اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
كتبت هذا الموضوع سوف نتطرق إلى عدة دروس في أسرار الصلاة على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ، وسوف يكون كل يوم وضع درس جديد حتى تنتهي رغم لو حصينا أسرارها لن تعد ولا تحصى ولكن بعض جواهر الأسرار أفضل من عدمها .
وأيضا أهلا وسهلا لمن أراد وضع أسرار تخفى علينا .
هنا بحث هامّ فيما يتعلق بالصلاة وسرّ الصلاة، ومجموعة الأبحاث متركزة على بيان هذا السرّ.
فما المراد بالصلاة التي تارةً تكون عن الله، واُخرى تكون عن الملائكة، وثالثة تكون عن المؤمنين؟
هناك روايات كثيرة ومستفيضة وردت بهذه المضامين تؤكّد وتحثّ بما لا يمكن أن تسعه طامحات العقول في بيان هذا السرّ المجهول الذي أكّدت عليه الروايات المتضافرة وبيّنت الأخبار أمره هنا وهناك، فمن أجل أن نتعرف على حقيقة سرّ الصلاة، ومن أ»ل أن نصل إلى عمق المراد، فلابد من كشف النّقاب عن هذه الحقيقة بما يسع من بيانات، وإن لم يتعرض كما أخال وأعتقد من ذي قبل إلى هذا السرّ الملكوتي بشكله الوسيع الذي لابدّ أن يكشف حتّى يتعرف النّاس على هذه الحقيقة.
فطالما نباشر الصلوات في صباحنا ومسائنا وفي أدعيتنا وزياراتنا، حتّى أنه أتفق جميع المسلمين على وجوب الصّلاة في التّشهد في الصّلوات المفترضات، وكذلك أوجبوها في مقامات اُخرى، كلّ ذلك إنما يشير إلى أمر هامّ نباشره في سائر الليالي والأيام، فما من دعاء أو زيارة إلاّ ويسبق بذكر النبيّ وآله بالصلاة المخصوصة.
فما المراد هنا من الصلاة على النبيّ؟
وما المراد من الصلاة على آل النبيّ؟
هل المراد بها الدعاء؟
وهل المراد بها التزكية؟
أو المراد بها الرحمة؟
كل ذلك معانٍ مطروحة في الأخبار، ولكننا إذا تأملنا لا يمكن حمل هذه المعاني الظاهرة على المراد إطلاقاً.
إنّ هناك أبحاثاً هامّة في أنّ للصلاة كيفيةً عرضها المفسرون، وقد أفردت رسائل في هذا المضمار، وهناك رسالة صدرت في مكّة حول الصلاة، وقد أفرد هذا البحاث فيما يتعلق بالصلوات بحثاً مستقلاً في كتب المسانيد والصحاح والتي يتعرّض لها في صحيح مسلم ووصحيح البخاري وابن ماجة وغيرهم ممّن صرح بكيفية الصلاة في هذه الآية، فقد رووا أنّه لمّا أمر الله سبحانه المؤمنين بأن يصلوا على النبيّ قالوا: عرفنا التسليم عليك، أما الصلاة، كيف نصلّي عليك يا رسول الله؟
يقول الرازي وجملة من المفسرين: لمّا عرضوا هذا التساؤل على النبيّ صلّى الله عليه وآله فأجابهم أن يقولوا: «اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد». "خاص لمواقع الميزان"
إذاً كلّ الروايات متّفقة على هذه الكيفية، وإن كان هناك تخلّف في مجال التطبيق حتّى أنّك تجد العنوان في صحيح البخاري في الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله بدون الصلاة على الآل، ثمّ ينقل روايات وجوب الصلاة على النبيّ وآله وهكذا في بقية المسانيد؟!
وفي ذلك من الردّ على الله تعالى والعناد لرسوله صلّى الله عليه وآله ما لا يخفى على ذي لبّ.
معنى الصلاة على النبيّ وآله وأسرارها
هنا بحث في معنى الصلاة وفي سرّ هذه الجوهرة الربانية.
