مشرفة سابقة
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
جارية العترة
المنتدى :
ميزان المسابقات الدينية والثقافية
بتاريخ : 27-Jan-2012 الساعة : 10:49 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ما هي الخطبة التي خطبها الإمام الحسين صلوات الله عليه صبحة يوم العاشر
لمّا عبّأ الحسين (عليه السّلام) أصحابه وعبّأ ابن سعد (لعنه الله) أصحابه لمحاربة الحسين (عليه السّلام) , ورتب مراتبم , وأقام الرايات في مواضعها , خرج الحسين (عليه السّلام) عند ذلك ممتطياً جواده حتّى أتى نحو القوم , فاستنصتهم فأبوا أن ينصتوا , فصاح بهم : (( ويلكم ! ما عليكم أن تنصتوا فتسمعوا قولي , وإنّما أدعوكم إلى سبيل الرشاد ؛ فمن أطاعني كان من المرشدين , ومن عصاني كان من المهلكين , وكلكم عاصٍ لأمري , غير مستمع لقولي ؛ فقد مُلئت بطونكم من الحرام , وطبع على قلوبكم . ويلكم ! ألا تنصتون , ألا تسمعون ؟! )) .
فتلاوموا فيما بينهم وقالوا : انصتوا له(1) .
فلمّا رآهم الحسين (عليه السّلام) قد سكتوا , قال : (( تباً لكم أيّتها الجماعة وترحاً ! أحين استصرختمونا والهين , فأصرخناكم موجفين , سللتم علينا سيفاً في أيمانكم , وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدوّنا وعدوكم , فأصبحتم إلباً لأعدائكم على أوليائكم , بغير عدل أفشوه فيكم , ولا أمل أصبح لكم ؟! فهلاّ ـ لكم الويلات ! ـ تركتمونا والسيف مشيم , والجأش طامن , والرأي لمّا يستحصف , ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدبا , وتداعيتم إليها كتهافت
الفراش ؟! فسحقاً لكم يا عبيد الأمة , وشذّاذ الأحزاب , ونبذة الكتاب , ونفثة الشيطان , وعصبة الأنام , ومحرّفي الكتاب , ومطفئ السنن , وقتلة أولاد الأنبياء , ومبيري عترة الأوصياء , وملحقي العار بالنسب , ومؤذي المؤمنين , وصراخ أئمة المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين !
وأنتم على ابن حرب وأشياعه تعتمدون , وإيّانا تخاذلون ! أجل والله , غدرٌ فيكم وشجت عليه اُصولكم , وتأزّرت عليه فروعكم , فكنتم أخبث ثمر شجي للناظر , وأكلة للغاصب .
ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين ؛ بين السلّة والذلة , وهيهات منّا الذلة ؛ يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون , وحجور طابت وطهرت , واُنوف حمية ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام . ألا وقد أعذرت , ألا قد أنذرت . ألا وإني زاحف بهذه الاُسرة على قلة العدد وخذلان الناصر )) .
ثمّ أنشأ يقول : فإن نهزم فهزّامون iiقدماً وإن نُهزم فغيرُ iiمهزّمينا
وما إن طبّنا جبنٌ iiولكنْ مـنايانا ودولـةُ iiآخرينا
فـقل للشامتين بنا iiأفيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا
ثمّ قال : (( أما والله لا تلبثون بعدها إلاّ كريث ما يركب الفرس حتّى تدور بكم دوران الرحى , وتقلق بكم قلق المحور ؛ عهد عهده إليَّ أبي عن جدّي , (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنْظِرُونِ)(1) , (إِنّي تَوَكّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبّي وَرَبّكُم مَا مِن دَابّةٍ إِلاّ هُوَ آخِذُ بِنَاصِيَتِهَا إِنّ رَبّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(2). اللّهمَّ احبس عنهم قطر السماء , وابعث عليهم سنين كسنيِّ يوسف , وسلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأساً مصبّرة , ولا يدع فيهم أحداً إلاّ قتلة بقتلة , وضربة بضربة , ينتقم لي ولآبائي , وأهل بيتي وأشياعي منهم ...
|