات إلى الأرض فيكون إخراج الميّت من الحيّ. كذلك حبّة القمح أو الشعير أو غيرها، وهي ميّتة تنبت سنابلا حيّة كما قال الشاعر:
ما حبّة ميتة كم حييت بميتتها *** سنابل ما أنبتت سِناناً وأضراسا
***يــــــــــــــــــا عـــــــــــلــــــــــــيُّ ***
(( وترزق من تشاء بغير حساب))(آل عمران/27).
الرزق: هو العطاء الجاري، قال تعالى: (أنفقوا ممّا رزقناكم). البقرة/254.
المعنى: إنّ الله تبارك وتعالى خلق الخلق وتكفّل في رزقهم بشرط أن يسعوا سعياً معقولا محدوداً، بحيث يقسم أوقاته إلى ثلاثة أقسام: قسم للسعي وراء رزقه في الحلال وطاعة الله، وقسم آخر لعبادته وطاعة ربّه بما أمر، وثالث لراحته ورفاهيته بما أحلّ الله تعالى له.
***يــــــــــــــــــا عـــــــــــلــــــــــــيُّ ***
قال رسول الله(
): ألا وإنّ الروح الأمين نفث في روعي: أنّه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتّقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنّكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بشيء من معصية الله، فإنّ الله تعالى قسّم الأرزاق بين خلقه حلالا، ولم يقسّمها حراماً، فمن اتّقى الله وصبر أتاه رزقه من حلّه، ومن هتك حجاب ستر الله عزّ وجلّ وأخذه من غير حلّه، قصّ به من رزقه الحلال، وحوسب عليه
وقال مولانا أميرالمؤمنين(
): الرزق رزقان: رزق تطلبه، ورزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك، فلا تحمل همّ سنتك ويومك، كفاك كل يوم ما فيه، فإن تكن السنة من عمرك فإن الله تعالى جدّه سيؤتيك في كل غد جديد ما قسم لك، وإن لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بالهمّ لما ليس لك، ولن يسبقك إلى رزقك طالب، ولن يغلبك عليه غالب، ولن يبطئ عنك ما قد قُدّر لك.
وقال(
): إنّ الرزق لينزل من السماء إلى الأرض على عدشد قطر المطر إلى كل نفس بما قدر لها، ولكن لله فضول فاسألوا الله من فضله.
وقال أبو عبدالله الصادق(
) قال: من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضى الناس بسخط الله، ولا يلومهم على ما لم يؤته الله، فإنّ الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يردّه كراهية كاره! ولو أن أحدكم فرّ من رزقه كما يفرّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت.
ثم قال(
):إنّ الله بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا، وجعل الهمّ والحزن في الشكّ والسخط.
إذن رزق الله وعطاؤه إلى المخلوقين بلا حساب أو عدد ولم يرزقهم لدينهم أو لأخلاقهم، بل إنّ رزقه سبحانه عام لجميع المخلوقات، حتى الوحوش والحشرات والديدان لا ينساها سبحانه من فضله وكرمه وجوده...
***يــــــــــــــــــا عـــــــــــلــــــــــــيُّ ***
اللهم رب الزهراء بحق الزهراء وضلعها المكسور..
اشف صدر الزهراء وقلبها المغموم.. بظهور وليك الآخذ
بثأرها وثأر بنيها الحجة بن الحسن صلواتك عليه
وعلى آباه الطاهرين