ما معنى أن نصليّ على النبيّ وآله؟
الروايات تؤكد بأنّ الصلاة من الله عبارة عن الرحمة.
وأنّ الصلاة من الملائكة هي التزكية.
وأنّ الصلاة من المؤمنين هي الدعاء.
أولاً: الصلاة من قبل الله تعالى على النبيّ صلّى الله عليه وآله :
إذا كانت الصلاة من قبل الله على النبيّ وآله بمعنى الرحمة، فما معنى ذلك؟
يعني يا ربّ ترحّم على النبيّ وآله، هذا المعنى هل يمكن قبوله وفق القواعد القرآنية والقواعد الروائية وما يتعلق بمقامات النبيّ العالية؟
الجواب: لا يمكن قبوله؛ لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله هو معدن الرحمة وأصلها ومبدؤها وشروعها ومنتهاها، كما نصّ القرآن الكريم في هذه الآية المحكمة الواضحة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} .
يعني كل العوالم سواء كانت عوالم إنس، أو عوالم جنّ، أو من في السماوات، أو من في الأرض، أو ما فوق ذلك أو ما دونه، كلّ هذه العوالم إنما هي فرع وجودك، وهي تأخذ الرحمة منك لأنّك الرحمة المطلقة، أنت منشأ الرحمة للعالم، والعالم هو الذي يفتقر إلى رحمتك، لا أنّك تفتقر إلى رحمة العالمين. "خاص لمواقع الميزان"
ولكن الرحمة يقصد بها معنىً آخر كما يقول الإمام الكاظم «صلاة الله رحمة من الله»، لا هذا المعنى الذي ينسبق إليه الذهن، وإنّما إشارة إلى أهمّ الأسرار التي طرحها بعض الأكابر والأبرار، ولم يكن يعرف هذا المعنى من قبل.
يقول: الرحمة من الله بهذا المعنى أنّ الصلاة الإلهية على الحضرة النّبوية إشارة إلى طلب إبراز الوجود الكليّ المطلق ورتبه ومراتبه وحقيقته وتنزّلاته من عوالم الفوق إلى عوالم الدون.
يعني يا ربّ أبرز لنا تلك الحقائق التي تحلّى بها محمّد وآل محمّد صلّى الله عليه وآله في العوالم كلّها.
إذاً هنا معنى الرحمة يراد بها إبراز الله وكشف الله عن تلك المراتب التي وصل إليها النبيّ صلّى الله عليه وآله كما عبّر القرآن عنه: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى* فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}.
ويؤيّد ذلك أيضاً ما ورد عن سيّد الساجدين عليّ بن الحسين صلّى الله عليه وآله في الصحيفة السجادية: «اللّهمّ وابسط لسانه في الشّفاعة لاُمّته، وأرِ أهل الموقف من النبيّين وأتباعهم تمكّن منزلته، وأوهل أبصار أهل المعروف العُلى بشعاع نور درجته، وَقِفه في المقام المحمود الذي وعدته... اللّهمّ أحضره ذكرنا عند طلبته إليك في اُمّته، واخطرنا بباله لندخل في عدّة من ترحمه بشفاعته، وأرِه من أشرف صلواتنا وسبحات نورها المتلألئة بين يديه، ما تُعرّفه به أسماءنا عند كل درجة ترقى به إليها ويكون وسيلةً لديه، وخاصةً به، وقربةً منه، ويشكرنا على حسب ما مننت به علينا من الصلاة عليه» . "خاص لمواقع الميزان"
إذاً المراد من الرحمة المنصبة في معنى الصلاة على النبيّ هو كشف المراتب والمنازل والمقامات، فكأنّ المصلّي يطلب من الله هذا المعنى؛ يعني يا رب اكشف لنا وبيّن لنا تلكم المراتب التي تجاوزها وعبرها النبيّ وآله حتّى بلغ مقام قاب قوسين أو ادنى، وهذه هي حقيقة الصلاة التي طالب بها الحقّ وقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ }.
