|
الإدارة العامة
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان أخبار الشيعة والمقاومة الإسلامية
الطائفية في العراق . . هل هي حقيقة أم هي أمثولة سياسية ؟ ؟
بتاريخ : 01-Aug-2009 الساعة : 03:00 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الطائفية في العراق . . هل هي حقيقة أم هي أمثولة سياسية ؟ ؟ رسالة نيابية:
في زمن البعث وصدام كان الحديث عن الطائفية في العراق يشغل حيّزاً واسعاً في أدبيات حزب البعث وخطابات السلطة .وقد أصبح هذا الموضوع اتهاماً خطيراً يُلصق بالأغلبية الساحقة من أبناء الشعب العراقي ،ولاسيّما إبان فترات توتر العلاقة مع الحكومات الإيرانية المتعاقبة ،ذلك أنّ الذي تتهمه الأجهزة القمعية بهذا الاتهام يواجه مصيراً صعباً ،وبالخصوص إذا كان رمزاً إسلامياً يعرف بنزاهته وصِدقيّة توجهه الفكري داخل الساحة العراقية ،فتراه يتعرّض للتنكيل أو التهجير أو التعذيب أو التصفية الجسدية .
وقد يتبادر إلى ذهن السامع أن المراد بالطائفية هو أن ثمّة صراع بين(طوائف)معيّنة تريد إحداها الاستحواذ على السلطة في العراق على حساب بقية الطوائف الأخر ، لكنّ الوقائع السياسية تكشف للمراقب أن الهدف من وراء إعلان الحرب على الطائفية هو مناهضة الإسلام عن طريق استهداف شيعة العراق باعتبارهم منتمين إلى مدرسة أهل البيت(ع)،وباعتبارهم أكثرية عدد السكان أيضاً.
وقاوموا الاحتلال البريطاني في أوائل القرن الماضي . والملاحظ أن التعدد المذهبي في بلد أمرُ طبيعي لا يفضي إلى حدوث صراع سياسي على السلطة بمعنى التحكّم والقهر والإذلال الذي مارسته الأجهزة البعثية طوال فترة تسلطها على البلاد ،حتى يسوغ لأحد أن يتّخذ من هذه الظاهرة الاجتماعية ذريعة لشن الحرب على أبرز مكونات هذا التعدد النسيجي للمجتمع العراقي عن طريق إلصاق صفة الطائفية به لا لسبب يستدعي ذلك إلاّ لانتمائه أو حتى إعلانه الانتماء لمدرسة أهل البيت ،حتى وكأنّ الانتماء لهذه المدرسة المباركة يشكّل حرباً على الآخرين !
وإلاَّ فأنّ قادة الشيعة ،إبان الحكم البعثي ، كانوا بمعزل عن تداول الحكم والإدارة ،وليس لهم أي تأثير في قرارات السلطة التي تصنعها في مكاتب مغلقة بعيدة حتى عن كوادرها في المناطق الشيعية ! !
وقد ازدادت حدّة استهداف شيعة العراق إبان شن الحرب على الجمهورية الإسلامية ،واستمرّت بعد إيقاف هذه الحرب في العام 1988تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 598 .
و فيما يأتي أبرز مظاهر هذا الاستهداف :
أولاً :- التنديد المكثف والمستمر بالموضوع الطائفي عبر وسائل الإعلام وأدبيات السلطة مقروناً بالتهديد الصريح بالتنكيل وإنزال أقسى العقوبات بحق مَن تلصق به هذه التهمة (وهم من الشيعة فقط) والهدف من ذلك هو تكوين رأي عام داخل الشارع العراقي مهمته رصد(الحس) الطائفي المزعوم لتمكين الأجهزة القمعية من التعامل معه بكل بطش وتجبّر .
ثانياً:- إقصاء شرائح واسعة من الطاقات الكفوءة من أبناء الشيعة عن شغل المراكز الحسّاسة في مختلف مفاصل الدولة العراقية ،بما فيها الأجهزة الأمنية والحزبية على اعتبار أن هؤلاء أناس طائفيين .ولعل أبرز مظاهر هذا الإقصاء هو ما شهده قطاع التعليم من إبعاد الكثيرين من الكوادر التعليمية والتدريسية الكفوءة عن قاعات الدرس في المدارس والجامعات العراقية ،وما خلّفته هذه السياسة من تقهقر ملحوظ في هذا القطاع .
