اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
(١٨) تكملة بحث قراء في عالم الشباب
قلنا قد تناول الفكر الاسلامي هذه المسألة بالدرسة والبحث والتوجيه لتحصل الطاعة والاحترام بين الطرفين فقد فرق الفكر الاسلامي بين الوالدين وبين الطاعة
لهما كما فرق بين الارشاد والتوجيه والتربية وبين فرض الارادة على الابناء والاملاء عليهم واوجب الفقه الاسلامي بر الاباء ولم يوجب الطاعة بغير طاعة الله فمثلاً التشريع الاسلامي بر الاباء ولم
يوجب الطاعة بغير طاعة الله فمثلاً التشريع الاسلامي لم يوجب على البنت او الابن طاعة والديهما اذا رغبا بزواجهما من زواج أو زوجة لا تتوفر الرغبة فيه ان واجب الاباء هو ارشاد ابنائهم الى
الطريق السوي وتجنيبهم ما يضر بحاضرهم ومستقبلهم انطلاقاً من المسؤولية الشرعية وواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتوسل بكل الوسائل السليمة للحيلوية دون وقوعهم في مهاوي
السقوط والفشل في الحياة وعليهم ان يفهموا الابناء ان المنطلق للمعارضة لارادة الابناء ورفض اختيارهم انما هو لصالحهم وعليهم ان يوضحوا لهم ذلك بالنصيحة وبالتي هي احسن ويحولوا دون
الوقوع في الانحراف والتورط بالمشاكل والممارسات السيئة .
ان من الخطأ ان يحاول الاباء ان يفرضوا على الابناء قناعاتهم ونمط تفكيرهم وطريقة حياتهم الخاصة التي ليس لها مبرر مشروع بل لمجرد الالفة والاعتماد الاجتماعي فتصطدم بما يحملة لابناء من
تطلعات واهتمامات وما يفرضه العصر من اوضاع وطريقة خاصة للحياة وقد حذر الامام علي الاباء من ذلك بقوله (( لا تقسروا أولادكم على ادابكم فانهم مخلوقون لزمان غير زمانكم))
فهذاالتشخيص الاسلامي للتطور في اساليب الحياة وما يحدث من تحول فارق في الوضع الاجتماعي بين جيلين يلقي الضوء التشخيصي على اعقد مسألة في الصراع بين جيل الاباء وجيل الابناء المؤدي
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
(١٩)
وصلنا الى :- والفكر الاسلامي عندما يشخص هذه الحقيقة انما يدعو لاخذها ينظر الاعتبار والتعامل معها كحقيقة حضارية في حياة الانسان ضمن الاسس والقيم السليمة ولقد شدد الاسلام
على تحذير الاباء ومنعهم من سوء التعامل مع ابنائهم الذي يجر الى التمرد والعصيان فيصل الى العقوق .
فقد ورد في التوجيه النبوي الكريم ( ياعلي لعن الله والدين حملا وادهما على العقوقهما ) كل ذلك لتحصين الجيل الجديد من الدخول الى دائرة التمرد السلبي الذي تعاني
منه الاسر والدول والمجتمعات في حضارة الانسان المادية والفهم المخالف للمنهج الاسلامي في التعامل مع هذه القضية .
وكما يتحمل الاباء هذه المسؤولية فان توعية الابناء وتربيتهم على حب الوالدين واحترامهم والاستماع الى نصائحهم منذ الطفولة وتحاشي التمرد عليهم مسألة مهمة .
ان تربية الطفل وتعريفه بحقوق الوالدين واداب التعامل معهما بالقول والتصرف معهما هي من الاسباب المساعدة على حل مشكلة التمرد ولظروف البيئة العائلية لاسيما العلاقة بين الابوين والاحترام
المتبادل بينهما او العلاقة السئة التي تكثر فيها المشاكل والعصيان والمشاكل اثرها البالغ في تعميق او معالجة هذه المشكلة .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
(٢٠) تكملة بحث قراءة في عالم الشباب
وصلنا الى:- المدرسة وكما يساعم تعامل الاباء في ايجاد روح التمرد السلبي الهدام فان للمدرسة دورها الفاعل في هذا المجال بما فيها من نظام وطريقة تعامل معقد يلمس فيه الطالب
التجاوز على شخصيته وطموحه الدراسي او لا ينسجم مع الظرف الواقعي له فيساق بهذه الاسباب وغيرها الى تحدي النظام المدرسي واحداث المشاكل فترك الدراسة.
لذا كان من الضروري ان تكيف المدرسة في هذه المرحلة بوعي لطبيعة الصبا والمراهقة ومشاكلها من خلال التربية والتعامل كموجه وخبير يحل المشاكل وليس طرفاً مواجها يريد الانتقام وفرض
العقاب الا اذا كان العقاب ضرورة للاصلاح .