إذاً المراد من الصلاة في هذه الآية التي تخص الحق هو كشف المراتب وبيان الحقائق التي تجوهر بها ذات النبيّ باعتباره أول صادر وأول نورٍ وأول عقلٍ وأول موجودٍ، كما في الروايات الكثيرة المتواترة التي تصب لنا هذا المعنى.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد اللهم صل على محمد وآل محمد اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد اللهم صل على محمد وآل محمداللهم صل على محمد وآل محمد
موضوع جدا مميز
ألــ1000ــف شكر للأخت: منتظرة المهدي
على السطور المحمدية العلوية الفاطمية
اقتباس
فكأنّ المصلّي يطلب من الله هذا المعنى؛ يعني يا رب اكشف لنا وبيّن لنا تلكم المراتب التي تجاوزها وعبرها النبيّ وآله حتّى بلغ مقام قاب قوسين أو ادنى، وهذه هي حقيقة الصلاة التي طالب بها الحقّ وقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ }.
أحد جهابذة علمائنا الإمامية أعلى الله كلمتهم
يقول في سر معنى الصلاة على محمد وآل محمد:
هو ظهور الباري تعالى فيهم.
والظهور بمعنى التجلي
كتجلي الشخص المقابل للمرآة بصورته فيها.
أخوكم: شعاع المقامات
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.
آخر تعديل بواسطة شعاع المقامات ، 28-Jun-2009 الساعة 01:46 PM.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
اللهم صل على محمد وآل محمد صلاة كثيرة تكون لهم رضًا ولحق محمد وآل محمد أداءًا وقضاءًا بحول منك وقوة يا رب العالمين...
سلمت يداك اختي" منتظرة المهدي" بارك الله فيك... متابعين ان شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسألكم الدعاء
توقيع خادمة المرتضى
...يا محمد لولاك لما خلقت الأكوان... ولولا علي لما خلقتك... ولولا فاطمة لما خلقتكما...
اللهم العن الجبت والطاغوت والنعثل بعدد فضائل حيدر
يا رب الزهراء بحق الزهراء اشف صدر الزهراء بظهور الحجة
هذا المعنى لا يمكن قوله بهذه العجالة بهذا المعنى الظاهريّ القشريّ، وإنّما يراد بالتزكية هو التنزيه.
فعندما نقول زكّى فلانٌ نفسه، أي خلّصها من الشوائب وهذَّبها من الزوائد.
هنا التزكية بمعنى: التنزيه والتقديس للمراتب الحقّة لمحمّد وآل محمد صلّى الله عليه وآله.
إذاً التزكية بالنسبة لصلاة الملائكة عبارة عن تنزيه هذه الحقائق التي تجوهرت بالنبيّ وآل النبيّ عن أن يمسّها أحدٌ من الخلائق.
يعني كأنّ الملائكة تقول تنزّهتم يا آل رسول الله ووصلتم إلى مقامات ندعو الله تعالى أن يكشف لنا تلك الحقائق لتكون السجدة لآدم، سجدةً لسيد خلق الله النبيّ الخاتم صلّى الله عليه وآله.
من هنا يشار إلى هذه الحقيقة في تزكية الملائكة، أي يا أهل بيت النبوة أنكم فوق الحدّ وفوق ما نتصور، تنزّهتم عن مجانسة مخلوق من المخلوقات فيما فيهم من الصفات، وأنّكم وصلتم إلى درجة أعلى من المخلوقين لا يرقى إليكم راق، ولا يفوقكم فائق، ولا يسبقكم سابق، ولا يطمع في إدراككم طامع، ولا يبلغ مبلغكم بالغ، فأنتم فوق كل هذه المقامات المدوّنة «آتَاكم الله مَا لَم يُؤتِ أحَداً مِن العَالَمِين». " خاص لمواقع الميزان"
فقد آتاهم الله تعالى مراتب فوق تلك المراتب التي هي مسجّلة للخلق أجمعين؛ لأنّه بإجماع المسلمين وبإجماع العقلاء أن النبيّ أفضل الخلق بمن فيهم أولي العزم على الإطلاق، فليس أحدٌ ممن عرف الشهادتين وتوجه إلى القبلة، وأدى ما عليه من الفرائض إلاّ ويشهد بأفضلية المصطفى صلّى الله عليه وآله على جميع الخلق والورى، وهذا إجماع لا يشك فيه أحدٌ، فإذا تمّ هذا المقام وهو تامّ بالنسبة إلى النبيّ صلوات الله تعالى عليه وآله، فهو بتمامه منطبق بالنسبة إلى الوليّ (عليّ بن أبي طالب )، لأنّه نفسه بنص القرآن الكريم {وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} .