ثالثاً:-زج الملايين من أبناء الشيعة في أتون الحروب المتعددة (داخلياً وخارجياً) وجعلهم في خطوط التماس المباشر حطباً يابساً في هذه الحرب أو تلك . . ولقد أعلمني مصدر مطلع أنه في أثناء اشتداد المعارك الطاحنة بين إيران والعراق يوجد عدد من الجنود من منطقة(.....) يقضون (واجبهم) العسكري في ميناء الدمّام السعودي للعمل مع الفريق العراقي المكلف بالإشراف على توريد بضائع معينة ،بينما قضى آخرون فترة خدمتهم العسكرية في فنادق الدرجة الأولى ببغداد بعناوين مختلفة! !
رابعاً :- تأزيم الأوضاع الاقتصادية داخل الشارع الشيعي وبشكل سافر لا يحتاج لإثباته إلى أدنى تأمّل ،وقد نجم عنه تفشّي الفقر والعوز والتفكك الاجتماعي وصولاً إلى تركيع الملايين منهم على أعتاب دوائر المخابرات والأمن ومنظمات الحزب المنبثّة هنا وهناك ،في وقت بلغت فيه عائدات النفط ارتفاعاً لم يشهده العراق من قبل ، فكان الشيعة يقفون في طوابير طويلة أملاً بحصولهم على حاجاتهم الضرورية من السلع الاستهلاكية صيفاً وشتاءً .
خامساً:-أدلجة الشارع الشيعي بإطروحات فكرية هدفها مسخ الهوية الإسلامية الشيعية ،كزرع الفكر الشيوعي والإلحادي تحت عنوان الاشتراكية ،وبث الفكر القومي بين طلبة المدارس والجامعات والتجمعات العشائرية داخل الريف العراقي من أجل أن يتبنى المسلمون الشيعة ثقافة تنأى بهم عن دينهم الإسلام .
سادساً:- إسكات الصوت الإسلامي الذي يعبّر عنه مفكّروا الشيعة ومثقفوهم لحدٍّ تصوّر معه الآخرون خارج العراق أن الشيعة ليسوا من الجماعة الإسلامية ؛فالشيعة عند هؤلاء أعداء العرب لأنهم من بقايا الدولة الصفوية ،أو هم فلول أمراء آل بويه ،في حين أبقت السلطة الباب مفتوحاً على مصراعيه حيال غير المسلمين فضلاً عن المسلمين من أتباع مدرسة الخلفاء ان يُعبّروا عن معتقداتهم وتطلعاتهم ،وأغدقت عليهم الأموال حتى نشأت جماعات تندد بشيعة العراق تحت مسمّى الطائفية والشعوبية ،فأصبح الشيعي يخاف التصريح بانتمائه إلى مدرسة أهل البيت (ع) مردداً مقولتهم : لا فرق بين السنة والشيعة ،دفعاً للشتيمة والتكفير والتجويع أو الزج في ظلمات الزنزانات التي تُدار من قبل أبناء فقهاء السلطة مروّجي ثقافة الذبح .
سابعاً:- تكريس ثقافة التمييز المناطقي داخل مدن وقصبات العراق ،فكانت مراكز المسؤولية الحسّاسة في محافظات وسط وجنوب العراق تُدار من قبل عناصر غير شيعية على الرغم من وفرة الكوادر من سكان هذه المناطق وقدرتها على إدارة هذه المراكز ، أضف إلى ذلك تكريس ثقافة أن السكان الشيعة والأكراد هم عبيد لأسيادهم الذين يُمسكون بزمام الأمور وهم من المناطق الأخرى .
ثامناً:-إشاعة عوامل الإفساد والتفسّخ الاجتماعي في محافظات الوسط والجنوب وقد تمثّل ذلك في بروز ظواهر اجتماعية لعلّ أبرزها دعم إقامة دور البغاء في بعض المناطق ،وإقامة الحفلات الغنائية وبشكل مكثف على مدار السنة ،وفي مناسبات لم يألفها المسلمون في العراق من قبل ،وتشجيع شبّان الشيعة للانخراط في ممارسة الغناء والرقص مع بذل كافة المغريات لهم ،كإعفائهم من الاشتراك الفعلي في الحروب إضافة إلى الدعم الاقتصادي .