طبيعة المراهق وتكوينه النفسي والسلوكي للطبيعة النفسية والعصبية ومستوى التعليم والثقافة للمراهق اثرها البالغ في التمرد والرفض والتحدي .
فمرحلة المراهقة هي مرحلة الاحساس بالغرور والقوة وهي مرحلة الاحساس بالذاتية والانفصال عن الوالدين لتكون الوجود الشخصي المستقل وهي مرحلة تحدي ما يتصورعقبة في طريق طموحاته
على مستوى الاسرة والدولة والمجتمع لذا ينشأ الرفض والتمرد السلبي كما ينشأ الرفض والتمرد الايجابي ومعالجة ظاهرة التمرد السلبي تكون بالاهتمام بالتربية السلمية المبمكرة وتوعية المراهق .
فالشاب والشابة اللذين يتمتعان بمستوى من الوعي والثقافة يتفهمان الحوار والمشاكل ويتقبلان الحلول المعقولة من غير تمرد وإساءة في حين يتصرف الشاب الهابط الوعي والثقافة بعنجهية . وسوء تصرف .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
(٢١)
وصلنا الى الظروف والاوضاع ان لطبيعة الظروف والاوضاع الاقتصادية والسياسية والفكرية والاجتماعية وللقوانين والاعراف الاقتصادية والسياسية والفكرية والاجتماعية وللقوانين
والاعراف تاثيراً بالغاً وبالاتجاهين - السلبي والايجابي - على سلوك الشباب وموقفهم من السلطة والقانون والاوضاع القائمة .
فالظروف التي يشعر فيهاجيل الشباب بالفقر والحاجة وتضيع احلام مستقبله وبالارهاب الفكري والسياسي والاضطهاد العنصري او الطائفي يندفع وبقوة الى تحديها والتمرد عليها بالرفض وعدم الانصياع
والرد بالعنف والقوة احياناً كما يحدث في كثير من بلدان العالم . لذا فان الحرية المعقولة وتحسين الاوضاع الاقتصادية وتوفير الحقوق الانسانية ومشاريع التنمية الخدمية التي تستوعب مشاكل الجيل
وتطلعاته وليس وسائل القمع والارهاب الفكري والبوليسي هي السبيل لمعالجة حالة الرفض والتمرد السلبي .
٣:- تسلط الخيال واحلام اليقظة
الخيال هو احد القوى العقلية ذات النتائج الايجابية والسلبية يتحد مردودها على الانسان حسب استعمالها والاستفادة منها وهي في حقيقتها غير الوهم واحلام اليقظة التي تسيطر على الانسان وتبعده عن
الواقعية والموضوعية غير انها قابلة لان تتحول الى وهم واحلام يقظة لا واقع لها تقود الانسان بعيداً عن الواقعية .
وفي مرحلة الشباب ينشط الخيال وتتفتح تلك القوة العقلية عنده وهي باتجاهها الايجابي المادي الاساسية للابداع والابتكار والتطوير فبالخيال يبدأ الشاب عمله الفني والكتابي وبالخيال تتفتح القدرة على
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
(٢٢)
وصلنا في تسلط الخيال الى :- وبالخيال يتصور الانسان اوضاعاً حديدة غير الاوضاع التي هو عليها تمهيداً للتغيير فالخيال هو الجسر الذي ينقل الانسان من الواقع الراكد الى واقع متصور يحمل التجديد
والابداع وفي مرحلة الشباب ولقلة الخبرة والتجربة الموضوعية لدى جيل الشباب وبغياب الارشاد والتوجيه من الابوين او الاصدقاء والاقارب والاجهزة الاجتماعية واجهزة الدولة المختصة يبدأ الانسياق
وراء الخيال وتتحكم احلام اليقظة والوهم في مشاريع الشباب وطريقة تفكيره فيما يتعلق بالمستقبل من حيث الاهداف المعاشية والدراسية والزواج وطبيعة الزوجة او الزوج الذي يتصوره وبمستوى
الحياة وما يتوقعه من الاخرين ان يحققوه له وما يتحمل وقوعه وحدوثه من احتمالات ايجابية مفرطة التفائل لذا كان من الضروري تزويد الشباب بالخبرة والتجارب وكم كانت وصية الامام علي
عندما يخاطب ابنه الامام الحسن بقوله (( فبادرتك بالادب قبل ان يقسو قلبك ويشتغل لبّك لتستقبل بجدّ رأيك من الامر ما قد كفاك اهل التجارب بغيته وتجربته
فتكون قد كفيت مؤونة الطلب وعوفيت من علاج التجربة فاتاك من ذلك ما قد كنا ناتيه واستبان لك منه ما ربما اظلم عليه فيه ))
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
(٢٣) وصلنا الى :-
٤:- الغرور وعدم تقدير العواقب
الغرور والاعجاب بالنفس حالة مرضية تعتري الانسان بسبب الشعور بالتفوق على الاخرين والاعتداد بما عنده من قوة او مال او جمال او سلطة او موقع اجتماعي او مستوى علمي .