إذا ثبت المراد بالتزكية فيما يخصّ الملائكة عبارة عن تنزيه هذه الحقائق عن أن تمسّ وعن أن يبلغ أحد مبلغها، أو يتصف بصفاتها، أو يتجوهر بجواهرها، أو يتلون بصبغتها، فهي حينئذٍ الحقيقة الملطقة المقصودة من صلاة الله تعالى وصلاة ملائكته.
ثالثاً: الصلاة المخصوصة بالمؤمنين:
عندما تقول: اللّهمّ صلِ على محمّد وعلى آل محمّد، فما المقصود بهذا الذكر؟
هل تريد رفع مقام النبي صلّى الله عليه وآله؟
إنّ هذا أدنى تصور وأدنى مرتبة من الفهم، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله ما الذي ينقصه حتّى تزيده صلواتي وصلواتك مرتبة عليا، أليس هو صاحب الشفاعة الكبرى؟
أليس هو صاحب المرتبة العظمى؟
أليس هو الذي وصل إلى مقام قاب قوسين أو أدنى؟
فهل أوصلته صلواتنا إلى تلك المرتبة العليا؟
الإجابة: طبعاً لا.
إذاً ما المقصود عندما أُصلّي في صباحي ومسائي في ليلتي ونهاري؟
المراد من هذا إننا نطلب من الحقّ تبارك وتعالى أن يخلي نفوسنا من كلّ ما يتعلق بها من شوائب وزوائد وملوثات حتّى نلتحق بالحقيقة المحمّدية ونلتصق بالسرّ المحمّدي ونندك فيه نصبح متلونين بصبغة محمّد وآل محمّد.
وقد أشار الكبار من الأولياء والعرفاء إلى أنّ حقيقة صلواتنا هي عبارة عن تخليتنا عن عوالمنا والالتصاق بعوالمهم، بمعنى: يا ربّي أريد منك أن أصلي على النبيّ وآله لأكون معه، ولألتصق بتلكم الصفات حتّى أخرج من دار الظلمات، فإنّ الخروج من الظلمات إنما يكون ببركة ذكر الصلوات على محمّد وعلى آل محمّد صلّى الله عليه وآله .
قال أبو الحسن العسكري : «إنما اتخذ الله إبراهيم خليلاً لكثرة صلاته على محمّد وأهل بيته صلوات الله عليهم».
فهذا الذكر هو الذي كان الواسطة في الخلّة واتّخاذ النبيّ إبراهيم خليلاً؛ لأنّه كان يكثر من ذكر النبيّ وآله، وكذلك لما انكشفت له هذه الحقائق ورأى ملكوت السماوات وكان من الموقنين، إنما كان ببركة المصطفى محمّد صلّى الله عليه وآله.
يقول المحدث النوري: حدّثني مشافهة وحيد العصر وفريد الدهر الشيخ الأوحد الشيخ أحمد الشيخ زين الدين، قال: رأيتُ في المنام سيّدنا زين الدين عليّ بن الحسين؛ فشكوت إليه عدم الاعتداد من حمل الزاد ليوم المعاد، وعدم التوفيق للتوبة الخالصة والأعمال الصالحة، فأجابني سيّد الساجدين بأن الذي عليك أن تكثر من الصلاة على محمّد وآله، ونحن نعمل بذلك، ونجعله لك عوض صلواتك على محمّد وآله صلى الله عليه وعليهم أجمعين إلى يوم الدين . " خاص لمواقع الميزان"
إنّ هذا هو السرّ المسرور والكنز المكنون فيما يتعلق في هذه الصلوات.
