|
طالب علم متخصص في الحديث
|
|
|
|
الدولة : النجف الاشرف مولدي
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
سيد جلال الحسيني
المنتدى :
أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
بتاريخ : 03-Sep-2013 الساعة : 10:47 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
في هذه الرواية حلول لروايات في ظاهرها متعارضة في حين هي توضيح لبعضها البعض .
بحارالأنوار 8 351 باب 27- آخر في ذكر من يخلد في النار
عن كتاب التوحيد: الْهَمْدَانِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ قَالَ سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ صلوات الله عليه : يَقُولُ لَا يُخَلِّدُ اللَّهُ فِي النَّارِ إِلَّا أَهْلَ الْكُفْرِ وَ الْجُحُودِ وَ أَهْلَ الضَّلَالِ وَ الشِّرْكِ وَ مَنِ اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يُسْأَلْ عَنِ الصَّغَائِرِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً قَالَ فَقُلْتُ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَالشَّفَاعَةُ لِمَنْ تَجِبُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ؟؟ فَقَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ صلوات الله عليه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلوات الله عليه واله يَقُولُ إِنَّمَا شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي فَأَمَّا الْمُحْسِنُونَ مِنْهُمْ فَمَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ .
قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ فَقُلْتُ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَكَيْفَ تَكُونُ الشَّفَاعَةُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ وَ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ وَ مَنْ يَرْكَبُ الْكَبَائِرَ لَا يَكُونُ مُرْتَضًى ؟؟
فَقَالَ: يَا أَبَا أَحْمَدَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَرْتَكِبُ ذَنْباً إِلَّا سَاءَهُ ذَلِكَ وَ نَدِمَ عَلَيْهِ وَ قَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلوات الله عليه واله كَفَى بِالنَّدَمِ تَوْبَةً وَ قَالَ مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَةٌ وَ سَاءَتْهُ سَيِّئَةٌ فَهُوَ مُؤْمِنٌ فَمَنْ لَمْ يَنْدَمْ عَلَى ذَنْبٍ يَرْتَكِبُهُ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ وَ لَمْ تَجِبْ لَهُ الشَّفَاعَةُ وَ كَانَ ظَالِماً وَ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَ لا شَفِيعٍ يُطاعُ .
فَقُلْتُ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ كَيْفَ لَا يَكُونُ مُؤْمِناً مَنْ لَمْ يَنْدَمْ عَلَى ذَنْبٍ يَرْتَكِبُهُ ؟؟
فَقَالَ : يَا أَبَا أَحْمَدَ مَا مِنْ أَحَدٍ يَرْتَكِبُ كَبِيرَةً مِنَ الْمَعَاصِي وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيُعَاقَبُ عَلَيْهَا إِلَّا نَدِمَ عَلَى مَا ارْتَكَبَ وَ مَتَى نَدِمَ كَانَ تَائِباً مُسْتَحِقّاً لِلشَّفَاعَةِ وَ مَتَى لَمْ يَنْدَمْ عَلَيْهَا كَانَ مُصِرّاً وَ الْمُصِرُّ لَا يُغْفَرُ لَهُ لِأَنَّهُ غَيْرُ مُؤْمِنٍ بِعُقُوبَةِ مَا ارْتَكَبَ وَ لَوْ كَانَ مُؤْمِناً بِالْعُقُوبَةِ لَنَدِمَ .
وَ قَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلوات الله عليه واله لَا كَبِيرَةَ مَعَ الِاسْتِغْفَارِ وَ لَا صَغِيرَةَ مَعَ الْإِصْرَارِ وَ أَمَّا قَوْلُ اللَّهِ وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى فَإِنَّهُمْ لَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنْ ارْتَضَى اللَّهُ دِينَهُ وَ الدِّينُ الْإِقْرَارُ بِالْجَزَاءِ عَلَى الْحَسَنَاتِ وَ السَّيِّئَاتِ وَ مَنِ ارْتَضَى اللَّهُ دِينَهُ نَدِمَ عَلَى مَا يَرْتَكِبُهُ مِنَ الذُّنُوبِ لِمَعْرِفَتِهِ بِعَاقِبَتِهِ فِي الْقِيَامَةِ .
في هذه الرواية عدة نقاط هامة :
النقطة "1"
1 – من تجنب الكبائر لم يحاسبه الله تعالى على الصغائر هذه قاعدة هامة بينّها الامام عليه صلوات الله :
""مَنِ اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يُسْأَلْ عَنِ الصَّغَائِرِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً""
النقطة "2"
يسال ابن ابي عمير رضوان الله تعالى عليه :" فَكَيْفَ تَكُونُ الشَّفَاعَةُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ وَ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ وَ مَنْ يَرْكَبُ الْكَبَائِرَ لَا يَكُونُ مُرْتَضًى"
سؤال جدا مهم وهو حل ورد لمن لم يفهم قول النبي صلى الله عليه واله "حب علي حسنة لا تضر معها سيئة ".
