من كد يده بالحرام ؟...لم يتمكن ان يحتذي بالقدوة الصالحة
بتاريخ : 08-Jul-2009 الساعة : 09:19 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
من كد يده
ترك الدراسة، بعد أن أجهد نفسه لإثبات انه ليس من أهلها. ورضخ والديه، رغم خوفهم على مستقبله. وتوجسهم على معيشته، بعد رحيلهم إلى الدار الآخرة. لم يستطع مقاومة السهر، أو التنازل عن الصحبة الفاشلة. ترك تعليمه رغم صغر سنة، مع إن إمكانية تعويض ما فات لا تزال قائمة. ولكن الناس أعداء ما جهلوا.
بقي طويلا مستيقظا ليلا، ونائما نهارا. لا يختلف كثيرا عن الخفافيش، غير إنها تبحث عن رزقها ليلا. حتى ضج أهله فخيروه، بين الرجوع إلى الدراسة، أو البحث عن عمل. يشغل به فراغه، ويقلص أوقات سهره. أنا له ذلك، وحياته مقلوبة رأس على عقب. يستيقظ عندما ينام الناس، وينام عندما يستيقظون. لذا ضغطوا على أخيه الأكبر ليقوم بالمهمة بدل عنه. فقام بذلك على مضض، ومع علمه بعدم استمراريته. وكيف يستطع صبرا بما لم يحط به خبرا؟
لم يستقر ولم يتحمل - قساوة الشغل، فأخذا في التقاعس والغياب، والفرار أخيرا. وكيف يستمر ومصروفه وهو نائم، أضعاف ما يحصل عليه وهو مستيقظ. يكدح بين لهيب الطقس، وحرارة موقع العمل. عندها رجع إلى سندان الدراسة، ومطرقة الوظيفة. والقرار الأخير، الذي أصدره مجلس الأسرة، وعلى لسان رئيسها. أما الانضباط، أو الطرد النهائي من بيت العائلة.
رجع ذات يوما فرحا مستبشرا ليستلم حقوقه، ويودع أصحابه في عمله السابق. مفتخرا عليهم بحصوله على ملك سليمان (ع)، الذي لا ينبغي لأحد من بعده. وظيفة لا تتطلب أكثر من التوقيع، والانصراف مع بداية الدوام. وفي نهاية الشهر، يكلف نفسه قليلا، لحضور إلى مقر المؤسسة التجارية ليتسلم راتبه. مخدوعا لا يعلم أن ذلك ليس في مصلحته، ولا يصنع منه رجلا يعتمد عليه.
يخالف أوامر الدين، ووصايا أهل البيت(ع). التي يطبقونها على أنفسهم عمليا، رغم وجود الخدم في معيتهم. وهذا هو ديدنهم، فلا يقبلون أن يقوم بمهامهم دونهم أحدا، ولو كان اقرب المقربين. من لدن رسول الله(ص)، إلى أوصياؤه واحد بعد واحد. وهذا هو خليفته، أبا ألائمة الأطهار(ع). سيف الله الغالب، علي بن أبي طالب (ع). ومن نحن هذه الأيام، في ذكرى مولده. كان (ع) منذ شبابه يعمل بيده، ويحفر الآبار والعيون ويسقي البساتين. فإذا توفر لديه مالا، اشترى به عبدا أو جارية ثم يهبهما حريتهما. وكان ميثم التمار، احد الذين اعتقهم من كد يده.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف، السعودية
آخر تعديل بواسطة جارية العترة ، 13-Jul-2009 الساعة 08:40 PM.