إنّ الإنسان يصبح ويقرأ الأدعية، سابقاً كل لفظ بالصلوات وذكر النبيّ وآله، وهكذا في الزيارات، وهكذا في مجموعة طويلة، وما نجده في أيّ دعاء سواء في كتب العامة أو كتب الخاصة، إلاّ وتجد هذا السرّ مذكور في أول الدعاء ومختوماً به الدعاء، وحينما نطالع ذلك لابد أن نتعرف على هذه الحقيقة، وهذه الجوهرة الفريدة، وهي أننا إذا صلّينا على النبيّ وآله ليس بمعنى أننا نطلب الرحمة من الله للنبيّ صلّى الله عليه وآله لأنه هو الرحمة النازلة على الخلق، وليس معناه أننا نطلب من الله أن يرفع مقام النبيّ صلّى الله عليه وآله ، فالنبيّ صلّى الله عليه وآله لا ينقصه شيء حتّى تزيده صلواتنا شيئاً، وإنما هي طلبة من الحق في رفع مقامنا لأن نرقى إلى مقامهم ونتعرف على أسرارهم.
إنّ حقيقة الصلوات كملة واحدة وهي عبارة عن طلب التلوّن والتّصبغ بصبغة المصطفى، والاصطفاء بما اصطفاه الله عز وجل من صفات ومن مقامات حتّى نخرج من دائرة الظلمات إلى دائرة النور المحمّدي المطلق. {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ }.
{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ }. بمعنى يكشف لكم المقامات {لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ }، وهذا معنى إرادة السرّ في الصلوات، هو معرفة النبيّ في المقامات العليا، في مقامات قاب قوسين أو أدنى، إنّ هناك آيات فيها أسرار.
وكما نتدبّر ونحن المأمورون بالتدبر في القرآن الكريم، وكما نتدبر هذه الآية أو تلك، علينا أن نتدبر هذه الآية من سورة النجم فكما نتدبر في آيات الأحكام، وفي آيات الأخلاق، وفي آيات الفروع، وفي المعاشرة، وفي الحكمة، نحن مأمورون بالتأمل والتدبر في آيات هذه السورة التي فيها بيان مقامات المصطفى الذي أراه الآية الكبرى {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}. ولقد أراه من الآيات الكبرى الجامعة لصور عوالم الملك والملكوت.
ما المراد بهذه الآية الكبرى؟
هل هي الملائكة أو المخلوقات؟
وهل لله تعالى آية أكبر من عليّ وآل عليّ؟
كلّ هذه مظاهر، وحقيقة هذه المظاهر تلكم المخابر التي هي الآيات العظمى والكبرى، محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين.
إذن المقصود من الآية المباركة {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}.
أن كلّ ما في الوجود من بارئ ومبروء وخالق ومخلوق، كلّه يصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وآله ، الله بعظمته يأمر الخلق أجمعين بالصلاة على النبيّ وآله إبتداءً من الحقّ، صاحب الأزل الله جل وعلا، وأنتهاءً بأضعف المخلوقات، والخطاب إنما هو لكل المخلوقات وكل ما في الوجود، بأن يصلّي كل حسب مقامه، كل حسب مرتبته وفهمه، هذا هو ما نستفيده من حقيقة الصلوات.
إذاً عندما نصلّي على النبيّ وآله، فلسنا في مقام طلب الرحمة والشفاعة للنبيّ وآله، فهم أصحاب الشفاعة الكبرى، وهم أصحاب الرحمة المطلقة، هم معدن الرحمة، هم مبدؤها، فكيف نطلب لهم الرحمة إذا كانوا هم أربابها، وإنّما نكون كناقل التمر إلى هَجَر، وكمن يطلب الحلم لله وهو الحليم، تماماً كما يتعامل مع الله تعالى في صفاته يتعامل مع الأولياء في صفاتهم. " خاص لمواقع الميزان"
استشفع رجل «بالإمام الجواد » فقال: يا ابن رسول الله، إنّ أبي مات وكان له مال، ففاجأه الموت، ولست أقف على ماله، ولي عيال كثير، وأنا من مواليكم، فأغثني.
