الترتيب الإلهي
من حكمة المولى وترتيبه الكبير ، أن الشاب يسعى إلى الزواج وإلى نصفه الآخر وهو غير مكتمل عقلاً ، ودافعه ميل عاطفي وغريزة ، في أغلب الأحيان .
ولو أنه فكر بتعقل في إنشاء أسرة بما تحمله هذه الكلمة من عوائق وواجبات ، وبما يقف في وجهه من موانع حياتية كبيرة لما أقدم على ذلك .
وكذلك المرأة لو فكرت بتحمل المسؤولية من حمل وإنجاب ورعاية أسرة وعيش مع رجل غريب بكل ما يحمله من صفات قد تكون بعيدة كل البعد عما تعودته في بيتها ، لما قبلت بهذه التجربة الصعبة .
وإن احتدام العلاقة بين الزوجين يولد كسراً لكل المعوقات التي تواجههما ، وبالتالي فإن الأسرة تبدأ بالكبر والنماء عقلياً وعاطفياً بالتوازي ، ويصبح تقبل الآخر مرتبط بالمحبة والعلاقة والإلفة ، وهنا يأتي دور الأطفال كعنصر أساسي في تمتين الرابطة وإضفاء روح جديدة على الحياة الزوجية .
إن إعادة السؤال في مرحلة ما بعد الزواج لا يحمل الكثير من الواقعية لأن العقل والتجربة اختلفا ، وكذلك القلب والعاطفة ، ولكل مقوماته .
وأما عن اختيار الشريك نفسه لعل 95 % من الإجابات ستكون نعم ، لأن هذا أمر واقعي فالعيش الحقيقي هو الذي يعطي التجربة عناصرها المميزة ، وما تعودنا عليه من السكن الزوجي واللباس الأسروي وأصبح يسري في دمائنا من غير المعقول أن نفكر في طرحه جانباً ، بل لعله من الغريب والمستهجن أن نفكر خارج الدائرة ، وتبقى القناعة والمودة والمشاركة هي الأساس ، ولولاها لما استمرت تلك العلقة الإلهية المباركة .
أتمنى لكل الأزواج عيشاً رغيداً ولمن لم يرزق بالأطفال أن يرزق بهم ، وللعزابية أقول شدوا الهمة .....