وتلك الظاهرة المرضية هي من اخطر ما يصيب الانسان ويقوده الى المهالك ويورطه في مواقف قد تنتهي به الى ماساة مفجعة صورها القران بقوله ( ان الانسان ليطغى ان راه استغنى ) ًوحذر من تلك
الظاهرة في ايراده لوصيه لقمان لابنه ( ولا تصعر خدك للناس ولا تمشي في الارض مرحاً ان الله لايحب كل مختال فخور )
( انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولاً )
وتعتبر مرحلة الشباب لاسيما مرحلة المراهقة من اكثر مراحل حياة الانسان شعوراً بالغرور والاعجاب بالنفس والاستهانة بالاخرين او بالمخاطر والاحتمالات والدخول في المغامرات وكم كان لهذا الشعور
المرضي اثره السيئ على سلوك الشباب بما يجلبه عليهم من ماسي فكم يكون للغرور مثلاً عند الفتى والفتاة من اثارسلبية على التعامل مع اختيار الزوج او الزوجة او التعامل من قبل احدهما مع الاخر
او مع اسرته ان ظاهرة الغرور والاعجاب بما لدى الشباب من قوة - جمال- مال- شعور بالتفوق الاجتماعي - العلمي - على الاخرين هي احدى المشاكل الكبرى في المجتمع يجب علاجها وتثقيف جيل
الشباب ثقافة اخلاقية وتربوية تجنبهم مخاطر الغرور والاعجاب بالنفس عن طريق المدرسة والاعلام والاسرة والضبط القانوني لاسيما بتعريفهم بالنتائج الماساوية التي انتهى اليها المغرورون
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
(٢٤)
وصلنا الى :-
٥:- القلق
يعتبر القلق مرضاً من رخطر امراض البشرية المعاصرة التي تهدد الانسان وصحته التفسية والجسدية ، وتدفع به الى انماط السلوك المنحرف .
والقلق كما عرف هو : ( انفعال مركب من الخوف وتوقع الشر والخطر والعقاب ) .
والقلق مشكلة من اخطر مشاكل الشباب لاسيما في مرحلة المراهقة خصوصاً لدى الشاب الذي نشأ وتربى في اجواء البيئة والثقافة التي تفتقد الايمان بالله وقيم الاخلاق وتصور الاحصائيات التي تسجلها
البحوث والدراسات والمصحات النفسية هذه الظاهرة بشكل مفزع في جيل الشباب .
فالقلق كثيراً ما يتحول الى ممارسات خطرة وجرائم مأساوية امثال الانتحار وللجوء الى المخدرات والشعور باللامعنى للحياة والاصابة بسرعة الانفعال بالارق والامراض العصبية والجسدية الخطيرة
وللجوء الى التدخين والتعبير المنحرف والشاذ .
ومن مظاهر القلق الخطرة في هذه المرحلة هي مرحلة القلق الفكري وعدم الاستقرار العقيدي والانتماء الاجتماعي والسياسي لذا كان من السهل اجتذاب الشباب نحو الاراء والنظريات التي تقدم كبدائل
فكرية في المجتمع.
ولعل من اهم اسباب القلق لدى الشباب هي الفراغ الفكري الذي يدفع الشباب الى اعتناق الافكار التي يتصورون صحتها وفقدان الايمان يالله سبحانه او ضعفه الاحساس بالخوف على المستقبل الاضطهاد
السلطوي البطالة وتردي الاوضاع المعاشية وغياب الامل في تحقيق الاهداف المعاشية الخوف من الفشل الدراسي وتلاشي الطموع المدرسي الخوف من الاصابة بالامراض لاسيما الوبائية كمرض الايدز
والخوف على مستقبل الحياة الزوجية . ان عقيدة الايمان بالله وتفويض الامر اليه والرضا بقضائه وقدره وحكمته وعدله وحبه لخلقه واتخاذ الاجراءت القانونية والاخلاقية اللازمة لحل مشاكل الانسان
الاقتصادية والاسرية والغريزية والاجتماعية هي الاساس لحل مشكلة القلق وتوفير الضمانات الامنية والمعاشية واحترام شخصية الانسان وكرامته التي تستاصل معظم مناشئ القلق ودواعية .
(( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ))
(( الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب ))
(( ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى )) وهذه الاية تثبيته وثيقه الحقوق المعاشية للنوع البشري الذي خوطب به ادم .