مولاي الفاضل آية الله المحقق الباحث السيد جعفر مرتضى العاملي حفظكم وأيدكم المولى عز وجل وأطال بعمركم وزادكم قوة وعزيمة بالدفاع عن المذهب الشريف..
مولاي هناك من يقول بأن القاعدة في استنباط الحكم تبنى على أساس أنه: من اجتهد وأخطأ فله حسنة، وإن أصاب له حسنتان.. ولقد تناقشت مع أحد الإخوة أنه لو صحت هذه القاعدة لاستند إليها السنة باعتقادهم أن يزيد اللعين اجتهد بقتل مولاي الحسين وأخطأ، فله ـ والعياذ بالله ـ حسنة..
فقالوا: الأمر ليس بهذا الشكل لأن العالم ممكن أن يسعى إلى استنباط حكم، ويسهر عليه الليالي والأيام، بعد توصله إلى الحكم، يكون غير صائب، فبهذا يكون له حسنة، وإن أصاب فله حسنتان.
فقلنا: العالم إذا سهر الليالي بحثاً عن حكم فسواء توصل إلى نتيجة أم لم يصل فبذل جهده فيه أجر، لأن الله عز وجل يجازي بالجهد. ونذكر مثالاً على ذلك، أن المؤمن يمكن أن يستغرق سنة في هداية إنسان آخر ولا يتمكن، فهو مأجور على بذل جهده، لأن الأجر بالجهد وليس فقط بالنتائج، أما بالنسبة لاستنباط الأحكام الشرعية، فعندنا كإمامية قاعدة وهي: من أفتى بغير علم فليتبوأ مقعده من النار..
مولاي.. الإخوة لم يقتنعوا مني، على أساس أني من العوام، ولا يحق لي أن أجزم بهذه المسائل، فقررنا إحالة الموضوع لسماحتكم، لكي تحسموا الخلاف ببحوثكم الغنية كما عودتمونا.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
----------
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
إن مقولة من اجتهد فأخطأ فله أجر، ومن أصاب فله أجران، هي رواية رواها لنا أتباع مدرسة الخلفاء، وأخذناها عنهم، وصرنا نرددها من دون تثبت، ثم إنهم بنفس هذه القاعدة (!!) برروا لنا قتال عائشة ومعاوية لعلي
، وثبت لهما الأجر الواحد بقتاله، وبقتل عشرات الألوف من المؤمنين والمسلمين.
بل قد ادعوا: أن عبد الرحمن بن ملجم قد اجتهد فأخطأ في قتل علي، فهو مأجور أجراً واحداً على جريمته ( المحلى: ج 10 ص 484. والجوهر النقي: (مطبوع بهامش سنن البيهقي)، ج 8 ص 58 عن الطبري في التهذيب.) وأبو الغادية قاتل عمار بن ياسر أيضاً قد اجتهد فأخطأ، فهو مأجور أجراً واحداً على قتل عمار (الفصل: ج 4 ص 161 )