فقال له أبو جعفر : «إذا صلّيت العشاء الآخرة، فصلّ على محمّد وآل محمّد، فإن أباك يأتيك في النوم، ويخبرك بأمر المال».
فعل الرجل ذلك، فرأى أباه في النوم فقال: يا بني مالي في موضع كذا، فخذه واذهب به إلى ابن رسول الله فاخبره أني دللتك على المال.
فذهب الرجل، فأخذ المال وأخبر الإمام بخبر المال، وقال: «الحمد لله الذي أكرمك واصطفاك».
هذه الصلوات التي نذكرها في مجالسنا يتباهى بها الملائكة، وهذا من أهمّ أسرارها
تابعونا للدرس الثاني لسر أخر من أسرار الصلاة على محمد وآله
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
الدرس الثاني
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.
البحث في أسرار الصلوات على النبيّ وآله.
فما المقصود وما المراد بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ }؟
إنّ هذا التعبير من أهمّ التعابير، وكل التعابير القرآنية مهمّة ورائعة، لأنّها تكشف لنا جملة من الأسرار، ولكن هذا التعبير له معنى عميق ومغزى دقيق.
إنّ الله تعالى خالق الوجود والموجود، وبيده جلّ وعلا عوالم التكوين وعوالم التشريع، فإذا به ينادي {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ } كلهم من فوق العرش ودونه، يتوجّهون بالصلاة على محمّد وعلى آله الميامين.
الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه في كتابين من كتبه، في (عيون الأخبار) وفي (علل الشرائع)، ينقل هذا النص الذي فيه سرّ عظيم، وستجد من خلاله علاجاً، ببركة الصلاة على النبيّ وآله، لكل ما يختلجنا في حياتنا، في مجتمعنا، في صنوف تقلّبات أنفسنا، وفي علاج أوضاعنا الخاصة من خلال هذا السرّ الصلواتي.
سأل الخضر الإمام الحسن بن عليّ ، فقال: أخبرين عن الرجل كيف يذكر وينسى؟ قال: «إنّ قلب الرجل في حُقّ، وعلى الحقّ طبق».
المقصود بالحُقّ: البيت أو الوعاء الخشبي، والطبق: الغطاء إذا كلّ واحد منّا قلبه في وعاء يسمى حُقّاً، وعلى هذا الوعاء طبق «فإذا صلّى الرجل على محمّد وآل محمّد صلاة تامة، انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحُق، فأضاء القلب ــ يعني صار في حال وهجان ولمعان للأنوار ــ فإذا انكشف ذلك الغطاء عن ذلك الحُقّ أضاء القلب، وذكر الرجل ما كان ينسى، فإذا نسيت أذكر محمّداً وآل محمّد. وإن هو لم يصلّ على محمّد وآل محمّد، أو نقص من الصلاة عليهم، انطبق ذلك الطبق على ذلك الحُقّ، فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكره».
إذاً هناك طبق على أوعية فيها قلوبنا، فإن ذكرنا النبيّ وآله انفتح ذلك الغطاء، وانكشف السرّ الأعظم، أضاء القلب وارتبط بالمصدر الأول {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} . فمن لم يذكر النبيّ وآله، انطبق ذلك الغطاء على ذلك الوعاء، فأصبح قلبه مظلماً، ونسي ما كان ذكر، ويصبح كالحيران استهوته الشياطين يميناً وشمالاً، تتلاعب به الأهواء وتتطاير به الشياطين من متاهةٍ إلى متاهة، لأنّه نسي سرّ الله الأعظم محمّداً وآل محمّد صلوات الله عليهم.