فان اهل الكبائر لم يكونوا لله سبحانه رضا فكيف تشملهم الشفاعة وكيف ان الشفاعة لاهل الكبائر والله سبحانه يقول لا يشفعون الا لمن ارتضى .
والجواب فاننا لو اخذنا الاية على ظاهرها لكان معناه رد لآيات كثيرة نزلت في الغفران وفي الشفاعة وهي كمن اخذ بظاهر آية يد الله وقوله تعالى جاء ربك وغيرها.
فالامام الكاظم صلوات الله عليه بين معنى الاية ورفع الابهام عنها :
قال الامام ان الندم توبة لا شك فيه ؛ ولابد للمؤمن ان يندم على فعله القبيح وفيه اشارة الى ان من يحب على بن ابي طالب صلوات الله عليه سيندم على كل فعل قبيح وهي توبته ولا يضر مع الندم والتوبة معصيىة ولذلك وردت الرواية بان حب علي بن ابي طالب يحرق الذنوب كما يحرق النار الحطب.
قال الامام صلوات الله عليه :
"" يَا أَبَا أَحْمَدَ مَا مِنْ أَحَدٍ يَرْتَكِبُ كَبِيرَةً مِنَ الْمَعَاصِي وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيُعَاقَبُ عَلَيْهَا إِلَّا نَدِمَ عَلَى مَا ارْتَكَبَ وَ مَتَى نَدِمَ كَانَ تَائِباً مُسْتَحِقّاً لِلشَّفَاعَةِ ""
واما من لم يندم فهو لم يكن من المؤمنين اي علامة عدم الايمان هو عدم الايمان بالعقوبة الاخروية وهذا محال ومستحيل ان يكون في قلب من احب علي بن ابي طالب فكيف يكون محبا وهو لا يعتقد بالاخرة ؟!!
"فَمَنْ لَمْ يَنْدَمْ عَلَى ذَنْبٍ يَرْتَكِبُهُ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ وَ لَمْ تَجِبْ لَهُ الشَّفَاعَةُ وَ كَانَ ظَالِماً وَ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَ لا شَفِيعٍ يُطاعُ "
وباقي الرواية واضحة وخلاصتها :
المرتكب للصغيرة وهو يجتنب الكبيرة فصغائره مغفورة
والمرتكب للكبيرة ان كان مؤمنا فهو سيندم وندمه شيئ لا يعلمه الا الله العالم بما في ذات الصدور وهذا الندم سبب للشفاعة
وان لم يندم فهو كافر بالاخرة والعقوبة الاخروية وهذا لم يكن مؤمنا .
فالنتيجة ان محب علي بن ابي طالب هو مؤمن والمؤمن يندم على فعله الكبيرة ولذلك فان هذا الحب سيذهب السيئات عنه ويحرقها .
وعليه نحمل الروايات التي وردت بدخول بعض الموالين في النار لمدة حتى يطهروا لان حبهم لعلي بن ابي طالب ماكان كاملا ولو كان حبهم حبا صحيحا كاملا لما وجد في النار ولا اي احد منهم كما وردت الرواية :
الكافي 8 78 قصة صاحب الزيت .....
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ مُيَسِّرٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ صلوات الله عليه فَقَالَ كَيْفَ أَصْحَابُكَ ؟؟
فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَنَحْنُ عِنْدَهُمْ أَشَرُّ مِنَ الْيَهُودِ وَ النَّصَارَى وَ الْمَجُوسِ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا .
قَالَ وَ كَانَ مُتَّكِئاً فَاسْتَوَى جَالِساً ثُمَّ قَالَ : كَيْفَ قُلْتَ قُلْتُ!! وَ اللَّهِ لَنَحْنُ عِنْدَهُمْ أَشَرُّ مِنَ الْيَهُودِ وَ النَّصَارَى وَ الْمَجُوسِ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا .
فَقَالَ : أَمَا وَ اللَّهِ لَا تَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمُ اثْنَانِ لَا وَ اللَّهِ وَ لَا وَاحِدٌ وَ اللَّهِ إِنَّكُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ قَالَ طَلَبُوكُمْ وَ اللَّهِ فِي النَّارِ فَمَا وَجَدُوا مِنْكُمْ أَحَداً ."انتهى"
فطوبى لك يا محب علي بن ابي طالب امير المؤمنين صلوات الله عليه .
|
|
|
|
|