وبعد سقوط صدام ،وكرد فعل طبيعي لما ذكرناه ، أخذ الشيعة يُعبّرون عمّا كان محتبساً في مشاعرهم قرابة أربعة عقود من الزمن ،وساعد على ذلك إظهار الكثير من المقابر الجماعية ،ونشر الأطنان من الوثائق الحكومية التي كشفت النقاب عن أسماء آلاف من المعتقلين الذين قضوا صبراً في زنزاناتهم وفي غرف التعذيب تحت سياط جلاّديهم وفي أحواض التيزاب ومكائن تقطيع الأجساد وكشف أسماء المخبرين السريين ومنتهكي الأعراض ،فامتزجت فرحة السقوط بدموع الملايين من الأمهات والأرامل والأيتام ، والتنديد الواسع من قبل سكّان الكرة الأرضية بهذه الفجائع التي ليس لها نظير ،واعتبار مجلس الأمن الدولي منظمة البعث تشكيل إرهابي ، فتيّقنَ البعثيون أنهم سيواجهون مستقبلهم الحافل بالعار والخذلان ومطاردة الأحرار لهم في كل مكان ،فغيّروا انتظامهم وجمعوا شتاتهم في تشكيلات إرهابية أخرى تحت واجهات متعددة خلف مسميات إسلامية هذه المرّة داخل الأجهزة الإدارية وخارجها هدفها ذبح أكبر عدد ممكن من المسلمين الشيعة في داخل العراق تحت مسمى مقاومة الاحتلال ،حتى وكأن الشيعة هم الذين احتلوا العراق ! ! فقامت العديد من القنوات الإعلامية الممولة بأموال الشعب العراقي بالترويج لثقافة الذبح ومناهضة الحكومة التي انبثقت عبر صناديق الاقتراع ،وتكوين رأي عام بضرورة عودة الأمور إلى ما كانت عليها قبل 19/ 4/ 2003 .
هذا ويمكن حصر إفرازات هذه المرحلة بالنقاط التالية :
1-تقليل الأجهزة الإعلامية العربية وخطابات هذه الفلول من حقيقة المقابر الجماعية واتهام الضحايا الشيعة بمختلف التهم العارية عن الصحة ،من قبيل أن القوات الأمريكية هي التي قتلتهم ،أو أن هذه المقابر تعود للمناضلين البعثيين الذين قتلهم الشيعة إبان انتفاضة 1991 .
2-تكريس ثقافة الانتماء إلى العراق فقط ،بحجّة أنّ الشيعة عندما يعبّرون عن انتمائهم ومظالمهم أنما يقصدون تقسيم العراق عِرقياً وجغرافياً وهو أمر يدعو إلى الغرابة ، ذلك أن غير الشيعة عندما يتحدّثون عن انتمائهم وولاءاتهم بنفس الطريقة التي يتحدث بها الشيعة ،فأنه لا يتَّهمونهم باتهام الطائفية أو العرقية أو التقسيم ،فكيف لا وقد أعلن الأخوة في محافظة الرمادي عن رغبتهم مراراً بإنشاء قوات عسكرية منفصلة عن المركز !
3-اتهام الشيعة بأنّهم أذناب للحكومات الإيرانية من الناحية العقائدية ،وعدم اتهام المواطنين الإيرانيين السنة بمثل هذا الاتهام .
4-قتل الآلاف من الشيعة في المساجد والمدارس والحسينيات والدور السكنية من خلال تمويل عمليات الإرهاب المتنوعة في ظل صمت إقليمي وداخلي .
بعد هذا يتبيّن أن إطلاق (الطائفية) أكذوبة صمّمها البعثيون في أروقة المخابرات ودوائر القيادة القومية في بغداد وبعض العواصم المجاورة ،إذ لا واقع لها في الخارج ؛بل الهدف من ذلك هو محاربة الإسلام في عقر داره ...
العراق الذي هو بحق دار الهجرة الذي يرنو إليها الملايين من المسلمين في العالم ،فكانت عروش الصداميين تتزعزع لهذا الواقع الذي صنعه الموحّدون الذين يأنفون من عبادة عفلق وصدام وسواهما وهم الغالبية العظمى من أبناء بلد العراق الذين امتزجت دماؤهم الزّاكية بأديم الأرض منذ تسلط الطغاة وإلى يومنا هذا . .
الصامت المتروك
16ذي القعدة1426
15/ 2/ 2005
|
|
|
|
|