ما هو الدليل على أنّ ذكر النبيّ يكشف الغمّة، ويحوّل القلب إلى ضياء؟
وبذكرهم يصل الإنسان إلى هذه المرتبة وبعد ذكرهم يعمى القلب وينسى؟
الفلك يعني السفينة، وكانت في بداية حركتها، فاستنجد بهم النبيّ يونس بن متّى قال: اركبوني، وكان فارّاً من قومه غاضباً عليهم، وهذا يعني {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ}. فركب السفينة، ووصل الأمر إلى أن يعترضه جنديّ من جنود الله المقرّبين، ذلك الجنديّ المسمّى بنون وهو الحوت، فوقف تارة يروح على مقدّم السفينة واُخرى على مؤخرها باحثاً عن يونس، أين يونس؟ فقالوا: إنّ هنا رجلاً اسمه يونس، {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ}، فعملت القرعة وأعيدت ثلاث مرات، وفي كلّ كان يخرج اسم يونس بن متّى، فألقوه في البحر،
{فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ}.
إذاً كان النبيّ يونس وهو من المرسلين وهو من المقربين وآتاه الله من العلوم، وإذا به يكون في الظلمات ليكتشف السرّ العميق، فلما وقع في ظلمات ثلاث: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، فلم يكن في بطن الحوت شيء عنده إلاّ شيء أنقذه، فلولا أنّه كان من المسبحين بذكر لا إله إلاّ الله، والصلاة على محمّد وآل محمّد؛ كما جاء في الروايات، لما أنجي من بطن الحوت، فإذا أطبق الحوت فاه على من كان فيه، فلم يفتح هذا الطبق عمن فيه، إلاّ بالتسبيح والذكر.
ومن أهمّ الأذكار عند الله تعالى {إنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} بمعنى أنّ كلّ الأسرار وكلّ ما في هذا الوجود منطوٍ في قلب النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله ، فكان عروج النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى أعظم مقامات الجبروت، وكان عروج يونس إلى بطن الحوت، فما الفرق حينئذ؟ أين عوالم الجبروت، وأين عوالم الحوت؟
وبهذا تعرف سرّ محمّد وآل محمّد وسرّ ذكرهم صلّى الله عليهم عدد ما في علمه آمين.
{ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} إذا كان البعض يناقش في معاجز وكرامات أهل البيت ، فعليه أن يلاحظ القرآن الكريم، ونحن المأمورون بأن نتدبّر القرآن العظيم، وينادي الحق {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى *فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}.
الآية الكبرى هي عليّ وآله، فاذكروا محمّداً بالمقام الأعظم، وعليّاً بالمقام الأكرم.
هذا معنى أنّ ارتباط كل الوجود حتى الوجود البدني، وحتّى الذكر، وحتّى التعقل كله متعلق بالنور المحمدي، ولا يمكن أن يرقى ابن آدم، وأن يبلغ لتلك المقامات ما لم يتنّور بهم، {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ}، {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}.
أين تكون عوالم الأنوار؟ وأين تكون عوالم الظلمات؟
ولا يمكن الخروج منها إلا ببركة الصلوات الزاكيات.
هناك دعاء عجيب المضامين وعلي المحتوى عن الإمام أبي عبد الله الصادق أنّه قال: «اللّهمّ إنّ محمّداً صلّى الله عليه وآله كما وصفته في كتابك حيث تقول: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.
فأشهد أنّه كذلك، وأنّك لم تأمر بالصلاة عليه إلاّ بعد أن صلّيت عليه أنت، وملائكتك، وأنزلت في محكم قرآنك {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}. لا لحاجة إلى صلاة أحد من المخلوقين بعد صلواتك عليه»، إذن نحن المحتاجون إلى الصلوات لا النبيّ وآله.
ولذلك فإنّ الصلوات عبارة عن الرقيّ إلى المقامات للمصلّي لا للمصلّى عليه، وإلاّ فإنّ النبيّ فوق هذه المقامات، وفوق هذه المراتب، وفوق هذه المنازل، ولا حاجة به إلى صلاة أحد من الخلق عليه بعد صلاتك عليه.
إذا كان المصلّي على النبيّ وآله هو الله تعالى، فحينئذ ما قيمة صلاتنا نحن الممكنات المخلوقون من ماء مهين، مَن أنا حتّى أكون في مقام الصلاة على النبيّ وآله، وإنما ذلكم مقام الله تعالى.
ثمّ يقول: «ولا إلى تزكيّتهم إيّاه بعد تزكيتك، بل الخلق جميعاً همُ المحتاجون إلى ذلك؛ لأنّك جعلته بابك الذي لا تقبل إلاّ ممّن أتاك إلاّ منه».
ثم يقول: «بابك، وجعلت الصلاة عليه قربة منك ووسيلةً إليك وزلفة عندك، ودللت المؤمنين عليه، وأمرتهم بالصلاة عليه، ليزدادوا إثرةً لديك وكرامةً عليك ووكّلت بالمصلّين عليه ملائكتك يصلّون عليه ويبلّغونه صلاتهم وتسليمهم، اللّهمّ ربّ محمّد فإنّي أسئلك بما عظّمت به من أمر محمّد صلّى الله عليه وآله وأوجبت من حقّه أن تطلق لساني من الصلاة عليه بما تحبّ وترضى وبما لم تطلق به لسان أحد من خلقك، ولم تعطه إيّاه، ثم تؤتيني على مرافقته حيث أحللته على قدسك وجنات فردوسك ثمّ لا تفرق بيني وبينه»، وهذا من أسرار أهل البيت صلوات الله عليهم، هذه أسفار الميامين وزبور آل محمّد صلّى الله عليه وآله .
إذاً في هذه الآية أسرار فيما يتعلق بالجانب الفكري والنفسي والبدني والروحي، وكل ما في وجود الإنسان من أسرار.
روى أنّه صلّى الله عليه وآله قيل له: يا رسول الله، أرأيت قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ }. كيف هو؟ فقال صلّى الله عليه وآله «هذا من العلم المكنون، ولولا أنكم سألتموني ما أخبركتم، إن الله تعلى وكّل بي ملكين فلا أذكر عند مسلم فيصلي عليّ إلاّ قال له ذلك الملكان: غفر الله لك، وقال الله وملائكته: آمين، ولا اُكر عند مسلم فلا يصلّي عليّ إلاّ قال له الملكان: لا غفر الله لك وقال الله، وملائكة: آمين .
يعني إنما هذا سرّ لا يرقى إليه راق، ولا يبلغ إليه بالغ، مهما كان أو يكون، ولذلك كان يردع الفجرة والفسقة الذين ظلموا شعوبهم وشعوب المنطقة، فما كان يخيفهم إلاّ الصلوات على محمّد وآل محمّد، وكلما كانت السياط تضرب على أبدان المؤمنين في سجون بغداد، كان البعض وهو تحت السياط يقول: السلام عليكم يا رسول الله، صلى الله عليك وعلى آل بيتك، حيث كانت كلمة آلك تصب على الظالمين العذاب، لقد حارب المتجبرون وبنو أُمية وبنو العباس آل الرسول، وهكذا كان مبدأ حكمهم، محاربة آل النبيّ؛ لأنّهم يعرفون ما يحملون من أسرار.
العجيب أنّ عمر بن سعد وأمثاله عندما كانوا يصلّون وكانوا يقولون حال التشهد: اللّهمّ صلِ على محمّد وآله، وهم قتلة الإمام الحسين، مِن آل محمّد؟
شمر يصلّي، وعمر بن سعد يؤمّ أصحابه بالصلاة، يصبح إماماً لهؤلاء، فلمّا كان في التشهد الوسطى الذي أجمع المسلمون على أن التشهد الوسطى لابد أن نقول فيه: وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم، يقوله وهو قبل قليل سفك دماء آل محمّد صلّى الله عليه وآله ، ثم يصلّي عليهم في صلاته!